الطريق
جريدة الطريق

حكايات وذكريات مع أبطال حرب أكتوبر في الفيوم 

حرب أكتوبر أرشيفية
الفيوم هانى البنا -

أيام صعبة عاشها المصريون بعد نكسة 1967، ومن يومها بدأت القيادات التفكير في استرجاع الأرض وكيفية التغلب على اليأس، فالشعب المصري رفض الهزيمة النكراء، والجميع سعى لأداء الخدمة العسكرية طواعية من جميع طبقات المجتمع المصري. إنها قصص وحكايات مثيرة يحكيها بعض المشاركين في حرب أكتوبر للطريق.

يقول محمد رشاد عبد القوي الهواري من مواليد 1950، ابن قرية ترسا بمحافظة الفيوم: "التحقت بالخدمة العسكرية 1968 بالمخابرات الحربية والاستطلاع وكنا نشارك في مشاريع حرب قبل حرب 73 بسرية، وعلمنا بموعد الحرب قبلها بساعتين وكنا في ذلك الوقت داخل معسكر في منطقة عجرود بالسويس، تابعين للواء 25 مدرعة مستقلة سرية استطلاع وكانت مهمتي استطلاع العدو".

وتابع: "قبل ساعة الصفر جاء الطيران المصري داخلًا على سيناء وبدأت التحركات علي الجبهة الشرقية وغيرنا عن طريق كوبري الشهيد أحمد بدوي بقرية عامر بالسويس، وبدأنا نحتل النقط القوية للعدو الموجودة على خط برليف، وبدأنا العبور والتوغل في أرض سيناء لإخراج العدو حتى ثغرة يوم 20 أكتوبر:.

واستطرد: "من المواقف التي لا تنسى أن أحد زملائي استشهد وهو ينادي عليّ، وكان بجواري إثر قذيفة من العدو، وآخر كان يطلب مني أن أحضر له الطعام خلال وجودنا في حفرة السيلي، وعندما ذهبت لتنفيذ كلامه جاءت له ضربة من طيران العدو واستُشهد في الحال، وكأن القدر اختار لي الحياة".

وأضاف "كانت فرحتنا بالنصر فرحة عارمة بعدما تذوقنا مرارة الهزيمة، فبالإرادة والتحدي والعزيمة حققنا المعجزات وسحقنا العدو الصهيوني وقضينا على أسطورة خط بارليف الذى لا يقهر، وكنا حريصين على رفع راية النصر ولم يرهبنا أي شيء".

ويضيف أحمد فتحي محمود من مواليد 1949 بقرية سنهور القبلية بمحافظة الفيوم: "التحقت بالخدمة العسكرية 1969 وكنت ضمن الفرقة 18 كتيبة 150 مشاة لواء 90، وبدأنا تكثيف المشاريع الحربية وبعد يوم 5 أكتوير علمنا بموعد الحرب، وعبرنا قناة السويس بالقوارب المطاطية وقابلنا محاولات قوية للعدو تصدَّت لنا في البحر، وكان معنا نقيب استكشاف استكشف الطريق وأمَّن لنا المرور حتى عبرنا للجانب الشرقي حتى النقطة القوية وطهّرنا المنطقة من العدو وقطعنا خطوط الإمداد للعدو وكنا في منطقة مكشوفة، وقمنا بعمل خنادق باليل والنهار لمراقبة العدو وفوجئنا بطيران العدو يصوّرنا وكنا 7 أفراد وتوفي 2 وأصيب 2 آخران".

وتابع: "حاربنا دون مقدمات سرية تامة، عبرنا من أول بورسعيد إلى الإسماعيلية كان هدفنا رفع الراية المصرية وإعلاء كلمة الوطن وكنت آخذ راتبًا جنيهين وأربعين قرشا، وحصلت على 11جنيها نهاية خدمة، وفي يوم 19 أكتوبر أصبت ورجعت الكتيبة وتم تحويلي إلى بعض المستشفيات بالمنصورة".

ويقول عويس عبد العزيز عويس، من قرية منشأة ربيع بمركز أطسا التحقت بالتجنيد 20/3/1973 بسلاح مدفعية ميدان بمنطقة السويس في الكتيبة 360 سرية 25 بالقصاصين وتم ترحيلنا على لواء رقم 41 مدرعات وجلست أكثر من أربعة شهور دون إجازة ولا يعرف أهلي عني أي شيء، فكنا نتحمل المشاق والتعب والتدريبات القاسية، في بعض الأحيان لم نكن ننام لأيام متواصلة، فالمدفع الميداني كان يزن أكثر من 3 أطنان وطول الماسورة كان 3 أمتار والطلقة كانت تزن 41 كيلو، ويقوم بجره جرار تي إس بجنزير أو عربة زل 67، وكانت مسافة الطلقة 21 كيلومترا، ويعمل على كل مدفع 7 أشخاص، وكانت تأتي لنا التعليمات ونحن بكوبري الشهيد أحمد حمدي، لو تعطلت سيارة أو مدرعة أو دبابة تلقى في البحر مباشرة، وكانت الحرب تدار بخطة مش بالعافية، وبعد انتهاء الحرب والنصر، حصلت على مكافاة نهاية الخدمة 18 جنيهًا فقط، مع العلم أنني كنت أتقاضى راتبًا شهريًا في أثناء الخدمة ثلاثة جنيهات وعشرة قروش.