الطريق
جريدة الطريق

لماذا طالبت إسرائيل بوقف برنامج الشيخ الشعراوي؟ اعرف السر

الشيخ الشعراوي
دعاء راجح -

أسر قلوب الملايين من المسلمين بإرثه العلمي، وتفسيره المبسط للقرآن الكريم، حتى أصبح أحد أبرز المفسرين في العصر الحديث، وبالرغم من ذلك كان يرفض لفظ تفسير القرآن الكريم، وكان يفضل كلمة "خواطر"، إنه الشيخ محمد متولي الشعراوي، الذي مرت الذكرى الـ24 على رحيله عن عالمنا.

في واحدة من الحكايات التي مرت على حياة إمام الدعاة، كان موقف إسرائيل من البرنامج الذي كان يقدمه الشيخ الشعراوي بعنوان "خواطر"، ففي أحد الأيام، فوجئ الكاتب الراحل أنيس منصور باستدعاء الرئيس الراحل أنور السادات له ليبلغه عن أمر يخص الإمام الراحل "الشعراوي".

وكان الرئيس السادات تلقى خطاب من رئيس وزراء إسرائيل حينها "مناحم بيجين"، والذي تضمن شكوى من الشيخ محمد متولي الشعراوي، مدعيًا أن الشيخ الشعراوي يهاجم اليهود ليلا ونهارا بدون مناسبة في حلقتين.

روى الكاتب الراحل أنيس منصور أنه حينها ذهب إلى التليفزيون لمشاهدة الحلقتين الأخيرتين للشيخ الشعراوي قبل إرسال الخطاب، ولكنه لم يجد شيئاً مما نقلوه "بيجين"، مشيرا إلى أن الشيخ الشعراوي أحد الخبراء في البلاغة القرآنية، وكذلك قدرته على تحليل المعاني الإلهية.

اقرأ أيضًا: في ذكرى وفاته الـ 24.. الشيخ الشعراوي يتصدر التريند

وأكد "منصور" أن الشيخ الشعراوي لم يهاجم اليهودية ولا المسيحية، وحينها عاد للرئيس السادات ونقل إليه ما وجد، ولكلا أنه كان مشغولا بهذا الخطاب الذي ضايقه، ورأى أن "بيجين" قد تدخل فيما لا يعنيه، مبينا أنه كان خير له أن يطلق الرصاص على هؤلاء الجهلاء الذين سمعوا الشيخ محمد متولي الشعراوي وأساءوا الترجمة تماما، كما حدث بعد إلقاء خطابه الشهير في "الكنيست الإسرائيلي".

واستكمل أنه تفاجئ يوما بخطاب وصله من الدكتور بطرس غالي وزير الدولة للشؤون الخارجية، وتضمن الخطاب نص خطبة وزير التعليم الإسرائيلي وفي الخطبة، قائلاً: "لن يتحقق السلام بيننا إلا إذا حذفتم بعض آيات من القرآن الكريم".

وتابع أنه عقب رسالة بطرس غالي له، كلفه الرئيس السادات بالسفر إلى إسرائيل، ليوجه رسالة إلى "بيجين" على لسانه، قائلاً: "قل لبيجين على لساني إذا لم يكف عن الادعاء بأن محمد متولي الشعراوي يهاجم اليهود وليس الصهاينة، فإنه سينشر خطبة وزير التعليم الإسرائيلي على جميع القنوات في مصر والعالم العربي على أوسع نطاق، ونوقظ الكراهية النائمة عند ملايين المسلمين".

أوصل أنيس منصور الرسالة لرئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجين"، مؤكدًا أنه قدم الرسالة لـ"بيجين"، ومنذ ذلك قرر أن يكف عن مهاجمة الشيخ الشعراوي، وأن يخرس وزير التعليم في إسرائيل.