الطريق
جريدة الطريق

تمنى الشهادة فنالها في مأمورية الثأر لـ”مبروك”.. من هو النقيب أحمد سمير؟

البطل أحمد
رمضان جمال -

في التاسعة والنصف مساء كل ليلة من ليالي الشهر الكريم، يتجمع أفراد الأسرة أمام شاشات التلفاز لمتابعة حلقات مسلسل "الاختيار 2" والوقوف على حقبة فارقة في تاريخ الأمة وبطولات رجال الظل "الشرطة" إبان حكم جماعة الإخوان الإرهابية.

حلقة تلو أخرى تحمل معها بطولة جديدة لشهداء الشرطة الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن، كما تكشف الأحداث الدرامية كيف خان البعض "العهد" وارتموا في أحضان الإرهاب الأسود يسعون في الأرض فسادا.

بعد اغتيال قاهرالإخوان العقيد محمد مبروك، الاضبط بقطاع الأمن الوطني، بوشاية من صديقه ورفيق دفعته بكلية الشرطة الضابط محمد عويس مقابل حصوله على عقد فيلا ومبلغ 2 مليون جنيه، أعدت مأموريات خاصة للثأر من قتلة الشهيد، حيث رصدت معلومات أجهزة الداخلية في نوفمبر 2013 عناصر إجرامية في مدينة قها بالقليوبية خططت لعملية اغتيال "مبروك".

واستشهد النقيب أحمد سمير الكبير، برصاصة غادرة من أحد العناصر الإرهابية خلال مداهمة وكر اختباءه في أحد المنازل على أطراف المركز.

نشأ "سمير" في أسرة متوسطة، لأب يعمل موظفا وأم تعمل طبيبة، تربى فى منطقة كوبري القبة بالقاهرة، هو الابن الأصغر لوالده فشقيقه الأكبر"عبد الله"، يعمل ضابطاً بإحدى الجهات السيادية.

التحق"سمير"، بكلية الشرطة عام 2002 وتخرج في عام 2006، وتم اختيارة بإدارة العمليات الخاصة بالأمن المركزي. تزوج النقيب ورزق بطفلين هما "محمد وعمر"، أكبرهما" محمد"، عمره 4 سنوات، وقت استشهاده.

في مشهد جنائزي مهيب، ودفع الآلاف من أهل وأصدقاء الشهيد جثمانه إلى مثواه الأخير، الكل وقف شارد الذهن، الحزن يكسو القلوب والوجوه وسط إشادة بدماثة خلقه وحبه لعمله وتمتعه بحب واحترام المحيطين به تاركًا بطولة وسيرة عطرة ستتناقلها الأجيال ويفخر بها نجلاه.

بدموع لا تفارها وجنتهيا كانت زوجة البطل " احمد"، وسط المقابر تنهار من البكاء تزلف بكلمات مؤلمة: "حرام عليهم يتموعليه كاملة"محمد"، و"عمر"، واللي بطنى"، كان بيتمنى الشهادة ونلتها يا أحمد بس جات بدرى قوى"، ببنرة حزينة وقفت والدة الشهيد أمام قبرة مؤمنة بقضاء الله وقدرة، تردد كلمة صعبة" طول عمرة بيتمناها، وونلتها ياحبيبي كان نفسي انت اللي تشلنى مش انا امشي في جنازتك".

قبل استشهادة بساعات قليلة، اتصل النقيب أحمد"، على والدته وطلب منها الدعاء له قبل مشاركته في مأمورية لضبط قتلة الشهيد "مبروك"، لم تكد تمر ساعات قليلة على المحادثة حتى تلقت الأم خبر بصدمة كبيرة.

أطفالها الثلاثة الصغار يتموا في مرحلة نضجهم، وحرموا من حنان الأب وحضنه الدافى، فهو كان سندهم في الحياة وعكازهم الذي يستندون عليه، خاصة وأن طفلة الأخيرة ولد يتيماً، وسيرته العطرة ستحكى أماهمهم، فهم سيلتحقون يستكملون مسيره والدهم ونيل حقة.