الطريق
جريدة الطريق

ما المقصود بالمكر في قوله تعالي “وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ”؟

أرشيفية
محمد علي -

يقدم موقع الطريق في إطار خدماته لمتابعيه سلسلة بعنوان "لمحة من كتاب الله"، يسلط خلالها الضوء على تفسير بعض الآيات من القرآن الكريم، فهناك الكثير من الألفاظ والآيات في القرآن الكريم نقرأها ولا نعرف معناها من بينها قول الله عز وجل: “وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ”.

وقال العلماء، إن هذا الكلام مسوق على سبيل المشاكلة والمقابلة كما يقول البلاغيون، وهو أسلوب لغوي بليغ جاء كثيرًا في القرآن الكريم، كقوله تعالى: نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ، وقوله تعالى: فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ، وقوله تعالى: إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا • وَأَكِيدُ كَيْدًا".

اقرأ أيضًا: الإفتاء توضح حكم أداء صلاة الاستخارة في أوقات الكراهة

فالله سبحانه وتعالى لا يوصف بالمكر ولا بالكيد ابتداءً، وهو سبحانه منزه عن النسيان: “وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا”، وإنما المقصود من هذه الآيات وغيرها أن الجزاء من جنس العمل، وأن هؤلاء مهما بلغوا في مكرهم وكيدهم فهو لا يساوي شيئًا أمام عظمة الله وقدرته وقهره وانتقامه وتدبيره في هلاكهم وقمع شرهم وباطلهم، وكل ما أضافه الله تعالى لنفسه من صفاته وأفعاله فهو منزه عما يخطر بالبال من صفات المخلوقين وأفعالهم، وكل ما خطر ببالك فالله تعالى خلاف ذلك، والعجز عن درك الإدراك إدراكُ، والبحث في كُنْهِ ذات الرب إشراكُ.