على طريقة ”شيراز”.. رجل يحبس ابنته 3 سنوات في منزل مهجور بالدقهلية

في إحدى قرى محافظة الدقهلية، حدثت واقعة تقشعر منها الأبدان وتزرف لها الأعين، ابتعدت عن الإنسانية وعن مشاعر الأبوة، إذ أقبل رجل على حبس طفلته الوحيدة في منزل مهجور لمدة ثلاث سنوات، منذ أن كان عمرها 10 سنوات، في غرفة مظلمة وقيد يديها وقدميها بالسلاسل الحديدية.
وشاع في قرية "كوم النور"التابعة لمركز ومدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية، الكثير من المخاوف، لانطلاق أصوات صراخ وبكاء في أوقات متأخرة من الليل من منزل مهجور في وسط القرية، فظن البعض أن المنزل مسكون بالجن والعفاريت، فهذا المنزل لا يعيش فيه سوى رجل بسيط ومنفصل عن زوجته منذ ثلاثة أعوام، ويعمل سائق عربية "كارو"، وعند سؤال الرجل عن مصدر هذه الأصوات كان يلتزم الصمت وعدم الإجابة.
يعيش الرجل بمفرده في المنزل، وكانت لديه طفلة، إلا أنها اختفت منذ حوالي 3 سنوات، وكلما سألوه عنها قال إنها تعيش في القاهرة مع والدتها بعد الانفصال، وفي أحد الأيام وعندما ازدادت الأصوات وشدة النحيب والبكاء، تجمع أهالي القرية أمام المنزل المهجور والرعب يسكن قلوبهم، وأجسادهم ترتجف خوفاً، حيث أشيع في القرية أن الأرواح والجن قد سكنت المنزل، ولكن كسر هذا الرعب شاب فضولي أراد كشف المستور ومعرفة ما بداخل المنزل وما سر هذه الصرخات الحزينة المملوئة بالألم والتي توجع القلب وكأنها صرخات استغاثة، حيث صعد الشاب البالغ من العمر 17 عام إلى سطح المنزل.
كما تسلل بعض الشباب الآخرين لداخل المنزل وهم في خوف وحذر شديدين وإذا بالمفاجأة التي أعجزت الجميع عن الكلام لدقائق، فإذا بالطفلة "شهد" التي زعم والدها تغيبها، إذا بها في منظر مرعب ومقزز و مقيدة بالسلاسل الحديدية والجنازير في السرير بإحدى الغرف، وجدوها هائجة الشعر متسخة المنظر مرتدية ملابس رثة وبالية وفي حالة صحية يرثى لها، فقد تدهورت صحة الطفلة وبدت منذ اللحظة الأولى وكأنها عجوز شمطاء تبلغ من العمر أرزله..إنها الطفلة التي اختفت منذ ثلاث سنوات، وجدوها مقيدة داخل حجرة مظلمة وغير آدمية وحولها بعض الفتات من الطعام والشراب، وتقضي حاجتها بنفس الغرفة، لعدم قدرتها على الحركة بسبب القيود الحديدية.
وعلى الفور، قام الأهالي بإبلاغ الشرطة والتي حضرت في الحال، ليجدوا الطفلة في هذا الوضع المؤلم غير إنساني، حيث تبين العثور على الطفلة «شهد م. ص.»، 13سنة، مقيدة بالجنازير من قدميها في السرير وتجلس في وضع القرفصاء وهي تبكي، وكلما علا صوتها وصل إلى الجيران، وهو ما أخافهم من المكان، وبسؤالها أكدت أن والدها قيدها كذلك لمنعها من الخروج والذهاب لوالدتها، وذلك لانفصالهما منذ فترة كبيرة.
وعلي الفور اتخذ ضباط مركز ميت غمر الإجراءات اللازمة لفك الطفلة من قيودها ونقلها لمستشفى ميت غمر العام للعلاج وتوقيع الكشف الطبي عليها، وإلقاء القبض على الأب المتهم بتقييد ابنته.
تلقى مدير أمن الدقهلية، إخطارا من مأمور مركز شرطة ميت غمر، يفيد بورود بلاغ من أهالي قرية «كوم النور» التابعة لمركز ميت غمر بالعثور على طفلة مقيدة بالجنازير داخل منزل مهجور بالقرية اتهموا والدها بتقييدها وتعذيبها لمدة 3 سنوات.
وألقى ضباط مباحث مركز ميت غمر القبض على الأب الذي علل تصرفه بأنه يحافظ على طفلته حتى لا تخرج من المنزل في عدم وجوده وهى في سن خطرة، وتحرر محضر بالواقعة وأحيل للنيابة العامة للتحقيق لاتخاذ الإجراءات القانونية.
وأكد أهالي القرية أن الطفلة «شهد»، لم يراها أحد منهم منذ 3 سنوات حيث اختفت عن الأنظار تماما، ويعرفها أهالي المنطقة وأطفال المنطقة تمام، وكلما سألوا والدها عليها، أكد أنها ذهبت لوالدتها وتعيش في القاهرة، ولكنهم بدأوا يسمعون أصوات بكاء متواصل من المنزل وفى البداية ظنوا أن المنزل مسكونا بالجن والعفاريت، خاصة وأنه منزل مهجور فقرر اثنان من الشباب دخول المنزل من أعلى السطوح لاستبيان سبب البكاء، وفوجئا بالطفلة مقيدة على السرير بإحدى الغرف.