الطريق
جريدة الطريق

 قبل العيد.. هل الأضحية سُنة مؤكدة أم واجبة؟

حكم أضحية العيد
دعاء راجح -

تمر الأيام وتقترب واحدة من أهم الاحتفالات عند المسلمين، وهو "عيد الأضحى" المبارك، حيث يسعى المسلمون في هذه المناسبة إلى إقامة أحد شعائر الإسلام، وهي نحر الأضحية، وفي هذا الأمر اختلف الفقهاء على أنه سُنة مؤكدةً أم سُنة واجبة.

في هذا التقرير، يستعرض "الطريق" حكم الأضاحي في العيد.

اتفق مذهب الشافعية والحنابلة على أن الأضحية سُنة مؤكدة في حق الموسر ولكن ليست واجبة، كما جاء في إحدى روايتين عن أبي يوسف، وهذا قول أبي بكر وعمر وبلال وأبي مسعود البدري وسويد بن غفلة وسعيد بن المسيب وعطاء وعلقمة والأسود وإسحاق وأبي ثور وابن المنذر، وهو المفتي به في الديار المصرية.

وبرهن جمهور الفقهاء على أن الأضحية سُنة مؤكدة، بما تم تناوله في الحديث الشريف: عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّىَ فَلاَ يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا"، أخرجه مسلم في صحيحه.

واستدل العلماء أيضًا على أن الأضحية سُنة مؤكدةً من حديث النبي محمد عليه الصلاة والسلام، عندما قال: "وأراد أحدكم" فجعله مُفوضا إلى إرادته، ولو كانت الأضحية واجبة لاقتصر على قوله: "فلا يمس من شعره شيئا حتى يضحي".

وكان أبو بكر وعمر رضي الله عنهما لا يضحيان السنة والسنتين؛ حتى لا يراه المسلمين واجبًا، كما ورد عن البيهقي في سننه، وتعتبر كل هذه الاستنتاجات دليل على عدم وجوب الأضحية.

إلا أن مذهب الحنفية اختلف مع المذاهب الأخرى في هذا الأمر، حيث يؤكد على الأضحية سُنة واجبة، كما روى "محمد وزفر وإحدى الروايتين عن أبي يوسف، وبه قال ربيعة والليث بن سعد والأوزاعي والثوري ومالك في أحد قوليه".

اقرأ أيضًا: المعهد القومي للبحوث الفلكية يعلن موعد أول أيام عيد الأضحى

ويعتبر أفضل وقت لنحر الأضحية عقب صلاة اليوم الأولى لعيد الأصحى المبارك، كما جاء عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام في حديثه، الذي رواه البراء رضي الله عنه: قائلاً: "خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أَضْحًى إِلَى البَقِيعِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، وَقَالَ: «إِنَّ أَوَّلَ نُسُكِنَا فِي يَوْمِنَا هَذَا، أَنْ نَبْدَأَ بِالصَّلاَةِ، ثُمَّ نَرْجِعَ، فَنَنْحَرَ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ وَافَقَ سُنَّتَنَا، وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلَ ذَلِكَ، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ عَجَّلَهُ لِأَهْلِهِ لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ" أخرجه البخاري.