الطريق
جريدة الطريق

”تجارة الأسلحة وفتيات الليل” عبر الانترنت.. حقيقة أم خيال؟ (صور)

الإنترنت المظلم
أحمد أبو السعود -

يعتقد الكثير من الناس أنه يمكنك فعل أي شيء غير قانوني على شبكة الإنترنت المظلم "الدارك ويب"، من استئجار القتلة ومشاهدة جرائم القتل التي يتم بثها مباشرة وشراء المخدرات إلى شراء العبيد فى المزادات البشرية، ولكن ما حقيقة كل هذه الأساطير؟.

ويعد الجانب الذي لا يمكن تعقبه من الإنترنت مصدر جذب للكثيرين، وقد ولد الآلاف من الأساطير حول أنواع الأنشطة الفاسدة التي تجري هناك، لكن ما مقدار صحة هذه الأمور؟.

وبحسب صحيفة "ديلي ستار" البريطانية: فإن كريس مونتيرو خبير فى الجرائم الإلكترونية يعرف كل شيء تقريبًا يمكن معرفته عن الويب المظلم، حيث يقول خلافًا للاعتقاد الشائع، إنه ليس مليئًا بالقتلة المأجورين الذين سيقتلون أي شخص مقابل رسوم.

وأضاف: "أن هذا الإعتقاد واحدًا من أكثر عمليات الاحتيال شهرة فى الويب المظلم"، حيث أن هناك مجموعة من القتلة المأجورين المحتالين على هذه المواقع، وغالبًا ما يزعمون أنهم عصابة ذات قدرات قتل.

وتابع: "لإتمام مثل هذه العمليات يعتقد البعض أنه ستكون هناك رسالة بريد إلكتروني أو محادثة على موقع الويب لتقديم التفاصيل، وهذه المحادثات إما أن تتلاشى أو تتصاعد إلى المبالغة فى المال والتخطيط للقتل، ثم هناك دائمًا تأخيرات "تؤدي إلى طلب المزيد من الأموال".

وفى النهاية سيدرك الشخص أنه تم خداعه، لكن لا يمكنه إخبار الشرطة بما حدث بالضبط، لذلك تستمر الدورة ولا يصبح من المعروف للجمهور أن قتلة الويب المظلم المشهورون هم مجرد "أسطورة".

ومن الأساطير الأخرى للشبكة المظلمة "الغرف الحمراء" سيئة السمعة، والبث المباشر للتعذيب أو القتل.

وأضاف: "لا توجد حتى أفلام "السعوط" وهى أفلام الجرائم الحقيقية المباشرة أمام الكاميرا"، لكن الناس يصرون على وجودها".

ويقول مونتيرو، إن مواقع المزادات البشرية، حيث يمكن شراء العبيد، ليست حقيقية أيضًا على الرغم من الادعاءات التي تشير إلى عكس ذلك.

وينطبق الشيء نفسه على شائعات فيديوهات الويب المظلمة التي تظهر "المصارعين" وهم يقاتلون بعضهم البعض حتى الموت، أو المواقع التي يتم فيها بيع "عبيد الجنس" الذين تعرضوا لغسيل الدماغ من برنامج "إم كيه ألترا"، وهو الاسم الرمزي للبرنامج غير القانوني لللتجارب على البشر التابع لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وكان الهدف من التجارب على البشر تحديد وتطوير العقاقير والإجراءات التي تُستخدم فى عمليات الاستجواب والتعذيب، من أجل إضعاف الفرد وانتزاع الاعترافات من خلال السيطرة على العقل.

ويشير "مونتيرو" إلى أنه كانت هناك مزاعم مستمرة عن بيع حزم رحلات "الصيد البشري" مقابل 100 ألف جنيه إسترليني على شبكة الإنترنت المظلمة، والتي لم يعثر على أية أدلة على ذلك.

اقرأ أيضًا: واقعة مرعبة.. مقتل فتاة بسبب مقطع فيديو أثار الجدل على الانترنت (صور)

وذكر الخبير فى الجرائم الإلكترونية، أن عمليات الاحتيال الأخرى تستهدف أولئك الذين يعيشون فى أوضاع يائسة، حيث تزعم إحدى المواقع الحديثة أنها تبيع "مفاتيح الحدود إلى المجر" للاجئين.

وأوضح مونتيرو أن الأشخاص الجدد على الويب المظلم غالبًا ما يبحثون عن "نصائح سرية حول الأسهم" أو "مباريات كرة قدم ثابتة" فى محاولة للحصول على معلومات غير موجودة بالفعل.

وأكد: "لا يفهم الناس الفرق بين شبكة الويب المظلمة الحقيقية، والتي تتكون فى الغالب من الأسلحة والمخدرات والمواد الإباحية للأطفال، وكل هذه الأشياء الغير قانونية".

وعلى الرغم من التقارير التي تتحدث عن استخدام الإرهابيين للشبكة المظلمة للتخطيط لهجمات، يقول مونتيرو إنه "لا يوجد الكثير من الأدلة" على حدوث ذلك بالفعل.

وهناك الكثير من المواقع التي تدعي أن داعش يديرها، ولكن هناك الكثير من الأدلة على أنها خدع لأخذ أموال الناس، وإذا تم خداعك من قبل داعش المزيفة، فمن الذي ستشتكي إليه؟".

وأفاد بأن هذا لا يعني أنه لا توجد أشياء حقيقية تدعو للقلق بشأن الشبكة المظلمة، حيث تعد سرقة البيانات مشكلة حقيقية، حيث تبيع العديد من عمليات الاحتيال المعلومات المسروقة للمتسللين الذين "يصعب تعقبهم".

ويتزايد التصيد الاحتيالي أيضًا بفضل وجود المزيد من الأشخاص فى المنزل أثناء الإغلاق، ويتم تداول أدلة حول كيفية احتيال الأشخاص بشكل فعال عبر الشبكة المظلمة.

ووفقًا للصحيفة: يشعر مونتيرو نفسه بالقلق إزاء بيع الأسلحة عبر الإنترنت، حيث يمكن طلب الأسلحة والذخيرة "دون عوائق" فى أي مكان فى العالم.

واستشهد بواقعة شراء المسلح المراهق الذي قتل تسعة أشخاص فى حادث إطلاق نار جماعي فى ألمانيا عام 2016 سلاحه الناري من الإنترنت المظلم.

وبالطبع، فإن الويب المظلم هو المكان الذي يتم فيه مشاركة صور الاعتداء المروعة على الأطفال على نطاق واسع بين مجتمعات الحيوانات المفترسة.

ويقول مونتيرو إن إحدى أكبر الخرافات هي أن الويب المظلم يشكل "90٪ من الإنترنت"، لافتًا إلى أنها فى الواقع دائرة صغيرة من المستخدمين، وجرائم الإنترنت وعمليات الاحتيال هي ما هي عليه فى الواقع "قليلة".