بديع خيري «شيخ المبدعين».. متعدد المواهب وصديق الريحاني الوفي

واحدا من أبرز كتاب المسرح المصري، ورائد الكتابة المسرحية وأول من كتب للسينما المصرية، متعدد المواهب ممثل وزجال وكاتب مسرحي وملحن، ورفيق درب نجيب الريحاني، وصاحب الفرقة الأشهر التي خرج منها للمسرح والسينما العمالقة، هو بديع خيري.
ولد بديع خيري في ١٨ أغسطس ١٨٩٣ في حي المغربلين بالقاهرة، التحق بـ الكُتّاب وحفظ القرآن، ثم التحق بمدرسة الأميرية ومنها إلى معهد المعلمين وعمل مدرسا للغة الإنجليزية وعمل في هيئة التليفونات لإجادته اللغة الإنجليزية، بدأ مشواره مع فرق الهواة وكان يكتب الزجل والمنولوجات لزملائه الهواة، حتى طلبت منه المطربة فاطمة قدري مونولوجا فكتب لها "ليلة العيد" ومنحته 50 قرشا كان أول أجر حصل عليه من الكتابة.
اتجه إلي كتابة المسرحيات وكانت بداية عهده مسرحية "أما حتة ورطة"، وكان تعارفه على صديق البدايات نجيب الريحاني علامة فارقة في مشواره الذي بدأ بمسرحية "على كيفك" ومن حينها لم تتوقف إبداعات الثنائي وكتب له "كشكش بيه" والتي صنعت أسطورة الريحاني، وكان "خيري" أول من كتب للسينما فقدم لها أول أفلامه الصامتة "المنجابان" وكتب سيناريو أول فيلم يحكي عن الحارة المصرية وهو فيلم "العزيمة" إذ كانت كل الأفلام حينها تتحدث عن الطبقة الأرستقراطية.
شكل مع نجيب الريحاني أهم ثنائي مسرحي في فترتي الثلاثينيات والأربعينيات، ومن أشهر ما قدم معه أوبريت "الليالي الملاح" و"الشاطر حسن"، وقدم له في السينما العديد من الأفلام أبرزها "ياقوت، سلامة في خير، سي عمر، أبو حلموس" واكتشف بديعة مصابني خلال إحدى سفريات الفرقة للشام، وظل يكتب للريحاني حتى النفس الأخير مع آخر أفلامه "غزل البنات".
في فترة سفر الريحاني كان يكتب للفنان علي الكسار أبرزها مسرحية "الوارث" وكتب لـ منيرة المهدية أوبريت "الغندورة، قمر الزمان، حورية هانم"، وشكل مع سيد درويش ثنائيا نتج عنه العديد من الدرر الفنية منها "أهو ده اللى صار، يا بلح زغلول، قوم يا مصري، شد الحزام على وسطك، الحلوة دي قامت تعجن، البحر بيضحك ليه".
كتب بديع خيري العديد من الأغاني أشهرها "شحات الغرام، ليا عشم وياك يا جميل" للفنان محمد فوزي، وغنت من كلماته أسمهان "عليك صلاة الله وسلامه" وهو صاحب أغنية "بطلوا ده واسمعوا ده" التي غناها عزيز عثمان ضمن أحداث فى فيلم "لعبة الست".
كون بديع خيري فرقة خرج منها عمالقة الفن أبرزهم ماري منيب وزوز شكيب وشقيقتها ميمي شكيب ونجله عادل خيري، وكانت ميزة كتابات ومسرح بديع خيري أنها قريبة من قلب إبن البلد والرجل الشعبي البسيط ويقترب بقلمه من واقعه وحياته اليومية ويجعله يضحك ويسخر من مشاكله.
تزوج بديع خيري من ابنة خالته وأنجب منها 4 أبناء "مبدع ونبيل" والفنان عادل خيري وابنة وحيدة، وعلى الرغم من الكوميديا التي كانت تميز أعماله إلا أن حياته الخاصة كانت تراجيديا قاتمة كانت بدايتها عندما أصيبت ابنته الوحيدة بالحمى الشوكية وهي في طفولتها وتسببت الحمى في إعاقتها، كما كان مرض السكر وراثيا في عائلته فأصيبت زوجته بفقدان البصر.
بينما توفي نجله عادل خيري بمرض السكر وهو في سن 33 عاما وشكلت وفاته حالة من الحزن في نفس بديع خيري الذي لم يتركه مرض السكر هو الآخر وبات يطارده طوال حياته وأثر عليه في أواخر أيامه وبات غير قادرا على المشي، وفي 2 فبراير 1966 كانت النهاية ورحل شيخ المبدعين بديع خيري وترك أعماله تشهد على موهبته المتفردة وعشقه للمسرح والكتابة.
اقرأ أيضًا: حسين كمال.. تنبأ بنجومية عادل إمام ورفض الزواج بسبب والدته