الطريق
جريدة الطريق

أيمن رفعت المحجوب يكتب: من هم الأدباء المحترمين؟

يمن رفعت المحجوب
-

حينما يتعلم المرء شيئا من فروع العلم كالطب مثلاً فيصير طبيباً، وشيئا من علوم الهندسة أو الحقوق فيصير بذلك مهندساً أو مشرّعاً.

نعرف ذلك ولكن لا نعرف بالضبط متى يصير المرء أديباً، إلا أنى أعرف أن الأديب يجب عليه أن يكون قد قرأ كثيراً مما كتب فى التاريخ والنقد والشعر، وما وقع الاجماع على بلاغته فى كتب السيرة أو القصص، وما وضعه الكتاب والشعراء السالفون والمعاصرون، وبلغ الشهرة العامة وأطرافا من نكات محاورات الأدباء الأقدمين، وأذكر منهم أمثال عميد الأدب العربي طه حسين وتلاميذة امثال نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم واحسان عبد القدوس وأنيس منصور ويوسف ادريس ويوسف السباعى (كتاب الزمن الجميل) رحمة الله عليهم جميعاً، والباقية القليلة من الكتاب المعاصرين ذوى الصفات سابقة الذكر، وإن ندر وجودهم هذه الأيام، وحل محلهم أدباء السوق الذين يؤلفون ما يؤلفونه طبقاً لقواعد العرض والطلب والتوزيع والربح والخسارة.

وحيث أنه من اجتمع له بذلك الصفات الحميدة للرواد الأوائل، قلة أو أكثر، فهو أديب مع مراعاة البيئة التى هو فيها أو التى سمته أديباً، ولو كان هذا الأديب، أو من يعرف نفسه على إنه
" أديب"، لا يعرف نظام المجموعة الشمسية من الفلك ولا قاعدة عكس مربع البعد فى علم الطبيعة، ولا مساحات المستويات الهندسية العادية، ولا شيئاً من أوليات العلوم القديمة والحديثة!!!

فهو ليس "بأديب" كما يصور هو أو غيره لنا هذه الأيام، ويملئ الورق بحبر أغلى من قيمة ما يكتبه، ويشغل حيزاً من الجرائد ومطبوعات دور النشر، أولى أن يأخذها الأساتذة أمثال
احمد عبدالمعطى حجازى او محمد سلماوى أو يوسف زيدان، أو يوسف القعيد، أو جمال الغيطانى وآخرين من الأدباء المحترمين المعاصرين.