الطريق
جريدة الطريق

مراحل «صناعة الخُط».. علم النفس: الحب والصدمات العاطفية صنعت أشهر «قتالين القتلة» في مصر

نيفين يوسف -

«عتريس»حكم الدهاشنة بالحديد والنار بعد فراق «فؤادة».. وعزت حنفي «الطيب»ضحية الحسابات الخاطئة

خبير أمني: الداخلية تلاحق عتيدي الإجرام وظاهرة الخط انتهت

خبير نفسي: الظروف والخلافات الأسرية والعاطفية تزرع نزعة الشر في نفوس البشر العاديين

«طفولة معقدة، تنمر منذ الصغر، ظروف قهرية، عنف وراثي صدمة عاطفية، كلها مسببات ومكونات وخلطة صناعة «الإنسان الخط» أو المجرم عتيد الإجرام، في «شيء من الخوف» صنع المخرج العبقري حسين كمال «عتريس» من رحم فقصة حب عنيفة مع «فؤاده» منذ الصغر، غزت قلبه وعقله وهو مالاحظه جده القاسي وقرر تعليمه القسوة بذبح حمامة أمام حفيده، لتتوالي الأحداث وسصير «عتريس» خط ومجرم فرض سيطرته على الدهاشنة وأذاقهم الويل ولأن البدايات متشابهة تكون النهايات قريبة في ظروفها وعادة ما يموت الخط أو يقتل بطريقة انتقامية سواء على يد خصومه أو أجهزة الأمن.. الطريق توغلت في مراحل صناعة الخط..

الحمبولى

الحمبولى أحد مشاهير الإجرام فى مصر مازال الأهالى الاستمرار فى الحديث عنه فى كل الأوقات ويتجاذبون أطراف الحديث حول قصصه، بعضها حقيقى سطرته محاضر الشرطة، والآخر أساطير كان "الحمبولى" وراء اختلاقها حتى يبث الخوف والرعب فى القلوب، إذ بات الاسم الذى يؤرق الجميع، لدرجة أن الأمهات كانت تهدد طفلها للكف عن البكاء، قائلة له: "هتسكت ولا أجيب لك الحمبولى".

«الحمبولى»، كان طفلا بريئا مثل كل أطفال الصعيد، لا يميل للعنف، حتى وصل فى دراسته للمرحلة الإعدادية، وعند سوء الأحوال المادية لأسرته قرر اللوجوء إلى سرقة المواشى .

 

خط أسوان- صدام

سقط خط أسوان، أخطر عنصر إجرامي، وهو يدعى "صدام" بعدما هرب من حكم بالإعدام، و138 سنة سجن بقضايا متنوعة فى واحدة من أقوى الضربات الأمنية ضد الخارجين عن القانون.. صدام البالغ من العمر 28 سنة، سلك طريق الشيطان وشرع في القتل وقاوم السلطات، وجلب المخدرات والأسلحة والبلطجة على الأهالى، حتي سقط في قبضة رجال الداخلية بحوزته بندقية آلية و25 طلقة من ذات العيار، لتنته أسطورة جديدة من مجرمي جنوب مصر.

أنا الحكومة

فى منتصف الجزيرة تماماً، منزل صغير متهاوٍ ومهجور، حوائطه المتكسرة وبعض علامات الرصاص على الحوائط ، يقول أهالى الجزيرة، إنه المنزل الأول،  للإمبراطور حامد حنفى، "عزت حنفى " والذى نشأ فيه الأخير صغيراً، المنزل الصغير الآيل للسقوط كما يبدو، تحول إلى عش للدبابير، بعد أن هجره أهله وتركته الداخلية أثرا شاهدا على معركة انتصرت فيها بعد أيام من تبادل إطلاق الرصاص.. يقول أحد مزارعى الأرض المجاورة إن المنزل كان سكناً لخفير الأرض المملوكة لحامد حنفى وأولاده وتحول مع الوقت لمستودع لوضع آلات الزراعة.

عزت حنفي ابن قرية النخيلة، التابعة لمركز أبو تيج في محافظة أسيوط، بدأ نشاطه الإجرامي في أواخر التسعينيات، في تجارة الأسلحة والمخدرات، وزرع المئات من الأفدنة الزراعية بالمخدرات "الأفيون"، وتم إعدامه هو وشقيقه حمدان عام 2006.

أبو شريعة

قفز اسمه في عالم الجريمة فى الأونة الأخيرة، وهو من أبرز العناصر الإجرامية فى مصر، حتي تمكنت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية من إلقاء القبض عليه فى محافظة الشرقية وهى مسقط رأسه، وأشار  أن "رائد أبوشريعة"، سابق اتهامه فى 18 قضية ما بين (بلطجة – مخدرات -سرقة بالإكراه - سلاح بدون ترخيص - شروع فى قتل - مقاومة سلطات).

 

سفاح أسيوط

من أشهر السفاحين فى مصر وعرف بارتكاب جرائم قتل ونهب وسلب محمد منصور" سفاح أسيوط القاتل وكان يمنع الناس من الخروج عن منازلهم بمجرد حلول الليل خوفا من أن يلقوه ويلقوا معه حتفهم، فكان قاطع طريق يهوى الدم ولا يترك فرد يمر سليما حتى إذا أعطاه كل ما يملك، وكانت نهايته بمعركة مع الشرطة لقى فيها مصرعه وقيل انه قتل نفسه رفضا بان يقع تحت قبضة الشرطة.

سفاحو السينما

كانت للحياة الثرية بالعنف والدم والمغامرات لعتيدي الإجرام مادة حية لكتاب السينما والدرام، التي انتجت عنهم عشرات الأفلام والمسلسلات التي ماتزال عالقة في أذهان المشاهدين، بل إن بعض الأفلام قدمت الخط على أنه ضحية ظروف معينة فرضت عليه كما حدث في فيلم شيء من الخوف للعملاق محمود مرسي.

ومن أشهر الأفلام التي قدمت شخصية الخط أيضا..

 

الوحش

تناول فيلم "الوحش" شخصية الرجل الصعيدي السفاح، الذي يحظى بحماية رضوان باشا الذي يستخدمه بدوره في حمايته أثناء فترة الانتخابات للتخلص من أعدائه.

وعلى الرغم من الانتقادات التي تعرض لها هذا الفيلم من أنه لم يُظهر الصعيد بشكل محايد إلا من خلال اللهجة والزي والعنف الذي يتسم به مواطنوه، إلا أنه حصل على إشادة من النقاد آنذاك في ابتعاده عن السخرية من الرجل الصعيدي والاتجاه نحو استعراض الصعيد بإيجابياته وسلبياته.

العصفور

يعرض لخطورة رجال الصعيد، وهو العصفور، الذي يحكي قصتي المجرم رؤوف أبو خطوة الذي تطارده الشرطة في صعيد مصر، والصحفي يوسف الذي يقوم بعمل تحقيق صحفي حول سرقة القطاع العام من خلال مصنع لم يكتمل بناؤه، يشرف على سرقته المجرم أبو خطوة.

الجزيرة

في "الجزيرة"،بكافة أجزائها تدور أحداث الفيلم حول منصور الحفني، الذي يستخلفه والده كبيرًا لإحدى قرى الصعيد، ويستطيع منصور بمعاونة أحد الضباط في زيادة تجارة السلاح والمخدرات وقتل كل من يقف في طريقه، إلا أن ينتهي الأمر بالقبض عليه وتقديمه للعدالة.

وقد لاقى الفيلم استحسانًا كبيرًا من جمهور النقاد، على الرغم من الانتقادات القليلة التي وجهت له من قِبل الناقد مراد مصطفى، الذي قال "فيلمنا هذا لم يعرض الحقيقة كاملة ولكنه كشف جزءًا كبيرًا منها".

الفيلم من بطولة أحمد السقا وهند صبري وزينة ومحمود ياسين وخالد الصاوي، ومن إخراج شريف عرفة، وتأليف شريف عرفة ومحمد دياب، وتم إنتاجه عام 2007..

 

اسطورة يصنعها الأهالي

عن ظاهرة الخط يقول اللواء محمد نور الدين، الخبير الأمني، إن رجال الشرطة في تلك الأيام أقوى من الأونة الاخيرة بمراحل كبيرة، وأكد «نور الدين» لـ «الطريق»أن الداخلية  تقوم ملاحقة القتلة واللصوص وتجار المواد المخدرة والسلاح  كل يوم .

وأشار الخبير الأمني أن خط الصعيد أسطورة يصنعها الأهالى، وقوات الأمن تتعامل مع مثل هؤلاء البلطجية بصورة تخالف ما يراه المواطنون، وحالياً توجد قوات مخصصة للمنافذ والكمائن الحدودية بكل محافظة في الوجه البحري والصعيد بأكمله، للكشف عن العناصر الإجرامية وتمشيط الجبال والاماكن  المهجورة ، وتنجح رجال الداخلية فى القبض على العناصر الإجرامية والخرجين عن القانون .

 

فتش عن الحب

فى نفس السياق قال الدكتور إبراهيم مجدى، أخصائى الطب النفسى بجامعة عين شمس إن دوافع الأشخاص الذين يلجأون إلى الإجرام تكون معظمها خلافات أسرية، أو خلافات مادية أو عاطفية، كما يمكن أن تنتج عملية البلطجة عن وجود أزمة اقتصادية وكذلك بعد وقوع فضيحة ذات صبغة اجتماعية في الأساس.".

وأضاف «مجدى» لـ«الطريق» أن نوعية الجرائم فى كل مكان فى العالم متشابهة ولها علاقة بالإقتصاد وخلافات المالية داخل الأسرة، وأخرى لها علاقة بالعاطفة، وعدم الاستقرار ممكن يعرض الشخص إلى الاكتئاب ويعجز عن كل شىء ومبيفركش غير أنه يجمع مال من أى طريق وسهل طريق له تجارة المخدرات والأسلحة أو النصب على المواطنين أو البلطجة.