الطريق
الخميس 9 مايو 2024 05:43 صـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

أهو جه يا ولاد: الثلاثى المرح.. من يجرؤ على إعادة الروعة؟

محمد شمروخ 
محمد شمروخ 

مع انطلاق أغاني رمضان كما يحدث في مثل هذه الأوقات السابقة لدخول شهر رمضان الكريم، تسمع صوتهن وهن يغنين معا هذه الأغنية
ورغم أن هناك أغاني كثيرة عن رمضان، لكن تبقى بعض الأغنيات في المقدمة، بل تشم فيها روائح رمضان ومذاقاته المميزة وتعيش أجواءه بعد أن يرتدي الوجود كله الرداء الرمضاني في مثل هذه الأيام كل عام.
هناك "أهلا رمضان" لعبد المطلب و"وحوي ويا وحوي" لأحمد عبد القادر و"أهو جي يا ولاد" للثلاثي المرح.
وإن كان يمكن أن تضع معهما في المقدمة أغاني أخرى، إلا أن هذه الأغنيات الثلاثة أظن أنها الأكثر التصاقا برمضان من غيرها.
لكني هنا لا أتحدث عن أغاني رمضان، إلا كمدخل للحديث عن تجربة "الثلاثي المرح" صفاء وسناء ووفاء.
وهي تجربة مميزة في تاريخ الغناء المصري الحديث وبلغ من شهرة هذا الفريق البناتي البديع، أن أصبح الناس يطلقون على كل ثلاثة متقاربين "الثلاثي المرح" بغض النظر إن كانوا رجالا أو نساء أو حتى أطفالاً.
لقد كانت تجربة وفاء محمد مصطفى، وصفاء يوسف لطفي، وسناء الباروني، تجربة فريدة في اختيار الأغاني وإعطائها نكهة مميزة تجمع مع اللون الجديد، ما بين الطرافة والعمق من ناحية الموضوعات والكلمات والألحان.
وقد لفتت هذه الفرقة الصغيرة منذ تأسيسها سنة ١٩٥٨ الأنظار حتى لقيت اهتمام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حيث قدمت العديد من الأغاني وحققت نجاحا مبهرا في الحفلات الحية التي كانت تقام في المناسبات.
وما زالت أغاني الثلاثي تغني حتى الآن، خاصة أغاني رمضان الذي لقى رعاية خاصة من الثلاثي، بإيثاره بعدة أغنيات بحانب "أهو جى يا ولاد" مثل "افرحوا يا بنات يالا وهيصوا" و"سبحة رمضان" و"هل هلال الصوم" و"وحوي يا وحوي" والأخيرة كانت بكلمات ولحن مختلفين عن الأغنية الأساسية ونجحت نجاحا كبيرا كان سببه الأساس خفة دم وأداء الثلاثي التلقائي البسيط.
إذن فقد تفرد الثلاثى بأنهن أكثر من قدمن أغاني لرمضان.
والغريب أنه رغم النجاح الهائل لأغانى الثلاثى المرح، إلا أن هذا اللون من الغناء الجماعي لم يشهد تجارب حققت مثل أو قريبا مما حققت سناء وصفاء ووفاء، لا في الأجيال المواكبة لهن ولا في التالية، برغم ترحيب الجماهير في ذلك الوقت بغناء المجموعات، إلا أن التجارب الأخرى كانت قصيرة النفس ولم تترك من الأغاني مثل ما ترك الثلاثي مما يمكن حسبانه من التراث الغنائي الحديث.
فهناك أيضا أغاني ارتبطت بذاكرة الغناء العربي، بل وبذكرياتنا الخاصة، فمن منا لا يذكر أغنية الثلاثي"ضحك ولعب وجد وحب" مع عبد الحليم حافظ في فيلم يوم من عمري ومن لم تعلق بذاكرته أغنية "حلاوة شمسنا" في فيلم "غرام في الكرنك" حيث أشهر استعراض لفرقة رضا بصوت الثلاثي المرح؟!.
كذلك غني الثلاثي أغنية "التلفزيون" التى شكلت مقدمة فيلم "صغيرة على الحب".
وهناك الكثير من الأغاني.. فقط احسب معي ولو حسب ما يرد عفو الخاطر على ذاكرتي الآن: "وحوي يا وحوي وسبحة رمضان وأهو جي يا ولاد والعتبة جزاز والبحر بيضحك ليه ومانتاش خيالي يا وله ويا أسمر يا سكر وماما يا حلوة وافرحوا يا بنات وهنا مقص وهنا مقص وهل هلال الصوم.".
وكثير من الأغاني التى يضيق المجال هنا عن حصرها
ومثل ما فعلت ليلى مراد وكعادة كثيرات من الناجحين في مجالهم خاصة في الوسط الفنى وهن في أوج النجاح والشهرة، اعتزلت المطربات الثلاثة سناء وصفاء ووفاء، الغناء وانشغلت كل واحدة منهن بحياتها مكتفية بما قدمت مع زميلتيها.
ولعلها فرصة أن يتم التفكير في إحياء هذا اللون من الأداء الغنائي، على مستوى المطربين والمطربات، فهل ينتبه السادة الملحنون كما انتبه الموسيقار الكبير على إسماعيل للبنات الثلاثة وتبناهن فنيا بل وهو الذي أعطى لهن اسم "الثلاثي المرح" ليصبح أشهر اسم لأشهر فرقة غناء جماعي.
وليس العظيم على إسماعيل وحده، فإنك ستجد في تجربة الثلاثى المرح أغاني ألفها لهم شعراء كبار مثل صلاح جاهين ومرسي جميل عزيز وصالح جودت وعبد الفتاح مصطفى، كما لحن له من مبدعي ذلك العصر بجانب إسماعيل، كل من سيد مكاوي ومحمد الموجي وحلمي بكر وعبد العظيم محمد وحلمي أمين ومنير مراد وأحمد صدقي وعبد العظيم عبد الحق، كما شارك الثلاثى بالغناء على ألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب، في المقطوعة الموسيقية "المماليك".
لقد كانت تجربة رائعة، لكن على روعة ما قدمنه وما تركنه من درر غنائية تزين ذكرياتنا مع الإذاعة والتلفزيون، إلا أنهن لم يلقين من التكريم ما استحققنه، بل ولا نكاد نعرف عنهم شيئا غير معلومات ضئيلة بغد اعتزالهن.

لكن لا يهم.. يكفي التكريم الجماهيري الباقي حتى الآن في إطلاق اسم الثلاثي المرح على اى ثلاثة كما سبق أن ذكرت، حتى لو نسي الناس أسماء سناء وصفاء ووفاء أشهر وأنجح فرقة غناء جماعي ما زالت تشاركنا فرحة قدوم شهر رمضان كل سنة.