الطريق
الخميس 9 مايو 2024 11:49 صـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

محمد سويد يكتب: لماذا لم نطرد سفير إسرائيل؟

محمد سويد
محمد سويد

الكل شجب وأدان ، لا السعودية فعلتها ، ولا الإمارات العربية بذلت من أجلها الغالى، أعلنت البحرين المقاطعة ، و دوت الخطابات الرنانة فى بهو البرلمان الكويتى، واختلف الموقف القطرى بحكم قربها من المشهد واستضافتها و رعايتها لقادة حماس ، فأين كانت مصر؟

ولماذا لم تقطع مصر علاقاتها الدبلوماسية مع اسرائيل ، و لماذا لم نسحب السفير المصرى من تل أبيب ونطرد سفير دولة الإحتلال من القاهرة حتى يقتنع من يشكك بأن مواقفنا الإنسانية متوافقة مع قناعاتنا السياسية والسيادية ؟

لقد بقيت مصر الرافضة بلامقدمات ، أو مساومات لتهجير الفلسطينيين وتصفية القضية ، الداعمة بلا سقف للمساعدات الانسانية التى تخطت 80% من المساعدات التى قدمها العالم للقطاع عبر معبر رفح، الحاضنة بلا تردد للجرحى و الأطفال الخدج بعد أن قطع المحتل عليهم سبل الحياة ولم يطلب من أحد "جزاءً ولا شكوراً".

ربما تأخرت الإجابة على السؤال الأصعب، لكنها جاءت على لسان الرئيس عبدالفتاح السيسي الذى أعلنها اليوم على حسابه الرسمي على فيسبوك " أود أن أُعرب عن ترحيبي بما نجحت به الوساطة المصرية القطرية الأمريكية في الوصول إلى إتفاق على تنفيذ هدنة إنسانية في قطاع غزه و تبادل للمحتجزين لدى الطرفين ، و أؤكد استمرار الجهود المصرية المبذولة من أجل الوصول إلى حلول نهائية ومستدامة تُحقق العدالة وتفرض السلام وتضمن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة" .

لم تكن تلك الجهود سهلة أو ميسرة ، فى ظل الصمت العالمى المخزى والتواطؤ الأمريكى الغربي البين أمام حرب الإبادة الجماعية و المذابح التى ترتكب فى حق المدنيين والأطفال والشيوخ والنساء بلا مؤاخذة أو هوادة.

ما فعلته مصر بجهاز مخابراتها الأقوى و يدها الطولى الممتدة إلى صناع القرار على الجبهتين ، والمنفتح على دوائر صنع القرار فى العالم ، لا يقل بطولة عن دورها المعلن فى إدخال المساعدات و استقبال الجرحى ، وهو دور لم تدعى إليه ، إنما قدر لها أن تفعله بحكم مكانتها الاقليمية وأن تلعب دور الوسيط حقنا لدماء الأبرياء وصداً لهذا العدوان الغاشم ، دور محورى صامت بلا مزايدة أو شعارات أو حتى إشادات على شاشات الفضائيات .

ستمضى أيام الهدنة دون أن تعوض كل طفل عما فقد من أبويه أو إخوته و أطرافه ، وأحلامه تحت أنقاض منزله ، ستمضى دون أن تعزى كل مكلوم أو تربت على كتف كل أم ثكلا وإمرأة مترملة فالجرح عميق والمصاب في أهل غزة جلل

لكنها تبقى المحاولة الأخيرة لاجهاض هذا المخطط الصهيونى المجرم فى تكرار نكبة 1948 و تهجير ما تبقى من شعب فلسطين والإستلاء على الأرض بعد العرض ، تبقى المحاولة الأخيرة لأنه لم يعد هناك ضمير للعالم يتحدث أو يقف فى وجه هذه المهزلة ، لكنها وبفضل لله سيبقى مصر على العهد السند الحقيقي لكل أشقائها العرب عندما يتخلى عنهم الجميع.