الطريق
الخميس 9 مايو 2024 09:13 صـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

محمد هلوان يكتب: إفريقيا.. الأنظار تتجه للقارة الأم من جديد

افريقيا
افريقيا

تسمى إفريقيا عند علماء الأنثروبيولوجي (علم مختص بدراسة الإنسان) والسيسيولوجي (علم الاجتماع الإنساني) بالقارة الأم، وعلى الرغم من إيجاد حفريات تؤكد وتعزز وجود الإنسان منذ بدء الوجود في مختلف القارات، إلا أنهم يؤكدون أن اصل الإنسان ومنشأه كان في القارة الأم إفريقيا، ومن هنا كانت التسمية..

اطفال افريقيا

على الرغم من الخلاف الأيدولوجي بين مختلف البشر باعتقاداتهم إلا أن ليس هناك ما يؤكد نظرياتهم بهذا الصدد من خلال نصوصهم، بل مجرد أثر لا يدري أحد منشأه، وبدون الخوض في جدال عقيم لا يستقيم مع العقل والمنطق، فإن القارة كانت ومازالت تسمى الأم.. ربما لانها تقع في وسط العالم، وكانت محور اهتمام البشر من جميع أنحاء العالم، نظرا إلى ثرواتها العديدة وأهميتها في التاريخ البشري.

على الرغم من عدم احتلالها القدر الكاف من الاهتمام بكتب التاريخ إلا أنها وجود لها مكاناً في كتب الجغرافيا.. اهتمام العالم منذ القدم بتلك القارة كان نابع من استغلال مواردها فقط.

ولأنها ظلت تعاني من التهميش على مدار قرون عديدة فإنها لم تلحق بركب الحضارة الإنساني في شكله الحالي..

فضلاً عن نهب ثرواتها تحت مسميات عده، وأيضا اعتبارها مجرد قطعة أرض تستطيع الدول الأخرى استغلالها لصالحها أو لاحتلالها في بعض الأحيان لفرض سلطة ونفوذ وقوة تستطيع به تلك الدول مجاراة العالم وتقدمه، بغض النظر عن سكان القارة الأصليين..

معاناة متكررة في التاريخ الإنساني ككل، ولكن تظل إفريقيا هي رمز هذه المعاناه، فكان لابد من صحوة.. لا اتفق مع أي عمل عنيف أو عدواني بشكل عام، ولكن بعض الحقوق يجب أن تنتزع مهما كان الأمر، أحقية الدول الأفريقية بالمطالبة بحقوقها التي فرضت عليها منذ عقود عديدة تسمح لها بالتحرر، وفرض سيطرتها على ممتلكاتها، بل وأيضا تعزيز الروابط المشتركة بين دول الجوار الذي حاول المستغل او المستعمر قطعها، عن طريق زرع الكراهية، وفرض ثقافته من خلال لغته ومناهجه في شتى المجالات..

رأيي أن القارة تشهد تطورا تاريخيا، يحسب لها وللدول الافريقية جميعا، ولكن الحل في التكاتف والوحدة، وعدم السماح من جديد بفرض منطق القوة، بل ينبغي فرض لغة التعاون والأستثمار والبناء، فقارة افريقيا تمتلك ما يمكن أن يجعلها مركز قوة العالم في وقت ليس ببعيد..