الطريق
جريدة الطريق

في عيد ميلاده الـ65.. من لا يعرف علي الحجار يجهله

حسين عثمان -

الشعبية والحب يؤكدان أن «الحجار».. ترند مع نفسه

10 أعوام يختتم حفلاته الشهرية بساقية الصاوي بتتر «اللي بنى مصر كان في الأصل حلواني»

قصة بوست على فيسبوك أحرق بسببه الإخوان أيقونة أصوات مصر

«العائلة الحجارية».. ألحان في حب مصر.. و100 شمعة من نخبة الفكر والطرب والصحافة لعملاق التتر


مساء الإثنين، آخر أيام التصويت على التعديلات الدستورية، نشر الفنان الكبير على الحجار على صفحته الرسمية على شبكة التواصل الاجتماعى فيسبوك، صورة شخصية له وهو يدلى بصوته من داخل لجنته الانتخابية بالمقطم، وكان تعليقه فوق الصورة: «تحيا مصر رغم أنف الحاقدين» بجوار إشارة النصر وعلم مصر، وهو ما فعله ملايين المصريين على مختلف شبكات التواصل الاجتماعى، بعدما صوتوا بالموافقة أو الرفض على التعديلات الدستورية المقترحة أو حتى اختاروا منها موقف المقاطعة، ولكن لأن على الحجار هو من هو بقيمته الفنية والإنسانية، فقد قامت الدنيا ولم تقعد بعد حتى كتابة هذه السطور، تفاعل مع البوست فى خلال ساعات قليلة من نشره، خمسة آلاف متابع بإشارات رد الفعل، وألف وتسعمائة بالتعليق، وثلاثمائة وخمسون بالمشاركة على صفحاتهم الشخصية.

فئة كبيرة ممن تفاعلوا مع بوست الحجار زايدت على حساب وطنيته، استنكرت عليه حقه فى التصويت، وتجاوزت حدود التحفظ والرفض والاعتراض، إلى آفاق السب والإهانة والتجريح، وهى فى هذا لم تنطلق إلا من مربعات السطحية والتناقض والإقصاء، إن لم تكن معى فأنت ضدى، إن لم تكن صديقى فأنت عدوى، وإن لم تقاطع أو تصوت بالرفض فاذهب إلى جحيم التخوين والنفاق والتطبيل، والنتيجة ليست إلا إهانة فنان له تاريخ، لم يُضبَط يومًا متلبسًا بمديح حاكم أو نفاق سُلْطة، فنان أنتج على حسابه «شريط كاسيت» بالكامل، شريط «لم الشمل» عام 1991، ليعلن رسالته واضحة وعلى الملأ، بشأن الانقسام العربى المصاحب لأزمة غزو العراق لدولة الكويت فى العام السابق على الشريط، ولم يلاقِ الحجار وقتها إلا الحصار والتضييق.

جمعتنى مكالمة تلفونية بالصديق العزيز على الحجار، قبل أن ينشر على صفحته بوست التصويت، حكى لى فيها متألمًا ما تابعه بمحض الصدفة على القنوات الفضائية المعادية، وكيف أن البعض ممن كانوا محسوبين يومًا على صفوف النخبة الوطنية المصرية، صاروا الآن يتصدرون مشهد المعارضة من الخارج، وهى المرفوضة من حيث المبدأ، خاصة أنها تنطلق من دول تُجاهر بمشاعر الحقد وسلوك العداء تجاه مصر والمصريين، وأخبرنى أنه بصدد نشر بوست مصحوبًا بصورته من داخل لجنة التصويت على التعديلات الدستورية، يؤكد فيه أن مصر سوف تحيا رغم أنف هؤلاء الحاقدين، ثم لم يفعل على الحجار، سوى ما استشعره كرد فعل، يراه أقل ما يكون، فى مواجهة حملات هؤلاء المعادية والمستمرة والمتواصلة، ولكن من لا يعرف على الحجار يجهله.

يجهله كما يجهل أن له أغنية عمرها الآن أكثر من عام، ولم تخرج بعد إلى النور، اسمها «الرهان عليك»، يخاطب فيها كل مصرى مؤكداً: «الرهان عليك.. صوتك بين إيديك»، انتخابات رئاسية العام الماضى، واستفتاء على تعديلات دستورية هذا العام، وأغنية لعلى الحجار تدعو المصريين إلى التصويت، ومع ذلك لم تجد طريقها إلى شاشات القنوات الفضائية أو قنوات المحطات الإذاعية، ومن لا يعرف على الحجار يجهله، كما يجهل أنه طوال أكثر من عشرة أعوام، يختتم حفلاته الشهرية المنتظمة بساقية الصاوى، بتتر مسلسل بوابة الحلوانى «اللى بنى مصر» بعدما يغنى فى برنامج كل حفل أكثر من أغنية وطنية، ومنها أغنيات خالدة عابرة للعهود والحكام، مثل «عم بطاطا» و«يا مصرى ليه دنياك لخابيط» و«متغربيناش» و«ضحكة المساجين».

من لا يعرف على الحجار يجهله، كما يجهل أنه منذ ما يقرب من عام ونصف العام الآن، وفى ذكرى نصر أكتوبر المجيد، والمواكب وقتها لانطلاق العملية سيناء 2018 لمحاربة الإرهاب فى سيناء، يختتم على الحجار حفلاته الشهرية المنتظمة بساقية الصاوى بـ«ميدلى» أكتوبر، الذى يضم مجموعة من أشهر أغنيات ملحمة حرب أكتوبر 73، والتى لا تبدأ بـ«عدى النهار» إلا وتنتهى بـ«أحلف بسماها وبترابها»، مرورًا بـ«رايحين رايحين» و«خلى السلاح صاحى» و«أنا على الربابة بأغنى» و«دولا مين ودولا مين»، وهو لا يغنيه فى كل الأحوال، إلا ويتفاعل معه جمهوره الكبير، مصاحبًا كورال فرقته الموسيقية، فى حماس يشعل مسرح الساقية، وتهتز على إيقاعه قلوب الحاضرين، وأيديهم تتمايل بعلم مصر، فى موجات هادرة من الحس الوطنى، المنطلق من القلب إلى القلب.

من لا يعرف على الحجار يجهله، كما يجهل أنه عشية بدء التصويت على التعديلات الدستورية، كان يحتفل بعيد ميلاده الـ65 بأحد فنادق مصر الجديدة، فى صحبة زوجته السيدة هدى الحجار وأولاده، وسط كوكبة ضمت المقربين له من نجوم الفن والطرب والصحافة والإعلام وأصدقائه وجمهوره، ومنهم محمود حميدة ولطفى لبيب وصلاح عبدالله وأحمد عبدالعزيز وجمال عبدالناصر وزوجته فاطمة الكاشف، ويوسف إسماعيل وصبرى فواز ورمزى العدل وأحمد عبدالله محمود وطارق الأمير ورمزى غيث والمخرج الكبير هانى لاشين، وشقيق على الموسيقار أحمد الحجار ومدحت صالح ومصطفى قمر، وعلاء الكحكى وإبراهيم عيسى وعمرو الليثى ومحمد عبدالرحمن ومحمد العسيرى وخالد حنفى وهشام يحيى وإسلام عفيفى وهبة محمد على، ومحمد العبد ورؤوف الدمنهورى وطارق الروبى.

كنت هناك وسط كل هؤلاء النجوم، وشاهدت كيف أن على الحجار وهو يحتفل بمناسبة خاصة، غنى فيها بصحبة فرقته الموسيقية مجموعة من أشهر أغانيه، حرص أيضًا على أن يكون مسك الختام «ميدلى» أكتوبر، مصر إذًا هى الحاضرة دائمًا فى وعى ووجدان على الحجار، كنت أراقب طوال الحفل وجوه الحاضرين، فلم أجد إلا ملامح تتوهج بالفخر والتقدير والاعتزاز، بوجود على الحجار الفنان والإنسان فى حياة كل هؤلاء المحبين، وهو ما أجده وأستشعره وأسعد به دائمًا فى «العائلة الحجارية» أو جمهور على الحجار المتصوف فى عشقه، أعضاء جروب «الطبيب على الحجار» على شبكة التواصل الاجتماعى فيسبوك، والذى يتقدم دائمًا الصفوف الأولى، مدافعًا عن أيقونة الفن والبهجة والإنسانية فى حياتهم، فى مواجهة كل من يجهل قيمته كإنسان وفنان.

اتصلت بعلى الحجار بعد نشره بوست التصويت على التعديلات الدستورية، ومتابعة الهجوم الضارى عليه، ووجدته مستاءً من خلط وتناقض الأقوال والأفعال، علق الحجار: «لم أقصد بوصف الحاقدين فى تعليقى إلا المصريين الخونة الآكلين على موائد قنوات الجزيرة والشرق ومكملين وغيرها، القابضين بالعملة الصعبة هُمْ والمشاهير أصحاب الفيديوهات المعادية وكتائب المرابطين على صفحات السوشيال ميديا، ولا هَمَ لهم إلا زعزعة الثقة فى نفوس المصريين، وفوجئت بتعليقات من ناس تتهمنى بإهانتهم شخصيًا، واكتشفت من مضمون التعليقات، أن أصحابها مقاطعون للتصويت على التعديلات الدستورية أو رافضون لها، وهو حقهم طبعًا، ومستحيل أن ينطبق عليهم وصف الحاقدين، لأنى أحترم جدًا حرية الرأى، وفى المقابل لابد وأن يحترم الآخرون، حريتى فى التعبير عن رأيى».. يا على ما يهزك ريح.