حسن نافعة في حواره مع ”الطريق”: الصين ستقف مع باكستان في أي حرب محتملة مع الهند

استبعد نشوب صراع نووي بسبب إقليم كشمير.. ومسلمو الهند أفضل حالا من نظرائهم في باكستان
استبعد الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسة جامعة القاهرة، نشوب حرب نووية بين الجارتين الأسيوتين الهند وباكستان بسبب صراعهما على إقليم كشمير المتنازع عليه.
وحذر "نافعة" في حواره مع "الطريق"، من أزمة إقليمية تهدد الأمن والسلم الدوليين، يتسبب فيها صراع إقليم كشمير، موضحا أن العملاق الصيني سيقف بجوار حليفته باكستان، لمواجهة النفوذ الهندي، خاصة وأن الهند تمثل المنافس الأول للصين في قارة أسيا.
وقال "نافعة" إن مسلمو الهند أفضل حالا من نظرائهم في باكستان، بسبب ما تعانيه الأخيرة من نظام سياسي مضطرب وقمعي.
فإلى نص الحوار..
- في البداية، حدثنا عن الوضع القانوني لإقليم كشمير بين الهند وباكستان، خاصة في ظل الأزمة الأخيرة بين الطرفين؟
إقليم كشمير ذو وضع خاص بإتفاق بين الهند وباكستان، ويتمثل ذلك في تسوية أقرتها الأمم المتحدة، والمشكلة بدأت حينما ضمت الهند الجزء الخاص بها من كشمير لها، واعتبرته ولاية خاصة بها كأي ولاية أخرى، ينطبق عليها القانون الهندي، وهذا يعني أنها باتت أرض هندية وليس لها أي وضع خاص، وهذا سبب رئيس في نشوب العديد من المشكلات بين الهند وباكستان.
- كيف تنظر باكستان إذا للخطوة التي اتخذتها الهند حيال إقليم كشمير؟
باكستان تعتبر ما قامت به الهند غير قانوني على الإطلاق، وكذلك الأمم المتحدة، والمشكلة الرئيسية هي أن الهند وباكستان دولتان نوويتان، فأي خلاف بينهما يعد تهديدا لسلم وأمن منطقة، لأن هناك تخوفات من أي تصعيد يمكن أن يؤدي لنشوب حرب نووية، ولو أن نشوب مثل هذه الحروب أمر مستبعد الآن، فالمرة الوحيدة التي استخدمت فيها القنبلة النووية كانت من الولايات المتحدة الأمريكية، ضد اليابان في الحرب العالمية الثانية، مرة ضد هيروشيما والمرة الأخرى ضد ناجازاكي، وبعد ذلك لم يتم استخدام القنبلة النووية بأي شكل من الأشكال، فهي في النهاية سلاح رادع وليست سلاح يعتمد عليه للاستخدام.
- لكن طالما أن السلاح النووي موجود بالفعل، هل من الممكن في حال التصعيد بين الطرفين وعدم الوصول لحل، أن يتم استخدامه؟
بما أن السلاح موجود بالفعل، فمن الممكن وفي حال وصول الأزمة لذروتها، أن تنشب حرب نووية، والخطورة تكمن في هذه النقطة، فباكستان تريد أن تتراجع الهند عن قراراتها، وأن يتم حل الأزمة الكشميرية كيفما تنص الإتفاقية الأصلية، التي تنص على ضرورة موافقة سكان الإقليم، الذي أغلبه، حتى الجزء التابع للهند من المسلمين، ففي حال عمل استفتاء فالأغلبية سوف يصوتون لصالح إما الاستقلال الكامل أو الانضمام لباكستان.
- في حال إصرار الهند وعدم التراجع عن القرارات التي اتخذتها، هل من الممكن نشوب حرب بينها وبين باكستان حتى وإن لم تكن نووية؟
استبعد نشوب أي حرب بين الطرفين من أي نوع، ولا شك أن هناك العديد من الحروب التي نشبت بين الطرفين من قبل، لكن وبعد التسلح النووي أصبحت الحرب مرة أخرى أمر مستحيل، لكن من الممكن نشوب صراع بطرق أخرى، على سبيل المثال توجيه هجمات إرهابية، أو عصيان مدني من الأغلبية المسلمة في كشمير، حتى لا تتمكن الهند من فرض سيطرتها الكاملة عليها، وسيكون هناك قطيعة بين الهند وباكستان وتوتر دائم، لأن المشكلة الأصلية ليست كشمير في حد ذاتها، وإنما ما تؤدي إليه كشمير من صراع بين الدولتين، فباكستان كانت في الأساس جزء من الأراضي الهندية حتى نالت الاستقلال عام 1947.
- في ظل التحالف الذي يجمع بين الصين وباكستان، ما الموقف المتوقع من بكين في حال نشوب حرب بين حليفتها والهند؟
الصين سوف تقف باستمرار بجانب باكستان، لأن خصمها الرئيسي في أسيا هي الهند، فالهند هي ثاني دولة بعد الصين في قارة أسيا، ومن المتوقع أن تكون منافس قوي لها، وهناك محاولات عديدة تجرى لكي لا تتحول هذه المنافسة لصراع أو حرب من أي نوع، لكن وبما أن كل من باكستان والصين أعداء للهند، فمن الطبيعي أن يتحالفا معا ضدها، لكن في حال نشوب حرب بين باكستان والهند، لن تقف الصين لتحارب بدلا من حليفتها، لكنها سوف تشجعها على الحرب، بل وتساعدها كنوع من الردع ولتحذيرها باستمرار أنها سوف تقف مع باكستان، ويستلزم الإلتفات إلى أن ذلك سيجعل الهند تفكر ألف مرة قبل الدخول في أي حرب ضد باكستان.
- بعد الهجوم الأخير الذي شنته القوات الهندية ضد المسلمين في كشمير، هل من الممكن أن يقف مسلمي الهند ضد دولتهم، وهل من المتوقع نشوب فتنة طائفية بسبب تلك الأزمة؟
في هذه الحالات، يلعب الصراع العرقي دورا أكثر من الانتماءات الدينية، وفي الماضي نشبت ثلاثة حروب بين الهند وباكستان، ومسلمو الهند كانوا يشعرون بالضيق بسبب ما يحل بإخوانهم في باكستان، لكنهم فكروا فيما يتمتعون به من حقوق للمواطنة داخل الهند، فهم أفضل حال من المسلمين الذين يعيشون في باكستان، الذين يعانون دائما من النظام السياسي المضطرب والقمعي، فالعامل الديني بالتأكيد يلعب دور، لكنه ليس محوري في مثل هذه الأمور.