الطريق
جريدة الطريق

باطل شرعًا وإهانه.. علماء الأزهر يحسمون الجدل حول الزواج المحلل

أرشيفية-زواج المحلل
آلاء مباشر -

بعد قضية المحلل الشرعي، التي انتشرت في الآونة الأخيرة، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي هذا الأمر، مما جعل البعض يخشى من الإقبال على الزواج، خوفًا بأن ينتهي الأمر إلى الطلاق النهائي وقت الغضب، مما يضعهم في زاوية المحلل الشرعي.

كلمة الطلاق ليست علكة في أفواه الرجال، لأن الاستهتار بها يؤدي إلى كارثة اللجوء إلى محلل شرعي، ليكون بابًا للرجوع مرة أخرى، ولكنهم يغفلون عن مدى الذل والإهانة للطرفين في هذه الخطوة، لأنها تقلل من شأنهم وتنهي المودة والرحمة التي جعلها المولى عز وجل آية واضحة وصريحة يقتدى بها، لترفع من شأن الزواج، لقوله تعالى: " وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ"، وجاء دور الدين ليحسم هذا الجدل القائم على اتخاذ محلل لعودة الزواج مرة ثانية.

أزهري: تقليل من شأن المرأة

يقول الدكتور عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الأسبق، إن الزواج باب ينفتح على المسؤولية والقرارات السليمة والمودة والرحمة والاحترام المتبادل، وفي حالة حدوث أي خلل في هذه الأمور وعدم الانتباه إليها، فإن المطاف ينتهي بين الزوجين بالطلاق، واستحالة العشرة والحياة من الطرفين.

وأكد الأطرش لـ"الطريق"، أن فقد لغة الحوار والاحترام بين الزوجين وعدم التفاهم المؤدية إلى الطلاق، لا تحتاج لمحلل شرعي، فهذا يعد بمثابة تقليل من شأن المرأة، حيث أنها تسعى لأمر منتهي تمامًا، وهذا الاتجاه أكبر دليل لاستحالة العيش مع زوجها الأول في بيت واحد، لأنه قبل عليها أمر المحلل، وعليها أن ترفض هذا حتى لا تقلل من شأنها.

واستكمل رئيس لجنة الفتوى الأسبق، أن المولى عز وجل قد كرم الزواج في القران الكريم، وأعلى من شأنه، وجعل له قواعد وأسس لا يجوز التغافل عنها، ومن بينهم المودة والرحمة، فبمجرد أن تنتهي هذه المودة والرحمة، ينتهي معها الزواج الناجح والعلاقة الصحيحة.

اقرأ أيضًا: أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر

أحمد كريمة: زواج المحلل باطل شرعًا

وفي هذا السياق علق الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر، قائلًا: "إنه من المقرر شرعًا أن عقد الزواج في الإسلام، يبنى على التأبيد لا التأقيت، وهناك مقاصد سامية في الزواج، هدفها السكن والمودة والرحمة.

وأضاف كريمة، خلال مداخلة هاتفية، في برنامج "رأي العام"، أنه ليس من بين أسباب الزواج، مسألة التحليل، لأن مما اتفق عليه الفقهاء، أن نكاح المحلل باطل شكلًا وموضوعًا، وفي حالة علم المحلل بأنه سيتزوج هذه المرأة ليحللها لمطلقها الذي طلقها ثلاث مرات، فإن هذا العقد باطلًا ولا يصح، أما إذا كان لا يعلم أنه تزوجها ليكون محلل لها، فلا إثم عليه.

واختتم أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر، أن الله سبحانه وتعالى قد جعل للمسلم عزة وكرامة، فبهذا المحلل يتحول الأمر إلى الذل والإهانه لجميع الأطراف.