وفاة الشاعر الأردني أمجد ناصر بعد صراع مع السرطان

توفي مساء اليوم، الشاعر الأردني أمجد ناصر في لندن، بعد صراع مع مرض السرطان.
وقد رثى نفسه قبل نحو شهر، عبر حسابه الشخصي على “فيسبوك” بتدوينة قصيدة “راية بيضاء”، أوجز فيها تفاصيل زيارته إلى الطبيب في مستشفى تشرينغ كروس في لندن، حيث أبلغه أن العلاج لم ينجح وأن الصورة الأخيرة لدماغه أظهرت تقدما للورم.
وفي القصيدة قال:
عدو شخصي
ليس لي أعداء شخصيون
هناك نجم لا يزفُّ لي خبرا جيدا،
وليلٌ مسكون بنوايا لا أعرفها.
أمرُّ بشارعٍ مريبٍ وأرى عيونا تلمع
وأيديا تتحسس معدنا باردا،
لكن هؤلاء ليسوا أعداء شخصيين،
فكيف لجبلٍ
أو درب مهجورٍ أن يناصباني العداء،
أو يتسللا إلى بيت العائلة؟
ولد "يحيى النميري النعيمات" الشهير بـ "أمجد ناصر" في الطرة شمال الأردن عام 1955، وهو الأبن الأكبر لعائلة بدوية، بدأ كتابة الشعر والانفتاح على الحياة السياسية في الأردن والعالم العربي في المرحلة الثانوية، وبحكم إقامته في الزرقاء، ، تأثر بوضع النازحين الفلسطينيين وأعجب بالعمل الفدائي الفلسطيني .
كما عمل أيضًا في الصحافة العربية في بيروت وقبرص سنة 1977، ثم أقام في لندن وساهم هناك في تأسيس صحيفة "القدس العربي" سنة 1987، وتولّى إدارة التحرير والإشراف على القسم الثقافي في الصحيفة منذ 1989 .
عمل "ناصر" في التلفزيون الأردني، وكان من أبرز الوجوه في صحيفة القدس العربي، وصدرت مجموعته الشعرية الأولى "مديح لمقهى آخر" عام 1979م، وتعتبر تجربته مع الكتابة ناجحة رسخت لأسمه كواحد من رواد الحداثة الشعرية وقصيدة النثر.
وكان الشاعر اتخذ قراراً بالعودة إلى مسقط رأسه محافظة المفرق، في أيامه الأخيرة، بعد سنين عديدة قضاها في المهجر .
وللشاعر نحو عشرين كتاباً في الشعر والرواية وأدب الرحلات، حيث صدرت الإرادة الملكية السامية بمنحه جائزة الدولة التقديرية في الآداب .
نال جائزة محمّد الماغوط للشعر من وزارة الثقافة السورية سنة 2006، وتُرجم عدد من أعماله الأدبية إلى اللغات الفرنسية والإيطالية والإسبانية والألمانية والهولندية والإنجليزية .
وهو عضو في رابطة الكتّاب الأردنيين .