الحوثيون في اليمن.. بوابة أردوغان لترسيخ النفوذ الإيراني أمام السعودية ”تحليل”

يستمر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ممارسة انتهاكات الهدف منها فرض سيطرته على المنطقة، ويبدو أن اليمن هو بوابته الجديدة لتحقيق أطماعه وترسيخ تواجده في السلطة.
تغريدة أردوغان
نشر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تغريدتين عن اليمن، طرح بهما العديد من التساؤلات، فقد أكد أن تركيا ساعدت أذربيجان على الانتصار في حربها ضد أرمينيا، مشيرا إلى أن هذه المناسبة سبب رئيسي تجعل تركيا تهتم بشأن اليمن لمنع ما وصفه بالانتهاكات التي تمارس على أرضها.
ولمح أردوغان أن هناك مشايخ يتعمدون التدخل في خارطة طريق المنطقة، منوها بأنهم يلعبون بأمن اليمن ومقدرات استقراره.
اقرأ أيضا: التحالف العربي يدمر طائرة مفخخة حوثية باتجاه السعودية
حصن العرب المنيع
وفي تغريدة أخرى قال الرئيس التركي نشرها حول اليمن على حسابه على "تويتر": حافظوا على #اليمن فإنها بوصلة العرب، وأصل العروبة، ومجدها التليد، وحصنها المنيع… وهي كل الماضي، والحاضر والمستقبل، وهي معراج العزة، وصرح الكرامة، وهي للعرب كالقلب في الجسد، وهم بدونها أمة بلاهوية، وفرع بلا أصل، وكتاب بلاتاريخ لاتخونوها فإنها أمكم وأبيكم وانتم بلاها كالقيط بلانسب".
تحالف تركي قطري
وردا على علامات الاستفهام التي تطرحها تغريدات رجب طيب أردوغان حول اليمن وما إذا كان يريد التدخل في الشأن الداخلي اليمني خلال المرحلة المقبلة، قال الدكتور مصطفى صلاح الباحث المتخصص في الشأن التركي، إن هناك أسبابا ودوافع وراء انخراط تركيا في اليمن وخاصة بعدما اتجهت تركيا وقطر إلى إيجاد جناح صقور في حزب الإصلاح، موضحا أن هذا الجناح يعمل وينشط بشكل علني ضد التحالف العربي.
وأضاف صلاح في تصريحات لـ"الطريق" أن حركة التوغل التركي في اليمن تزايدت عبر قواتها الناعمة والصلبة، منوها بأنها أسفرت في المجمل على تشكيل قيادات عسكرية عليا موالية لحزب الإصلاح في تعز اليمنية بينها نجل قائد محور تعز، القيادي في اللواء 145 مشاة جبلي، شكيب خالد فاصل، الذي تلقى أموالاً كبيرة من قطر وتركيا، لإنشاء معسكر خاص بالجناح التركي القطري في الحزب لمواجهة قوات التحالف العربي في مدينة تعز.
اقرأ أيضا: التحالف العربي يدمر مواقع حوثية غرب اليمن (فيديو)
دوافع أردوغان
ورأى الدكتور مصطفى صلاح أن رجب طيب أردوغان له دوافع تجعله يفكر في التدخل في الشأن الداخلي اليمني، أولهما ترسيخ قوة النفوذ الإيراني من خلال تقديم الدعم للميليشيات الحوثية، وثانيهما ممارسة الضغط على السعودية والإمارات باعتبارهما أهم الدول العربية الفاعلة في الأزمة اليمنية وهناك خلافات بينهم حول دعم تركيا للتنظيمات الإرهابية.
واعتبر صلاح أن التدخل التركي في اليمن لا يمكن تفسيره على أنه يترابط بهذه الأسباب فقط ولكن هذا الأمر امتد للتنسيق بين حزب الإصلاح الذي يمثل جماعة الإخوان الإرهابية وميليشيا الحوثي لتنظيم تعاون بينهما حول رفض الدور السعودي والإماراتي هناك؛ من خلال المظاهرات التي تم تنظيمها في إسطنبول برعاية تركية، موضحا أن تركيا بالفعل تحتضن رموز عديدة من أفراد حزب الإصلاح اليمني وتوفر لهم مختلف سبل الدعم المالي والاعلامي والعسكري لتحقيق مصالح تركيا هناك.
ربط أرمينيا وأذربيجان
وبحسب مصطفى صلاح فإن ربط أردوغان عبر حسابه على "تويتر" بين صراع أرمينيا وأذربيجان والصراع بين الدول العربية والجماعات الإرهابية في اليمن، عبارة عن محاولة لخلق صورة ذهنية عن مدى الدعم الذي يمكن أن تقدمه تركيا لهذه الجماعات لتهديد الدول العربية وخاصة السعودية والإمارات كامتداد للدعم الذي قدمته لأذربيجان في مواجهة أرمينيا، مؤكدا أن الأمر سيظل محكوم بالعديد من العوامل أهمها وجود تنسيقات تتعلق بإعادة النظر في الملفات الخلافية بين الرياض وانقرة.
اقرأ أيضا: التحالف العربي يعلن إزالة 157 لغما بحريا لجماعة الحوثي
واختتم الدكتور صلاح بالتأكيد أن المجتمع الدولي لن يقبل بمثل هذه المحاولات التركية، حيث إن ذلك سيزيد من تفاقم التوتر في المنطقة العربية، موضحا أن تغريدات رجب طيب أردوغان تمثل امتدادا لسياسة المناورة التي تستخدمها تركيا في أزمات المنطقة ولكن يبقى عدم نجاحها الأقرب للحدوث في ظل الرفض الإقليمي والدولي للتدخلات الخارجية، في أزمات المنطقة العربية وفي القلب منها الأزمة اليمنية.