الطريق
جريدة الطريق

حرائق الأمازون.. كارثة طبيعية تسببت في إشعال فتنة دبلوماسية

حرائق الأمازون
عواطف الوصيف -
تشهد غابات الأمازون البرازيلية، منذ ثلاثة أسابيع، واحدة من أشد الحرائق التي من الممكن أن تكون قد مرت عليها من سنوات، وتشكل الحرائق خطورة بيئية على البرازيل والدول المجاورة لها، ولعل أكبر دليل على مدى الخطورة التي تشكلها، هو أنها محور وقضية رئيسية على جدول أعمال قمة الدول السبع الصناعية التي ستبدأ غدا، والتي ستكون بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ويقدم "الطريق" تفاصيل تلك الحرائق وردود الفعل الدولية حولها..
تعتبر المناطق الأكثر تأثرا بالحرائق التي اندلعت هي ولايات رورايما وروندونيا والأمازون شمال البلاد، وأفادت وكالة الفضاء البرازيلية، أن البرازيل سجلت مستوى قياسيا من الحرائق خلال هذا العام، كما أنه وبحسب البيانات التي قدمها المعهد الوطني لأبحاث الفضاء في البرازيل، فقد أتضح أن الحرائق التي تشهدها الأمازون الآن تزيد عن معدلات الحرائق التي حدثت في نفس المكان خلال عام 2018، بنسبة 85%، كما أتضح ان أكثر من 75 ألفا من حرائق الغابات، هي التي رُصدت في البرازيل، وهو أعلى رقم منذ 2013، ولم يتجاوز عدد الحرائق المسجلة في نفس الفترة من العام الماضي 40 ألفا.
وإذا حاولنا أن نوضح بعض النواح العلمية التي تتعلق بهذه الكارثة، فسيتضح لنا أن الحرائق في غابات الأمازون عادة ما تبدأ في الاندلاع في الفترة من يوليو وحتى أكتوبر، وهي تحدث بفعل الطبيعة، أو بسبب المزارعين والحطابين، حينما يحاولوا التخلص من الحطب لتجهيز الأرض لزراعة محاصيل جديدة أو للرعي. 
وعند متابعة أهم التطورات، سنجد أن الحرائق تطلق كميات كبيرة من انبعاثات الدخان والكربون، والتي غطت سماء منطقة الأمازون وما وراءها، وأكدت خدمة كوبرنيكوس التابعة للاتحاد الأوروبي، والمتخصصة في مراقبة الجو، فإن سحب الدخان تسافر وصولا إلى ساحل الأطلسي، بل لقد جعلت السماء تُظلم في ساو باولو على مسافة تتجاوز 3.200 كيلو متر.
يشار إلى أن الحرائق، تطلق كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، والتي بلغت 228 ميجا طن حتى الآن، وهي الأعلى منذ عام 2010.
وتعد هذه الحادثة بمثابة الكارثة، خاصة حينما يتضح لنا أن حوض الأمازون يحتوي على حوالي ثلاثة ملايين نوع من النباتات والحيوانات، علاوة على مليون نسمة من السكان الأصليين، وتعتبر هذه المنطقة حيوية لكبح مستوى الاحتباس الحراري حول العالم؛ حيث تمتص الغابات ملايين الأطنان من انبعاثات الكربون كل عام، وعند قطع الأشجار أو حرقها، ينطلق الكربون الذي تخزنه تلك الأشجار إلى الجو وتقلّ قدرة الغابات المطيرة على امتصاص انبعاثات الكربون.
أزمات دبلوماسية
وتسببت حرائق غابات الأمازون في إشعال موجة من الأزمات الدبلوماسية بين البرازيل والعديد من الدول الأوروبية الأخرى، وذلك لتسببها في خطورة بيئية غير عادية، فقد حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن هذه الحرائق تمثل حالة طوارئ دولية، كما أنه وفي تغريدة له عبر صفحته على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر"، دعا لمناقشة هذه القضية خلال قمة مجموعة الدول السبع التي تنطلق السبت في مدينة بياريتز جنوب غربي فرنسا.
وجاء رد الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو على تصريحات ماكرون، والتي كانت عبارة عن إتهامه بالعمل بعقلية استعمارية، وأنه يريد أن يحول قضية الأمازون إلى أداة لكي يتمكن من تحقيق مكاسب سياسية شخصية.
وفي السياق ذاته، قال مكتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إن بريطانيا تشعر بقلق شديد بشأن حرائق غابات الأمازون، وإن جونسون سيستغل قمة مجموعة السبع للدعوة من أجل تجديد التركيز على حماية الطبيعة، قالت متحدثة باسم مكتب جونسون: "يشعر رئيس الوزراء بالقلق الشديد من اتساع نطاق الحرائق في غابات الأمازون وتأثير هذه الخسارة المؤسفة لتلك الموائل النفيسة".
من جانبها، اعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس وزراء كندا جاستين ترودو أنه بات من الواجب التباحث بشأن الحرائق الواسعة خلال قمة "مجموعة السبع".
من جهته، قال رئيس الوزراء الفنلندي أنتي رينه، الذي يتولى حاليا رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي، إن حرائق الغابات الهائلة في البرازيل "تهدد الكوكب بأسره" وليس البرازيل فقط.