حلفاء واشنطن وصعوبة التخصيب السري لليورانيوم.. أسباب استحالة استئناف البرنامج النووي الإيراني

عواطف الوصيف -
"استحالة استئناف برنامج إيران النووي العسكري".. تحت هذا العنوان أعربت صحيفة "أوراسيا ديلي" الروسية الناطقة باللغة الإنجليزية، عن رؤيتها حيال إيران، حيث تعتبر أنها في ظل الظروف الراهنة لن تتمكن من تحقيق كل ما تدعيه طيلة الوقت من أنها ستعمل على تطوير برنامجها النووي، حيث أكدت أن إيران إذا فكرت الآن في تطوير برنامجها النووي، فإن ذلك سيشكل خطورة كبيرة.
ونوه مقال "أوراسيا ديلي" الروسية، عن ما قاله وزير الخارجية الأمريكية، مايك بومبيو، حينما تحدث خلال العام الماضي، عن السياسة التي ستتبعها واشنطن تجاه النظام الإيراني، التي تعتمد بشكل أساسي على فرض ضغوط مالية غير مسبوقة في الـ 21 من مايو 2018، بالتفصيل عن النهج الأمريكي الجديد تجاه إيران، لكن الأخيرة كان من الصعب أن تلتزم الصمت أو تقف في صفوف المتفرجين، دون أن يكون لها أي رد فعل.
قالت إيران، ردا على تصريحات "بومبيو" أنها ترى أن الغرض من العقوبات التي تحاول إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرضها عليها، هو توضيح رسالة بأن واشنطن لن تلتزم بأي شروط تتعلق بالإتفاق النووي، كما أن حينها صدرت من إدارة ترامب، تهديدات لإيران بإجراءات عسكرية إذا انتهكت الالتزامات التي تنص عليها الصفقة النووية.
بحسب الصحيفة، فإن المرشد الأعلى للجمهورية هو من يقرر ما سيتم إنتاج أسلحة نووية أم لا، وهو ما سيتضح قريبا، لكنها في نفس الوقت نوهت أن صعوبة التخصيب السري لليورانيوم أو التصنيع السري لقنبلة ذرية في إيران يعود في الأساس إلى اختراق أجهزة الاستخبارات الغربية لإيران بدرجة كافية، خاصة وأن هذا الاختراق تم من خلال التفاعل مع الموساد الإسرائيلي، وتم التوصل بالفعل للعديد من الأسرار الاستخباراتية التي تخفيها إيران.
وتكتمل الأزمة التي تواجهها إيران بما أعلنت عنه المخابرات الأمريكية، حيث أكدت أنها قادرة على اكتشاف المنشآت النووية الإيرانية بجميع ما تخفيه من أسرار، وما يستلزم الإلتفات إليه هنا هو أن الاتفاق النووي يسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول إلى المنشآت النووية الإيرانية.
يذكر أنه من المستحيل إخفاء اختبار أسلحة نووية في إيران، لأن الانتقال من إنتاج جهاز نووي بسيط بعد الاختبار إلى سلاح نووي أكثر تطورا قد يستغرق عدة سنوات أخرى، وخلال هذه الفترة، ستصبح إيران حساسة من الناحية السياسية، وقد تكون معرضة لضربة عسكرية من قبل الولايات المتحدة وحلفائها.
بناءا على ما اتضح، يمكن القول أنه من أجل الشروع في برنامج نووي عسكري، فلن يكون كافيا لإيران مجرد الخروج الرسمي من الإتفاقية النووية، إنما من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية نفسها، وفي حال حدوث ذلك ستكون وجهت ضربة قوية تمس سمعة إيران بشكل سيء في المنطقة، لذلك فطالما أن الولايات المتحدة قوية وتتمتع بخضوع حلفائها، فإن استئناف البرنامج النووي الإيراني غير ممكن.