الطريق
جريدة الطريق

تجربة الموت.. لماذا تحقن بريطانيا الأصحاء بفيروس كورونا؟

حقن الأصحاء بفيروس كورونا
عبدالرحمن منصور -

تجري المملكة المتحدة تجربة خطيرة وجريئة لمواجهة فيروس كورونا المستجد ووقف انتشاره حاليا، من خلال حقن عدد من المتطوعين الأصحاء تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 30 عامًا، بجرعات من الفيروس في سلالته الأولى حتى يتمكن العلماء من الفهم الأعمق للوباء، وذلك بإعطاء المتطوعين قطرات ممزوجة بكورونا عن طريق الأنف، ووضعهم بالحجر الصحي داخل أحد مستشفيات لندن، بعد موافقة الهيئة الأخلاقية للتجارب السريرية في بريطانيا على هذه التجربة، وخصصت لها الحكومة 33 مليون جنيه إسترليني.

تجربة خطرة

الدكتور خالد صبحي، أستاذ الباطنة والأمراض المعدية، قال إن هذه التجربة تعتبر ضمن الحدود الخطرة وغير مواكبة لآخلاقيات البحث العلمي، إلا أنه بسبب مواجهة العالم لوباء كارثي اضطر الباحثون لهذه التجارب، لافتا إلى أنه إذا كان حقن الفيروس للمتطوعين سيكون بكمية قليلة لا تضر صحتهم، سيسهل التحكم فيها والسيطرة عليها، وتكوين أجسام مضادة ويتغلب الجسم على الفيروس، ولكن إذا كانت كمية التجربة كبيرة فتكون غير أخلاقية.

وتابع خلال حديثه لـ"الطريق" أنه من الممكن ضبط كمية العدوى، فكلما كانت الفيروس أقل كان الأمان أكثر، موضحا أنه طالما وافقت الهيئة الأخلاقية للتجارب السريرية في بريطانيا على إجراء التجربة، فمن المفترض أن تكون كمية الفيروس لن تمثل خطورة، لافتا إلى أن الدراسة قائمة على أول سلالة من كورونا، والتي تعتبر أقل شراسة مقارنة بباقي السلالات، وهو ما يعتبر ضمانات تشير إلى عدم وقوع أضرار على المتطوعين.

 

اقرأ أيضا: التحور الغامض.. كيف ظهرت سلالة كورونا النادرة في إيطاليا؟

من الممكن وقوع ضحايا

ما تفعله بريطانيا يشبه انتشار كورونا وتجربة خطيرة تقوم على فكرة مناعة القطيع، من خلال نشر الفيروس وإصابة أكبر عدد ممكن، تتكون بهم أجسام مضادة، فضلا عن دراسة السلالة الأولى من الفيروس، إلا أن تلك التجربة لها أضرارها على المتطوعين نفسهم، حيث إن رد فعل الفيروس سيختلف من شخص لآخر، حسب الدكتورة نهلة عبدالوهاب، استشاري المناعة والتغذية، لافتة إلى أنه من الممكن أن يقع ضحايا جراء هذه التجربة.

وتابعت لـ"الطريق" أن المتطوعين لهذه التجربة من المؤكد أنهم وقعوا إقرارًا بأنهم خاضعين لها، وموافقون أن تجرى عليهم التجربة، وأنهم يتحملون جميع الأضرار التي من الممكن أن تحدث لهم، وفي نفس الوقت يأخذون ميزة أنهم شاركوا في تجربة هي الأولى من نوعها، لتطوير اللقاحات المضادة للفيروس، مشيرة إلى أن تطبيق سياسة مناعة القطيع يهدف إلى ملاحظة ردة فعل أشخاص مختلفين على النسخة الأولى من الفيروس، مستندًا على أن تلك الفئة قد لا يسبب لهم فيروس كورونا أضرارًا، وفقًا لبعض المعايير التي يضعها، وهو ما قد يحتمل الخطأ على عدد كبير منهم.