الطريق
جريدة الطريق

”تجسس وقصف همجي”.. الجزائر والمغرب على شفا الحرب

الجزائر والمغرب
أحمد حماد -

"اغتيال مواطنينا لن يمر دون عقاب والسلطات المعنية تتخذ الإجراءات اللازمة للتحقيق في مقتلهم".. هكذا جاء رد السلطات الجزائرية على الجيش المغربي، الذي تسبب في وفاة 3 مواطنين جزائريين اليوم الأربعاء.

بحسب بيان رسمي للجزائر، فإن الحادث الذي ينذر بحرب وشيكة، سياسية كانت أم حربية، بين البلدين العربيين، وقع على طريق جبانة على الحدود بين الصحراء الغربية وموريتانيا، إذ تعرضت شاحنة المواطنين الجزائرين لـ "قصف مغربي همجي"، على حد وصف الجزائر في بيان أصدرته الرئاسة.

المغرب والجزائر

التوتر الحالي ليس وليد اللحظة، فالجزائر والمغرب، منذ عقود والأزمات تتجدد واحدة تلو الأخرى، إلا أنها زادت في الأشهر الأخيرة، بعدما وجهت الأولى اتهامات مختلفة إلى "مراكش"، وعلى رأسها التجسس على مسؤوليها، والتورط في إشعال حرائق الغابات.

وانتهت رحلة الاتهامات هذه إلى إعلان الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، كما أغلقت مجالها الجوي أمام طائراتها.

هل يريد المغرب الحرب فعلًا؟

رغم الأزمات وتوتر العلاقات، فإن المغرب المتهم حاليا بقصف 3 مواطنين جزائريين، لا يريد الحرب مع شقيقته العربية، وذلك حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر مغربي مسؤول قوله: "إذا كانت الجزائر تريد الحرب فإن المغرب لا يريدها، وإن المملكة لم ولن تستهدف أي مواطن جزائري مهما كانت الظروف والاستفزازات".

وشدد المصدر على أن بلاده لن تنقاد إلى دوامة عنف تهز استقرار المنطقة بأكملها، واصفا بيان الرئاسة الجزائرية بـ "الاتهامات المجانية" ضد بلاده.

وقف تصدير الغاز

وفي الأول من نوفمبر الجاري، أعلنت السلطات الجزائرية عدم تجديد الاتفاق بشأن خط أنبوب الغاز المغاربي – الأوروبي، الأمر الذي يؤثر بشكل واضح على أداء النظام الكهربائي في مراكش.

الغاز

وحينها قالت الرئاسة الجزائرية في بيان، إن قرار عدم التجديد جاء بسبب "الممارسات ذات الطابع العدواني من المملكة المغربية تجاه الجزائر، التي تمسّ بالوحدة الوطنية".

وقال خبراء إن الخط الذي أوقفته الجزائر، كان يزود محطتين للطاقة الحرارية في "تهدارت" ، و"عين بني مطهر"، بالمغرب، بما يصل إلى نحو 700 مليون متر مكعب في السنة.

وقد اتهمت الجزائر جماعات "إرهابية" بالوقوف خلف حرائق الغابات الضخمة التي شهدتها البلاد، وقالت إن "إحدى هذه الجماعات الإرهابية مدعومة من المغرب".

حرائق الغابات والتجسس

مؤخرًا شهدت الجزائر حرائق ضخمة، أدانها العالم أجمع، وأثارت تعاطف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في الدول العربية، وحينها اتهمت الجزائر جماعات "إرهابية" بالوقوف خلف حرائق الغابات، مؤكدة في بيان رسمي أن "إحدى هذه الجماعات الإرهابية مدعومة من المغرب".

الحرائق

وأكد وزير خارجية الجزائر، رمطان لعمامرة، أن الرباط تجسست على مسؤولين جزائريين، وفشلت في الوفاء بالالتزامات الثنائية بما في ذلك ما يتعلق بالصحراء الغربية.

جدير بالذكر أن الجزائر تدعم "جبهة البوليساريو" التي تسعى لاستقلال الصحراء الغربية، بينما يري المغرب أن تلك المنطقة جزءً من أراضيه.

ويبدو أن الصراع سيظل قائمًا بين "الجزائر ـ والمغرب"، فرغم كل الجهود العربية والدولية للإصلاح بينمها، إلا أنهما ومنذ العام 1994 في أزمات متجددة، نأمل جميعًا أن تكتب نهايتها في القريب العاجل.

اقرأ أيضًا: وزير الخارجية الجزائري يبحث تعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي