الطريق
جريدة الطريق

التخيل الوجداني..كيف يزيد من ذكاء العقل؟

التخيل الوجداني
سمية عبد الهادي -

التخيل الوجداني أو الانفعالي كما يطلق عليه، ثبت ارتباطه بحجم الذكاء الإنساني، لذلك يسهم في تنمية المهارات العقلية، ويؤثر على خلايا المخ، حيث يعمل التخيل الوجداني على تنشيطها، ويكسب العقل درجة من اليقظة والوعي.

التخيل الوجداني يعيد عرض الملفات المكتوبة والصور، ويقوم بتحليلها وبحثها وترجمتها في كل مرة، الأمر الذي ينتج عنه تجديد الخلايا الدماغ ، تظهر هذه النتائج من خلال تزايد مستمر في مستوى ذكاء الفرد، في نظرته المتطورة للمواقف والأحكام التي يصدرها على الأمور بمختلف أنواعها.

التعريف الدقيق للتخيل الوجداني والذي يجهله غالبية الأشخاص، أنه فهم حسي لكل ما يدور داخل الذات والآخرين، وتخيل كامل لكل الأحداث المحتملة منهم، ومحاولة تكييف العقل عليها، بعد الإطلاع على الموقف، كما يصنفه بعض علماء النفس الغربيين بأنه توظيف حسي أو وجداني لكل ما يدور داخل النفس، للارتقاء بالانفعالات والتفكير في تصرفات الآخرين.

يساعد الإنسان على معرفة الطرق التي تمكنه من التحكم بمشاعره، ويسمى ذلك بالذكاء الوجداني، كما يتيح للدماغ إمكانية قراءة الذات بصورة عميقة تختلف كليا عن الطريقة التقليدية التي يتبعها العقل في تفسير وتحليل الذات، مثل الشعور بالاكتئاب أو التوتر والقلق، وبذلك تكون حالة الدماغ في تطور دائم، تؤدي إلى زيادة حدة ذكاء العقل.

ممارسة الفرد للتخيل الوجداني بصورة دائمة، يسهم في تنشيط خلايا الدماغ، والمهارات العقلية المختلفة، مثل التفكير والتأمل، الأمر الذي يحفز العقل على رسم خريطة معينة، مكونة من عدة ردود أفعال محتملة نحو تلك الأشياء.

اقرأ أيضاً: التحدث إلى الجمهور..مخاوف تحجب النجاح

التخيل الوجداني يحفز عمل الدورة الدموية، وبالتالي يصبح المخ في حالة جيدة دائما، حيث يحدث مع كل فكرة يتخيلها الإنسان أو يعرضها على المخ لتحليلها وبناء تصور لها، من خلال ارتفاع درجة حرارة الجسم، التي تحفز اكتمال الدورة الدموية، وصعودها إلى أعلى الدماغ، حتى تقوم بتغذية الخلايا.

كما يشعر الإنسان براحة نفسية واستقرار حسي أثناء عملية التخيل، حيث يرسم لذاته خريطة ويصنع أحداثا تتماشى مع رغباته الداخلية، ومن ثم تتطور مستويات ذكائه.

تنمية المهارات الاجتماعية من أهم التأثيرات التي تنتج عن التخيل الوجداني، ويلحظها الإنسان بعد إدراكه لكيفية التعامل بصورة صحيحة مع الآخرين، واحتواء العلاقات ومعالجتها، ويساعده ذلك على اتساع دائرته الاجتماعية، حيث تؤدي قدرة الفرد على توظيف خياله لمرات متكررة أو لفترات طويلة، زيادة نسبة التركيز لديه.