دوميط كامل: الجفاف الثلجي يهدد الأمن المائي العالمي وارتفاع الحرارة هو السبب الأول

حذر الدكتور دوميط كامل، رئيس حزب البيئة العالمي، من تفاقم ظاهرة "الجفاف الثلجي"، مؤكدًا أنها من أخطر التهديدات البيئية التي سبق التحذير منها منذ أواخر القرن العشرين، لكنها اليوم أصبحت واقعًا ملموسًا يهدد استقرار المناخ العالمي والأمن المائي لملايين البشر.
الأنظمة البيئية
وفي مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية، أوضح "كامل" أن أزمة الاحترار العالمي لم تعد مجرد نظريات أو تنبؤات علمية، بل أصبح لها آثار مباشرة على توازن الأنظمة البيئية، مشيرًا إلى أن التغير المناخي يؤدي إلى جفاف مناطق واسعة من العالم، يقابله فيضانات مدمرة في مناطق أخرى، ما يعكس خللًا شديدًا في دورة المياه الطبيعية.
وكشف رئيس حزب البيئة العالمي أن الدراسات الحديثة تتوقع أن تصل نسبة الجفاف الثلجي عالميًا إلى نحو 65% بحلول عام 2050، والسبب الرئيسي لن يكون نقص الهطولات كما يُعتقد، بل ارتفاع درجات الحرارة الذي يمنع الثلوج من التراكم رغم هطول الأمطار. وأضاف أن أنهارًا كبرى مثل الجانج واليانجتسي مهددة بانخفاض حاد في منسوب المياه، ما سيؤثر على حياة مئات الملايين ممن يعتمدون عليها في الشرب والزراعة.
وأشار الدكتور دوميط إلى أن العام الجاري يُسجل مؤشرات مقلقة على الأرض، أبرزها انخفاض معدل المتساقطات الثلجية في دول شرق المتوسط، والتي لم تعد تسجل تساقطًا ملحوظًا تحت ارتفاع 1500 متر، وهو ما يعني بداية تحول مناخي واضح نحو التصحر ونُدرة المياه، وهو ما ينذر بزيادة انتشار الأوبئة والأمراض الوبائية الناتجة عن تدهور البيئة.
الكائنات الحية
كما أشار إلى أن سلوك الكائنات الحية بدأ يتغير بفعل هذه التحولات، لافتًا إلى أن الطيور المهاجرة التي تعود عادة في شهر مايو، عادت هذا العام في فبراير، ما يعكس إدراكًا بيئيًا مبكرًا لهذه الكائنات لاضطرابات المناخ.
واختتم دوميط كامل مداخلته بالتأكيد على ضرورة تكاتف الجهود الدولية من أجل التصدي لظاهرة الجفاف الثلجي، معتبرًا أن الأمن البيئي هو أساس الاستقرار الإنساني في العقود المقبلة، داعيًا إلى تحرك فوري وحاسم لحماية مصادر المياه والبيئة.