بعد قرار ”المركزي”.. خبراء: ”بعبع” ارتفاع شهادات الاستثمار يربك أسواق المال.. وخفض الفائدة لم يرضِ جميع الأطراف

يعيش الاقتصاد العالمي، توترا ملحوظا من بداية جائحة كوفيد 19، كما هوى الوباء باقتصاديات كبرى مثل الاقتصاد التركي وغيره، وبالرغم من كورونا، فقد أثبت الاقتصاد المصري قوته، وحقق معدل نمو مرتفع في الوقت الذي حققت خلاله أكثر من 170 دولة انكماشا في معدلاتها الاقتصادية، كما تقهقر الدولار المصري أمام الجنيه ووصلت العملة المصرية لأعلى مستويات لم تصل لها منذ تحرير سعر الصرف، واستكمالا لخطة البلاد في الإصلاح الاقتصادي، وبعد جدارة حققتها مصر أشادت بها جميع المؤسسات الدولية الكبرى، قرر البنك المركزي، في اجتماع لجنة السياسة النقدية يوم أمس بخفض أسعار الفائدة، فكيف سيؤثر هذا القرار على جميع الموارد الاقتصادية لمصر؟
لماذا خفض البنك المركزي أسعار الفائدة؟
وفي هذا السياق أكد شريف عاشور، وكيل محافظ البنك، أن قرار لجنة السياسة النقدية، بخفض سعر الفائدة بنحو 50%، مساء أمس لم يرض الجميع، ولكنه قرار سليم ويحتاجه الاقتصاد المصري في الوقت الراهن.
وأكد وكيل محافظ البنك المركزي، أن القطاع المصرفي المصري، أثبت جدارته للمرة الثانية خلال أزمة كورونا حاليا، وحمى اقتصاده، مثلما فعل في المرة الأولى في 2008 خلال الأزمة المالية، فقد استطاع الاقتصاد العمل بحكمة وسرعة.
وتابع عاشور، أن أزمة كورونا ساهمت في تعجيل التحول الرقمي للبنوك، وأكدت أهمية التكنولوجيا، مشيدا بدور المركزي، في تحفيز القطاعات الاقتصادية، وتدشين المبادرات التي كانت دافعا للصناعة والسياحة والزراعة.
هل قرار خفض أسعار الفائدة حاليا صائب؟
ومن جهته، قال أشرف القاضي رئيس بنك المصرف المتحد، لـ"الطريق" إن خفض سعر الفائدة حاليا، هو مؤشر قوي وإثبات كبير على قوة وصلابة الاقتصاد المصري، مؤكدا معدلات التضخم الحالية كانت تستدعي خفض الفائدة.
وتابع رئيس المصرف المتحد، أن سعر الصرف في تحسن كبير ومستمر، كما أن معدل الإنتاج في تحسن هو الآخر، بالإضافة إلى ارتفاع الاحتياط النقدي لمصر، في الوقت الذي تشهد دول خارجية تراجع وتدهور في قيمة الاحتياطي النقدي لها.
وأكد القاضي، أن خفض الفائدة سيسهم في تحرك وتيرة الاقتصاد، ومعدل النمو، ودوران عجلة الاستثمار، واستمرار العملة في ارتفاعها.
بعبع ارتفاع أسعار الفائدة يربك أسواق المال
يرى الدكتور نادر عزيز، محلل أسواق المال، في حديثه مع "الطريق"، أن أسواق المال تكره ارتفاع أسعار الفائدة، لأن ارتفاع الفائدة يرفع سعر شهادات الاستثمار، وتتوجه حينها أنظار المستثمرين نحو شهادات الاستثمار، ويبتعدون عن الأصول ذات المخاطر العالية.
وتابع محلل أسواق المال، أن خفض الفائدة يعزز من استثمارات البورصة، متوقعا أداء إيجابيا للبورصة المصرية خلال الجلسات القادمة.
أسعار الفائدة والاستثمار
يقول الدكتور أسامة عبدالخالق، الخبير المصرفي، إن البنوك لا تحبذ خفض الفائدة، لأن خفضها يخفض سعر شهادات الاستثمار، ولكن خفض الفائدة يشجع على الاقتراض من البنوك.
وأكد الخبير المصرفي لـ"الطريق"، أن قيمة فوائد القروض تصبح مخفضة بعد خفض أسعار الفائدة، وبذلك تتشجع الشركات والمستثمرين والمواطنين، على المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وغيرها.
خفض الفائدة يساعد الجنيه في رحلة الصعود
يرى الدكتور محمد عبدالعظيم الخبير المصرفي، أن الجنيه في نهاية ديسمبر 2019، وصل لأعلى مستوى أمام الجنيه لم يصل له منذ تحرير سعر الصرف.
وأكد الخبير المصرفي، لـ"الطريق" أن الجنيه عاد وبالرغم من أزمة كورونا للارتفاع مجددا كما تقهقرت قوة الدولار أمام العملة المصرية، مضيفا أن خفض الفائدة سيساعد الجنيه في رحلة الصعود.
خفض الفائدة والذهب
يقول الدكتور هاني كمال، الخبير الاقتصادي، لـ"الطريق" إن خفض أسعار الفائدة ستؤثر على أسعار الذهب محليا، ولكن ليس بالتأثير الدائم، لأن الذهب تحكمه عدة قوانين عالمية، مثل السعر العالمي.
وأكد الخبير الاقتصادي، أن أسعار الفائدة المنخفضة، ستمنع المستثمرين محليا من اللجوء نحو الملاذات الآمنة كالذهب وغيره، وستدعمهم في خطوة الاستثمارات وأسواق المال.
وأوضح كمال، أن الاقبال على شراء الذهب من قبل المستثمرين يرفع سعره، باعتباره ملاذا آمنا في أوقات الأزمات