الطريق
جريدة الطريق

أسامة جلال يكتب: هلال العيد بين التبعية والتشكيك.. ولجنة الرؤية الموحدة

-

يعيش المسلمون في شتى بقاع العالم سنويا حالة من الترقب المصحوبة بشكوك مستحقة فيما يخص رؤية هلال شهر رمضان المبارك وعيد الفطر السعيد ويزيد هذه الشكوك استحقاقا اختلاف الإعلان عن رؤية الهلال بين الدول الإسلامية فبينما تعلن سلطنة عمان عن تعذر رؤية الهلال تعلن المملكة السعودية رؤيته وتأتي مصر لتعلن رسميا عن عدم الرؤية للهلال رغم بعد المسافة بينها وبين السلطنة وقربها من المملكة.
وبالملاحظة نجد أن مصر من المفترض أن تتوافق مع المملكة السعودية وليس مع السلطنة لأن المملكة تقع بين السلطنة ومصر فلا يمكن أن يظهر الهلال في المملكة بينما لا يظهر قبلها ولا بعدها أي السلطنة ومصر على التوالي ومن المنطقي أن تتفق السلطنة مع المملكة أو تتفق المملكة مع مصر.
هل فهمت شيئا عزيزي القاريء؟
بحسب خطوط الطول الشمس تشرق في سلطنة عمان قبل السعودية ومصر وبعض دول اسلامية أخرى بساعات كدول جنوب شرق آسيا كأندونسيا وماليزيا وغيرهما أي أن تلك الدول في الشرق من المفترض أن يومها يبدأ بين الدول الواقعة في المنتصف أو الغرب وهي الدول التي يبدأ يومها قبل الأخرى بساعات وتباعا بحسب خطوط الطول لا دوائر العرض.
وبالعودة للحديث عن الهلال يقول تعالى في آية الصيام: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) (البقرة:185) ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته) متفق عليه وهذا ما يعني أنه لا يجب الصوم أو الإفطار إلا برؤية الهلال رؤى العين وهو ما يعني أن الحسابات الفلكية تأتي مكملة أو مؤكدة ولا يمكن الأخذ بها كمسلمات.. ونتفق مع ذلك لكن ما لا نتفق معه ونعتقد أننا على صواب فيه هو أن يتشتت المسلمون فهذا يصوم وهذا يفطر وهذا يستقبل العيد وهذا مازال في الصيام دون ما يتفق مع مواقع الدول على الخريطة!
السؤال هنا إذا كان كل المسلمون يقفون على عرفة في يوم واحد ويستقبلون عيد الأضحى في يوم واحد هل ذلك لأن مناسك الحج كلها في مكان واحد هو مكة المكرمة؟ وماذا عن الذين يستقبلون العيد في دول وأماكن أخرى بعيدة ويتبعون في ذلك رؤية أهل مكة؟!
موضوع الهلال موضوع محير ويثير الشكوك ولكن ما نعتقد أنه ملح هو توحيد رؤية الهلال بنفس الفكر وأن لا تختلف المطالع.. لذا من المفترض إنشاء لجنة من علماء المسلمين من كافة الدول والمذاهب تقوم باستطع هلال شهر رمضان وشهر شوال وبقية شهور السنة مجتمعة من مكة المكرمة لتوحد الإعلان وتتفق الرؤية من عدمها ويحتفل المسلمون في نفس اليوم بقدوم رمضان أو العيد لا أن نظل نشكك في الرؤية ونفتي بأن هذا البلد كان على صواب والأخرى كانت على خطأ!
وجود لجنة موحدة لرؤية الهلال من مطلع واحد هو مكة المكرمة أعتقد أنها ضرورة ملحة تتفق والشرع وتسهل الأمر على عموم المسلمين وتجعلهم يثقون في الإعلان عن رؤية الهلال هذا اعتقاد ورأي قد يحتمل الصواب وقد يحتمل الخطأ والمطلوب من العلماء أن يفتون فيه ويتخذون القرار الأقرب إلى التبسيط والتخفيف على المسلمين في كافة بقاع الدنيا.
كل عام وأنتم بخير.