صفاء مختار تكتب: هكذا تكون
عندما أستيقظ بقلبي في الصباح أرى الدنيا حولى وكأنها حضن أمى تفتح زراعيها لتستقبلنى بأمانها وحبها وأبتسامتها التى تغلب نور الصباح بجمالها ودفئها .
مهما كان عمري يزداد كل سنة وأجدنى قد تعديت سنوات بعد الأخري فأنا هى تلك الصغيرة التي تطمئن بدعوة من قلب أمها دعوة تستجاب في وقتها من رب العباد.
هكذا تكون النفس بداخلنا طفلة مازالت تريد حضن وآمان تثق أنه دون تردد ولا حاجة لأن تطلبه هو يأتيك بكل طواعية وكأن مغنطيس ما قد يجذب هذا الشعور.
مرت بي السنوات وقد تخطيت الستين بعام وتزداد يومياً في وجداني الرؤية لكل ما يدور حولي لكل إنسان أتعامل معه يعلمنى هذا التعامل أحدى الدروس التي لاتنتهى يضيف صفحة وأحياناً أخرى صفعة حتى أظل دوماً في حالة وعى ولا أترك الشعور الساكن داخلى بإن يهدأ أو يستكين.
ليقول لى لا تغفلى ولتكونى بحالة يقظة دوماً فمن حولك ليسوا ذلك الحضن المجاني لأم رحلت وكأنها تركتنى دون فطام.
لم ولن أندم يوماً علي نيه صادقة بقلبي وعقلي ولن أندم علي بذل جهد أو حب وعطاء لشخص لم يكن يستحق ذلك.
بل سأجد السلوى والسلام من رب السماء يرانى ويحدث قلبي ووجداني حتى لا يتوقف النبض داخلى.
ولكنى بثقل الجبال راسخه الهوى والنبع صافي يروى كل من دبت أربعته الأرض أو رفرفت أجنحته في السماء...أطوف مغرده مسبحه أننى في الملكوت أسلمت لك نفسي وجوارجى أستودعت كل كيانى ووجدانى وحياتى لمن يحفظها.
