طوابع البريد.. تحيي تراث الأمة و”هواية تخلق المواطن الصالح” (صور)

تمثل طوابع البريد أهمية كبيرة، فهى تبرز تراث الأمة وتاريخها وانجازاتها، كما أنها تحيى ذكرى أبطالها وأعيادها القومية، بالاضافة إلى ابراز أجمل الأماكن بالبلاد.
وتعد بريطانيا أول دولة تبنت طوابع البريد عام 1840، وذلك بعد مواجهة ادارات البريد لصعوبات فى تحصيل قيمة ارسال الخطابات المالية، إلى أن تقدم الانجليزى رولند هيل مطلع عام 1837 باقتراح "اصلاح البريد" وتوحيد اجرة الرسائل على اساس الوزن بغض النظر عن المسافة، وتخليص الرسالة مسبقا باستعمال اوراق مدفوعة يعادل ثمنها اجرة البريد تلصق على الغلاف، سميت "طابعا" وبدأ التداول ابتداء من عام 1840 وسمى بـ "بينى بلاك" .
وسارت بقية دول العالم على نهج بريطانيا، فكانت البرازيل الثانية فى اصدار طوابع سميت "عين الثور"، وفى عام 1847 بدأت الولايات المتحدة الامريكية تصدر طوابعها البريدية وتأخرت فرنسا فى استعمال الطوابع حتى بداية العام 1848 .
وادركت الدول المختلفة اهمية طابع البريد ودوره فى ايصال اسم الدولة الى جميع انحاء دول العالم الاخرى، فقررت ان تجعل منه وسيلة لتعريف العالم بها وتوسعت فى اصدار طوابع بريدية فى المناسبات المختلفة تحمل رسوما وصورا تمثل اثار الدولة وثقافتها .
أنواع الطوابع البريدية
طوابع البريد العادية: هى الاكثر استعمالا ويطلق عليها اصطلاحا "الاصدارات العادية" وتتألف عادة من فئات مختلفة تتناسب مع التعرفة المطبقة وتطبع بكميات كبيرة وتحمل صور الملوك والرؤساء والمشاهير او معالم البلاد السياحية والدينية والثقافية والمشاريع الاقتصادية والعمرانية المميزة.
طوابع البريد التذكارية: تصدر الطوابع التذكارية عادة لمدة محددة وهى غير معدة لتحل محل الاصدارات العادية، انما تزاحمها فى البيع، كما انه كلما مر وقت طويل على الطابع يرتفع ثمنه كثيرا ويصبح شيئا ثمينا .
يذكر ان معظم الاقطار العربية قبل الحرب العالمية الاولى تطبق الانظمة النافذة فى الدولة العثمانية وفى مطلع عام 1863 وضع البريد العثمانى اول اصدار له فى التداول فى جميع مكاتب البريد وشعبه.
وعقب انتهاء الحرب العالمية الاولى وانسحاب الجيوش العثمانية من البلاد العربية توقفت مكاتب البريد وشعبها عن استعمال الطوابع العثمانية وحلت محلها طوابع تناسب الاحوال التى سادت كل بلد من هذه البلاد.
وتمت طباعة اول طابع بريدى في مصر فى عام 1866 بعدما اشترى الخديوى إسماعيل حق امتياز شركة البريد الاوروبية وانشأ البوستة المصرية وتمت طباعة طابع بريدى يحمل اسم "مصر" وفى عام 1922 وبعد حصول مصر على الاستقلال شهدت الطوابع طفرة كبيرة فى الطباعة والتصميم والاشكال وتوالت اصدارات الطوابع المصرية باختلاف اشكالها حتى الان.
وأصبح "جمع الطوابع" هواية معروفة فى العالم وتنفرد هواية جمع الطوابع عن غيرها بكونها متاحة للجميع لما توفره من متعة وثقافة، اضافة الى الكسب المادى والادخار وهى لا تتطلب نفقات كبيرة او تجهيزات خاصة.
وقد بدأت تلك الهواية لاول مرة فى بريطانيا، كما انها غير مقتصرة على فئة معينة من الشعب، بل يشارك بها فئات من مختلف الطبقات والمهن يجمع بينهم حب الطوابع، فيتبادلون فيما بينهم ما زاد من الطوابع فى مجموعاتهم، اضافة الى المعلومات التى يتوصل اليها كل منهم.
وقد سميت هواية جمع الطوابع البريدية بهواية الملوك وملكة الهوايات، حيث انخرط فيها عدد من الملوك والرؤساء، منهم: الملك فاروق ملك مصر السابق والملكة اليزبيث ملكة بريطانيا، وقد قال الرئيس "روزفلت" الرئيس الاسبق للولايات المتحدة الأمريكية: "انها هواية تخلق المواطن الصالح" .