عاجل… «أوراسيا ريفيو»: هل تقود الحرب الروسية الأوكرانية إلى تشكيل نظام عالمي جديد؟

• السبيل الوحيد لإنهاء الحرب في أوكرانيا هو توقيع اتفاق تحت رعاية الولايات المتحدة والصين لإيقاف التقدم الروسي في الأراضي الأوكرانية.
• الأزمة الأوكرانية سيكون لها انعكاسات كبيرة على المستوى الأوروبي، وعلى هيكل العلاقات الدولية بشكل عام.
• الأهداف الحقيقية لـ "موسكو" من وراء هذه الأزمة تتجاوز أوكرانيا؛ حيث تأتي في إطار مشروع روسي لتوسيع نطاق نفوذها ومجال مصالحها الحيوية في أوروبا الشرقية.
• من المرجَّح سعي "موسكو" لضم مولدوفا، وممارسة المزيد من الضغط على دول البلطيق، وكذلك التوسع على حدود بولندا وسلوفاكيا والمجر ورومانيا.
سلَّط تقرير صحيفة أوراسيا ريفيو الأمريكية الضوء على فكرة مفادها أنّ الأزمة الروسية -الأوكرانية هي الخُطوة الأولى والأساسية نحو تشكيل نظام عالمي جديد، يستهدف إعادة تقسيم مناطق النفوذ على مستوى العالم، مشيرًا إلى أنّها تُعد حلقة في سلسلة متتابعة من الأحداث لتشكيل ملامح هذا النظام، بدأت بغزو جورجيا عام 2008، ثم حرب القرم عام 2014، والتدخل الروسي في سوريا عام 2015، وليبيا عام 2019، وبيلاروسيا عام 2020، وأخيرًا كازاخستان عام 2022.
وفي هذا الصدد، أكّد التقرير أنّ الأزمة الراهنة ستكون لها تداعيات جمّة على الصعيدين الإقليمي والعالمي؛ حيث ستتجاوز تأثيراتها القارة الأوروبية؛ مُرجّحًا أن تُحدِث تغييرات جيوسياسية جديدة في القارة الأوروبية، وآسيا، والعالم بأسره. الأمر الذي سيُفضي إلى نهاية النظام العالمي الحالي، وميلاد نظام عالمي جديد يضم ثلاثة أقطاب رئيسة، هي :(الولايات المتحدة، والصين، وروسيا)، غير أنّه على المستوى الواقعي ستكون المواجهة بين قطبين رئيسين وهما الولايات المتحدة والدول الغربية من جانب، وروسيا والصين من جانب آخر.
ورجَّح التقرير سعي "موسكو" لاحقًا لضم مولدوفا، وممارسة المزيد من الضغط على دول البلطيق، وكذلك التوسع على حدود بولندا وسلوفاكيا والمجر ورومانيا؛ في محاولة لإقناع الدول السوفيتية السابقة بأنّ حلف شمال الأطلسي (الناتو) لن يستطيع حمايتها، كما هو الحال في أوكرانيا.
وبحسب التقرير فإنّ الأهداف الحقيقية لـ "موسكو" من وراء هذه الأزمة تتجاوز أوكرانيا؛ حيث تأتي في إطار مشروع روسي جاد لتوسيع نطاق نفوذها ومجال مصالحها الحيوية في أوروبا الشرقية، الأمر الذي سيؤدي إلى إعادة بناء هيكل الأمن الأوروبي بناءً على ضمانات رسمية بين "موسكو" وحلف "الناتو".
وعلى الصعيد الأوروبي، لفت التقرير الانتباه إلى أنّ الأزمة الأوكرانية ستكون لها انعكاسات كبيرة على المستوى الأوروبي، وعلى هيكل العلاقات الدولية بشكل عام، وأول هذه الانعكاسات ستكون على العلاقات بين دول الاتحاد الأوروبي، وخاصة بين العضويين الرئيسين (ألمانيا وفرنسا)، فضلًا عن تغيُّر موازين القوى العسكرية في القارة الأوروبية، لا سيَّما بعد قرار ألمانيا إعادة تسليح الجيش الألماني، الأمر الذي سيؤدي إلى احتلال "برلين" المرتبة الثالثة في العالم مباشرة بعد كل من الولايات المتحدة وروسيا والصين.
وفي سياق متصل، نبه التقرير إلى انعكاسات الأزمة الأوكرانية على تقويض علاقات الشراكة بين بعض دول القارة الأوروبية وخاصة ألمانيا مع الجانب الروسي، ولا سيَّما في مجال الطاقة، وهو ما تجسّد في إعلان ألمانيا مؤخرًا تجميد مشروع خط أنابيب الغاز (نورد ستريم2)، فضلًا عن موافقتها على فرض عقوبات صارمة على روسيا، وسعيها لتوفير بدائل للغاز الروسي.
وأشار التقرير إلى أنّ الأزمة الأوكرانية كان لها بالغ الأثر في تدعيم أهداف فرنسا المتمثلة في تحقيق الاستقلال الأوروبي، وتعزيز قوة وإمكانات الاتحاد الأوروبي.
كما أكّد التقرير محدودية الخيارات المتاحة أمام حلف "الناتو" حال استمرار التصعيد الروسي في أوكرانيا، لا سيَّما في ظل تجنب الحلف الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا بالنظر إلى تفوقها العسكري، فضلًا عن عدم جدوى العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها في ظل قدرتها على تحقيق الاكتفاء الذاتي في العديد من المجالات، وخاصة الطاقة والغذاء والصناعة والطب والتكنولوجيا المتقدمة.
وختامًا، خلص التقرير إلى أنّ السبيل الوحيد لإنهاء الصراع في أوكرانيا يتمثل في توقيع اتفاق تحت رعاية الولايات المتحدة والصين لإيقاف التقدم الروسي في الأراضي الأوكرانية، فضلًا عن الضغط من قِبل "واشنطن" على أوكرانيا للخروج بحل وسط يرضي الطرفين (روسيا وأوكرانيا).
اقرأ أيضا: «فورين أفيرز»: هل يمكن التوصل إلى اتفاق جزئي لوقف الحرب في أوكرانيا؟