المجلس الأوروبي يحذر من تعاظم النفوذ الروسي في بيلاروسيا

على ضوء خصوصية العلاقات الروسية - البيلاروسية، منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للرئيس البيلاروسي "ألكسندر لوكاشينكو" في أغسطس 2020؛ اعتمد "لوكاشينكو" على دعم قوات الأمن الموالية له في الداخل، علاوةً على الاعتماد على الدعم الخارجي الروسي.
وأشار التقرير إلى أن "لوكاشينكو" اتخذ جُملة من الإجراءات للتقارب مع روسيا؛ حيث قام بتوقيع عدد من الاتفاقيات مع الجانب الروسي، واعترف بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم، كما قام بتعليق عضوية بلاده في "الشراكة الشرقية"، التي تهدف إلى تحقيق التقارب بين الاتحاد الأوروبي والجمهوريات السوفيتية السابقة، وعمد إلى زيادة الصادرات البيلاروسية العابرة للمواني الروسية.
وانضمت بيلاروسيا إلى الجانب الروسي في الخطاب المناهض للقوى الغربية، وعمدت إلى تعزيز التعاون العسكري مع موسكو إلى حد التلويح بنشر أسلحة نووية روسية في بيلاروسيا، ومساعدة موسكو في الصراع ضد أوكرانيا إذا لزم الأمر، كما أجرت العديد من المناورات المشتركة مع موسكو.
وأفاد التقرير بوصول العديد من القوات الروسية إلى بيلاروسيا لإجراء المناورات في بيلاروسيا، خلال الفترة من 10 إلى 20 فبراير المقبل، مشيرًا إلى أن موسكو لم تكتفِ بنشر القوات على الحدود الأوكرانية فقط، وإنما في مناطق أخرى من بيلاروسيا بعيدة عن تلك المقرر إجراء المناورات فيها، كما نقلت موسكو كمية غير مسبوقة من المعدات العسكرية إلى بيلاروسيا، ورغم ذلك، لا يزال الغموض يكتنف مساعي روسيا بشأن غزو أوكرانيا.
ويعد نشر قوات روسية في بيلاروسيا من شأنه تعقيد الاستعدادات الدفاعية وخطط الاستجابة المحتملة لكييف، نظرًا لأن خطر الغزو أصبح مزدوجًا؛ حيث يشمل كلًّا من روسيا وبيلاروسيا، بما يدفع الجيش الأوكراني لتوسيع رقعة وجود قواته، ومن ثمّ، فإن انتشار القوات الدفاعية في جميع أنحاء أوكرانيا قد يعرقل استجابة "كييف" للرد على أي غزو روسي محتمل، علاوةً على ذلك، فإن وجود قوات روسية في بيلاروسيا من شأنه منع حركة المقاومة المدنية الأوكرانية من إنشاء أي خطوط إمداد عبر بيلاروسيا إلى بولندا في حالة احتلال روسيا لأوكرانيا.
ويرجِّح أن تُبقي موسكو على مستوى معين من وجودها العسكري في بيلاروسيا حتى في أعقاب انقضاء الأزمة الأوكرانية الراهنة؛ حيث أنشأ الجيش الروسي أربع قواعد جوية، وقاعدة للصواريخ "أرض جو"، ونحو 30 موقعًا للتخزين في البلاد، بهدف استضافة التعزيزات الروسية في حال نشوب نزاع، ورغم أن الاستخدام الروسي لهذه المواقع كان مُقنَّنًا قبل أغسطس 2020، واقتصر على المناورات المُجدولة، فإن حاجة "لوكاشينكو" لروسيا أتاحت للأخيرة استخدام هذه المواقع كيفما تريد.
وختامًا، فبالرغم من عدم وجود قوات عسكرية دائمة لروسيا في بيلاروسيا، غير أنه من المرجَّح أن تسعى موسكو لإرساء وجود عسكري دائم لها في البلاد؛ لمناهضة تقدُّم قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوروبا الشرقية، الأمر الذي يُنذر بمفاقمة التوترات في المعسكر الغربي، ودفع الناتو للتخلِّي عن تقدمه في أوروبا الشرقية، وبغض النظر عن الغزو الروسي لأوكرانيا، فإن بيلاروسيا ستصبح مصدرًا للتهديدات العسكرية لجميع جيرانها الغربيين.
اقرأ أيضا: كوريا الشمالية تطلق صاروخين باليستيين في سادس تجربة خلال العام الجاري