الطريق
جريدة الطريق

بعد سيطرة طالبان على القصر الرئاسي.. ماذا يحدث فى أفغانستان؟

مقاتلي حركة طالبان
أحمد أبو السعود -

فى تطور مفاجئ سقطت أفغانستان فى قبضة حركة طالبان بعد أسابيع من الغارة التي استمرت لأسابيع وشهدت سقوط 17 من أصل 34 عاصمة إقليمية فى البلاد، كما سقطت أربع مدن أخرى فى يد طالبان ليلة الخميس والجمعة، وهناك عدد آخر تحت الحصار.

بالأمس، استولت حركة طالبان على القصر الرئاسي وأعادت تسمية البلاد باسم الإمارة الإسلامية لأفغانستان، بحسب صحيفة "indiatoday".

واستقال أشرف غني، الرئيس المدعوم من الولايات المتحدة، وفر من أفغانستان إلى طاجيكستان مع نائبه أمر الله صالح، قائلًا إنه يريد السلام وتجنب إراقة الدماء.

كيف حدث ذلك

فر أشرف غني ونائب الرئيس أمر الله صالح إلى طاجيكستان يوم الأحد بعد أن طوقت طالبان العاصمة الأفغانية كابول، وحدث ذلك بينما كان ممثلون من ثلاث جهات "الحكومة الأفغانية وطالبان والولايات المتحدة"، يجلسون فى الدوحة بقطر لمناقشة نقل السلطة.

ويُعتقد أن الولايات المتحدة قد حصلت على "كلمة" من طالبان مفادها أنها لن تجبرهم على دخول كابول حتى يتم تأمين سلامة المسؤولين الحكوميين بقيادة جاني والمواطنين الأمريكيين.

وبدأت الجولة الأخيرة من محادثات الدوحة يوم الجمعة، ودخلت طالبان كابول بعد فترة وجيزة من فرار جاني وصالح من العاصمة الأفغانية.

هل تختلف طالبان عن التسعينيات؟

من السابق لأوانه الإجابة على هذا السؤال، وقالت طالبان، إنها لن تنتقم ممن كانوا موالين لحكومة جاني وأصدرت رسالة تخبر سكان كابول بعدم الذعر أو الخوف من مقاتليهم.

ومع ذلك، فإن هذا التصريح لم يتم الوثوق به، وبدأ آلاف الأشخاص يفرون من أفغانستان إلى إيران وطاجيكستان وتركيا، بمن فيهم الوزراء الذين يتطلعون إلى الفرار إلى الهند للحصول على مأوى.

وقالت طالبان أيضًا، إنها ستحاول إقناع العالم بأن نظامها سوف يقوم على أساس القواعد ويسعى للحصول على اعتراف من الدول من خلال الحوار.

لقد حاولوا السعي لإضفاء الشرعية على حكمهم بالإعلان عن تحرير الشعب الأفغاني من الهيمنة الأجنبية، وقالوا الآن أنه لا توجد قوة أجنبية ستحاول تكرار الأخطاء التي ارتكبت فى الماضي، فى إشارة إلى غزو عام 1979 من قبل الاتحاد السوفيتي "روسيا الآن"، وغزو عام 2001 من قبل الولايات المتحدة.

اقرأ أيضًا: ”الخير في شعب الجزائر”.. شباب الولايات يجمعون التبرعات لمساعدة متضرري الحرائق

ما قالته الولايات المتحدة

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن بشكل قاطع إنه "لن يسلم" الحرب الأفغانية إلى خامس رئيس للولايات المتحدة، وكانت قد بدأت الحرب الأفغانية مع جورج دبليو بوش فى سبتمبر 2001 بعد أيام من هجمات 11 سبتمبر الإرهابية فى الولايات المتحدة.

وقضى بوش فترتين فى مطاردة زعيم القاعدة أسامة بن لادن، العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر.

وجاء باراك أوباما بعد ذلك وقتل لادن فى غارة من قبل البحرية الأمريكية ولكن فى باكستان، وفى الولاية الثانية، وعد أوباما بالانسحاب من أفغانستان.

ووصل دونالد ترامب إلى السلطة فى الولايات المتحدة واعدًا بأنه لن يسمح للشعب الأمريكي بدفع تكاليف بناء الدولة فى أفغانستان، وبدأ محادثات سلام مع طالبان، التي بدأت فى إعادة تجميع صفوفها بمساعدة الفساد واسع النطاق في الحكومة الأفغانية.

واتفق جو بايدن، الذي كان نائب الرئيس فى عهد أوباما، مع ترامب بشأن تكلفة الحرب فى أفغانستان، وعجل بالانسحاب.

وفى النهاية، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين لقناة تلفزيونية أمريكية إن "المهمة" فى أفغانستان قد تحققت وأن الرحلة الأفغانية كانت "ناجحة".

هل الولايات المتحدة أخلفت وعدها فى أفغانستان؟

من خلال ردود فعل إيجابية على وسائل التواصل الاجتماعي، يبدو أن الكثيرين فى أفغانستان يعتقدون أن الولايات المتحدة تركتهم فى وضع مترنح دون تقديم ما وعدوا به للشعب قبل 20 عامًا عندما هبطوا بالدبابات والطائرات المقاتلة.

وبالنسبة للولايات المتحدة، تغير العالم فى العشرين عامًا الماضية، وخلال إقامتها فى أفغانستان، تشير التقديرات إلى أن الولايات المتحدة ضخت تريليون دولار للحفاظ على حكومة أفغانية وتدريب جيشها، لكن التقارير الواردة من أفغانستان أشارت إلى أن الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة كانت فاسدة تمامًا على جميع المستويات، محطمة بذلك الهدف ذاته الذي قالت الولايات المتحدة إنها بقيت فى البلاد من أجله.

وهذا يفسر سبب إحباط الولايات المتحدة من تجربتها الأفغانية، وقالت التقارير إن الأسلحة التي جلبتها الولايات المتحدة للجيش الأفغاني انتقلت إلى أيدي طالبان مقابل أموال على المستويات المحلية.

وكان هناك تواطؤ واضح على مستويات عديدة فى الحكومة الأفغانية والجيش الأفغاني مع طالبان، وهذا هو السبب فى أن مقاتلي طالبان سيطروا على معظم المحافظات فى معارك "غير دموية".

كيف حصلت طالبان على الدعم

أدى الفساد وعدم الكفاءة في الحكومة الأفغانية إلى ولاءات غير مبالية بين سكان الريف والقبائل في البلاد.

وسيطرت طالبان وأنصارها على المدارس الدينية في أفغانستان حتى أثناء الوجود الأمريكي في البلاد حيث فشلت الحكومة في السيطرة على نظام التعليم، وأعدوا الأرضية لطالبان مثلما كان الحال فى التسعينيات عندما استولوا على أفغانستان ووعدوا بإنهاء الفساد.

ودوليا، بينما انتقدت دول كثيرة طالبان، لم يخرج أي منها لدعم الحكومة الأفغانية في قتالها ضد مقاتلي طالبان.

ومن ناحية أخرى، حصلت طالبان على دعم نشط من باكستان وجماعات سعودية والإمارات وقطر، حيث عقدت ما يسمى بمحادثات السلام، وابتعدت الدول الإسلامية بشكل عام عن انتقاد طالبان أو الضغط عليها.

ويقال إن المخابرات المشتركة بين الدول التابعة للجيش الباكستاني (ISI) وجهت الأموال من مختلف الجماعات الإسلامية من جميع أنحاء البلاد إلى طالبان، الذين يكسبون ملايين الدولارات من تجارة الأفيون غير المشروعة.

وبحسب ما ورد يتم تسهيل تجارة المخدرات مع طالبان من خلال الشبكات التي أنشأتها وكالة الاستخبارات الباكستانية.