الطريق
جريدة الطريق

الثور الهائج يحكم قبضته ولا عزاء للإنسانية

وفاء أبو السعود -


الثور الهائج يسعى لشرعنه القتل والبلطجة والاجرام ولا عزاء للإنسانية

بنظرة عابرة لما يدور من احداث على مستوى العالم بشكل عام وعلى مستوى الدول العربية بشكل خاص، تكتشف وببساطه ان هناك نظام عالمي تم التأسيس والتخطيط له وبكل جدارة منذ سنوات كثيرة قد تتعدي النصف قرن، وضعت احداثه بعناية فائقة وحددت خطواته بشكل دقيق، مع الاهتمام بأقل وأدق التفاصيل ويتم العمل حاليا على خدمته،
وما نحن وبقية العالم الا دُمى يتم تحريكها كيفما شأوا

يتزعم هذه المخططات الشيطانية دولة السيطرة والهيمنة على العالم بأكمله، ومن يتبعها، تسير فيه كل دولة صغيرة كانت او كبيرة وفق ما خطط لها ووفق سياسة امريكا واهوائها، ولا يستطيع اي منهم ان يخرج عن المسار والا يُقذف بوابل من العقوبات، ويُحرم من المنح والعطايا.

امريكا التي كشفت اخيرا عن وجهها القبيح دون مواربة ولا تخفي وراء شعارات فارغة، بعد سنوات جاهدت فيها وبكل قوتها ليسير العالم في ركبها ويدور في فلكها، قد افصحت الان عن نواياها الحقيقية دون تجميل ولا تقديم اي مبررات لأفعالها وتصريحات ذلك الرئيس الاهوج والمتغطرس بما لديه من قوة ماديه وتكنولوجية خير دليل.

الهدف تجد ان كل الاحداث تسير في طريق واحد وتصب في هدف واحد ،، كان مستتر ومقنع لبعض الوقت وقد اصبح الان معلن للعيان دون التخفي وراء شعارات واهيه واقنعة زائفة (( انهم يريدون دمار البشرية )) وانهاء الإنسانية وتحطيم الروح ليحل محلها الماديات والغرائز والمجون والفجور والدفع بعجلة القتل والسرقة وتأسيس مبدأ واحد وهو انا وفقط تلك الارض حديثة العهد و التي قد اكتشفت في سنة 1507 ميلادية عن طريق أمريكو فسبوتشي الذي وصل الي خليج المكسيك، واقترح جغرافي ألماني يُدعى فالدسيمولر أن تسمى تلك القارة باسم أمريكو فسبوتشي واعلنت استقلالها في عام 1776، في فيلادلفيا، حيث أعلن المؤتمر القاري الثاني استقلال المستعمرات باسم الولايات المتحدة بقيادة الجنرال جورج واشنطن في الحرب الثورية.

تلك الدولة الوليدة وحديثة العهد التي تجمع سكانها من دول عدة اغلبهم من الهنود الحمر والبيض ومن اصل اسباني واصل لاتيني ومن اصل افريقي والتي ما جاءت الا لتذيق الانسانية ويلاتها ورغم حادثتها تناطح العالم وبكل قوتها ، ومثلما تجمعت دويلاتها تحت رايه واحده سارت في اتجاه عكسي الي تفكيك الدول الي دويلات متشرزمة ولا عجب فمن ليس لديه ارض لا يقدر قيمتها ، ومن تجمع سكانه من عدة اماكن لا يعلم كيف ينشا شعب علي ارضه في لحمة واحدة وارتباط وثيق ولا يعلم كذلك ان هناك علاقة بين الارض وشعبها لا تنتهي ولو دُفعت اغلي الاثمان في سبيلها حتى لو قدم صاحب الارض روحة طواعيتا ليدافع علي ترابها.

بلد الالف وجه والتي لا يعتد لها حليف الي حليف مرحلي طبقا لخططتها ومصالحها وما ان تنتهي تلك المصالح حتى تكشف غطائها عنه وتتركه في الخلاء وحيدا يبحث عمن يسانده او حتى تتخلص منه فور انتهاء مهمته ولنا في حرب روسيا واوكرانيا دليل، فقد اعانوا زلنسكي ضد روسيا وبكل قوه حتى تقدر مبالغ دعم الحرب ٣٥٠ مليار دولار وحينما تحققت مأربهم وأصبح لهم مصالح اخرى وتحققت اغراضها تنسحب من المشهد ويتم وصف زلنسكي بانه دكتاتور.

امريكا واتباعها التي وضعت الاستراتيجيات وألزمت الدول بتنفيذها طبقا لأولوياتها من خلال مواثيق دوليه وقوانين ثم انقلبت عليها واتجهت في مسار عكسي ضد الاستدامة والتنمية الجوفاء التي تسعى لتحقيقها وهي التي تشعل نيران الحرب اينما اردت ووقتما تريد وتسعي لإخمادها وقت ما تريد وتسعي وبكل قوتها للزج بكل الدول ان استطاعت لأتون الجحيم المفتعلة حتى لا يبقي على الدنيا سوي نفسها واخوان الشيطان الاعظم اتباعها.

تلك الدولة التي تتعامل مع العالم وكأنها في فيلم هوليودي تسعي لصناعة التنظيمات الإهاربيه التي تسير كالدمي وفق رغباتهم فتنشط احيانا وفق مصالح الدولة الام وتهدأ وتكمن لفترة مرحلية احيانا، ما تفتأ تسعى علي شرعنه الاجرام والقتل والسرقة طالما لها مصلحة باختلاق الاكاذيب واساليب الارهاب ودعمه مستخدمة كل الاسلحة الإجرامية لتحقيق مأربها ضاربه بالقوانين التي ساهمت في وضعها عرض الحائط

حتي تلك المنظمات التي أسستها لتنفيذ اغراضها ان تعارضت قرارتها مع الرغبات السامية تغل يدها فورا بالعنجيه والصلافة ، و توقف اعمالها ، وتغير مسارها لتوافق ما يوافق مصالحها فتصدر احكامها علي كل من حماس وحزب الله وكل من قرر الدفاع عن بلاده حتى ولو اخطأ الطريقة ، ولو كان ماجورا لتحقيق اغراض واجندات خارجيه وتترك الحبل للغارب لذلك الكيان المغتصب ليفعل ما يشاء وينفذ كل ما يحلوا له دون قيد او شرط ليس باغتصاب الارض وفقط وانما ما اتخذه من جرائم ضد الإنسانية من تجويع واذلال واغتصاب وابادة جماعيه ومنع وصول المساعدات الإنسانية في تحدى واصح لتلك الإنسانية النكراء التي اصبحت سبه في جبين العالم
من اجل ذلك تقف كل المؤسسات الأممية مكتوفة الايدي مكتفيه بالنظر ولو من بعيد امام ذلك المجرم الذي اصدرت احكام باعتقاله في مايو ٢٠٢٤ بعد مذكرة التوقيف واعترافها بما يرتكبه من جرائم حرب والتجويع والاذلال والقتل والاضطهاد وارتكابه جرائم ضد الإنسانية ولم يستطيع أيا من كان ان ينفذ تلك الاحكام ، بل من اجل ذلك اعلنت حكومة المجر والتي كان يتوجب عليها اعتقاله طبقا لقوانين المحكمة الجنائية الدولية بصفتها عضو فيها ونقله الي لاهاي والتي كان نتن ياهو في زياره لها في العاصمة بودابست منذ ايام ورغم انها عضو في المحكمة الجنائية الدولية والتي يتوجب عليها اعتقاله اعلنت انسحابها من المحكمة الدولية وستصبح بذلك هي الدولة الوحيدة في الاتحاد الاوربي خارج عضوية المحكمة

وتلك الزيارة الرابعة التي يقوم بها نتن ياهو الي امريكا في رحاب وحماية الغطرسة الأمريكية الفجة ضاربين بتلك المؤسسات المنشأة من قبلهم وقوانينها والإنسانية النكراء عرض الحائط.

اين كان العالم وتلك السياسات يتم صياغتها واين كانت الدول العربية والأوربية وامريكا وما ورائها تفرض شباكها وبكل قوه على العالم مثل الأخطبوط ولماذا لا يكون هناك منظمات عالمية فعلية ذات سيادة وحياديه تتولى الاوضاع العالمية وتحدد لنفسها خططها وخطواتها لفك ذلك الاسر الذي وقع فيه الجميع دون استثناء على ان لا تكون مثل الجامعة العامة التي لأتحرك ساكنا ولا تقدم ولا تؤخر في الامر شيئا

تلك الدولة التي تبيع ثوابت الإنسانية ومبادئ التعايش السلمي ومبادئ الحق والعدل والقانون مقابل مصالحها الشخصية وسيطرة الدولار وان تعيش وتقتات على اكتاف العالم.
ان ما يدور علي الساحة العالمية ودعم البلطجة الدولية والحروب وموجات الدمار وسرقة الاراضي وشرعنتها والعيش علي جبايه من دول العالم برسوم جمركية مبالغ فيها لخدمة نظام وضعته امريكا لتكون هي النظام الاوحد وعلي الباقي التطبيق ما هو الا عبث تم التخطيط له منذ سنوات طويله ونحن والعرب في ثبات عميق وعلي العالم الان ضرورة الاستفاقة وعلي من يرمي نفسه بأحضانها من دول العالم يعلم جيدا انه يعيش في كنف ذئب ماكر سيلتهمه وقت ما يحب فلتذهب شعاراتها الي الجحيم وليسقط ذلك النظام العالمي الاجوف ولتسقط تلك المنظمات العرابة التي تُطوع كل الامور طبقا لأهوائهم وتخدم رغباتهم فهل ستظل امريكا القضب الاوحد الذي يدير العالم بأسواء واحط السياسات أم مازال هناك فرصة للحياة ؟