«مأساة تحت الركام»| ناجٍ وحيد من عقار خورشد بروض الفرج.. والمنزل صدر قرار تنكيسه من شهر

"11.50" مساء.. تلك الساعة التي أشارت بعقربها الكبير نحو التوقيت، ثوانٍ قليلة ويبدأ فجر يوم جديد، ليلة بارد هواؤها، السقيع جعل الأهالي يرقدون في بيوتهم من العشاء، الأجواء كانت هادئة تماماً داخل حارة المجدلي بشارع خورشد روض الفرج، فجأة علت سارينة الشرطة وهي تطلق صوتها المزعج الذى قطع نوم الأطفال وأربك الحاضرين على المقاهى والشوارع.
استيقظ سكان المنطقة والشوارع القريبة وسط الليل على صوت انهيارمنزل قديم متآكل الجدران على سكانه، «بيقولوا في بيت وقع فى آخرالشارع والسكان اللي فيه ماتوا».
دقائق قليلة وظهرت أبعاد الكارثة الكبرى، بينما هرول جميع السكان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تحت الأنقاض، وارتفع صوت سارينة الإسعاف وهي تخترق الصفوف في انتظار إسعاف ناجٍ محتمل، ولكن المنزل من الداخل أصبح كتلة واحدة على الأرض وصار هشيما تذروه الرياح.
أصوات الصراخ تعلو بشكل مخيف، لحظات معدودة وأشعلت سيارة الإسعاف الشارع المظلم بمصباحها الصفراء، الأضواء القادمة من المنازل المجاورة هي التى كانت تمد العقار المنهار بالإضاءة، رائحة التراب مخلوطة بالموت، شكل الشارع وهو تعلوه شبورة كثيفة من الغبارأخفى ملامح أقرب المنازل، كثيرٌ من الأهالى ورجال الإنقاذ يبحثون عن الجثث المفقودة أسفل الأنقاض.
مأساة حقيقية عاشها الرجل وزوجته وطفلهما وسط الركام بالطابق الأرضى للعقار، رجال الإنقاذ تعايشوا مع الموقف بكل جدية وحرص لإنقاذهم ولكن كل محولات النجاة باءت بالفشل بعدما انهارالطابق الثانى، بعد لحظات قليلة من حدوث الكارثة الحقيقية نجا طفلهما الصغير الذى ظل تحت الركام.
انتقلت عدسة «الطريق»، إلى مكان الواقعة لنقل روايات الأهالى عن وقت الحادثة، والجيران المتضررين من المنزل المنهار.
في البداية يقول "جمال شفيق"، جار صاحب منزل روض الفرج المنهار والمتضرر من العقار"أنا كنت نايم الساعة 11 بليل مساء أمس، وسمعت صوتا كالقنبلة، طلعت من الشباك لقيت الناس بتصرخ (الحق البيت وقع)، جريت على شقة أخويا المسن وخرجته من شقته في الدور الثالث، ونزلت بسرعة وأنا شايله أنا وابنه وخرجناه في الشارع".
وأضاف: "لقيت الناس بتكسر في شقة ابنى اللى فى الدور الأرضى علشان يخرجوا الأطفال اللى نايمة في الأوضة، مضيفا: "البيت رقم 9 كله انهار على منزلى من الأسفل، ودمر شقة ابنى في الدور الأرضى والمنزل كله اتشقق ومش هيستحمل إن حد يعيش فيه".
وتابع: "العقار المنهار مكون من 4 أدوار، وأن ضحايا هم: محمد درويش، 40 سنة، وزوجته "ياسمين"، وطفله المصاب يدعى "أحمد محمد"، 10 سنوات، واستطرد أن سقف العقار في يناير الماضى انهار وأصيب طفل في المنزل، وصدر قرار تنكيس من عام 1987، ولم يتم تنفيذه حتى انهار فجأة وهم نائمون.
واستكمل حديثه: أن قوات الإنقاذ استخرجوا جثة الزوجة وطفلها الصغير بعد ساعة من الحادث بسبب قربهما من السلم، وأن الزوج انتشلوا جثمانه اليوم قبل صلاة الظهر، وتم نقل الجثة الثانية إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة، ولا تزال فرق البحث تبحث عن جثث أخرى.
وطالب الجار باستجابة المسؤولين من الحى والوزراء لطلبه "أنا يافندم عيالى راحوا بيتوا عن حد من الجيران وبناتى بيبيتوا في بيت جارتنا وأنا ببات في المحل بتاعى، شوفولنا حل في الكارثة اللى احنا فيها دي، 3 أسر تشردوا في الشوارع ومش لاقيين مكان يعيشوا فيه".