الطريق
جريدة الطريق

بعد غلق الشوارع بالرمال.. مكافحة كورونا تشعل الجدل بين الضفة والقطاع

غلق شوارع في بيت حانون
أميرة ناصر -

عضو المجلس التشريعي الفلسطيني: حكومة الأمر الواقع في غزة لا تفعل شيئا.. وباحث: سلطات القطاع تعاملت مع الأزمة بحرفية


تكافح كافة دول العالم وباء كورونا، الذي اجتاح القرى والمدن واقتحم المنازل مخلفا ملايين الإصابات والموتي في طريقه، واختلفت طرق مواجهة والتصدي لكوفيد19 وفق امكانيات كل دولة وعدد سكانها والقدرات الطبية بها فضلا عن الوضع الاقتصادي والثقافي للشعب.

يحوي قطاع غزة أكبر نسبة كثافة سكانية بالنسبة للكيلو متر المربع، على كوكب الأرض، ما يعني أنه الأكثر مأساوية في حال تفشي الفيروس القاتل، فضلا عما يعانيه القطاع الفلسطيني من مشكلات اقتصادية وخدمية تمتد لجميع المؤسسات بما فيه الطبية منها.

وكما توقع خبراء الصحة فقد عاني مسئولي قطاع غزة في مكافحة الفيروس، نظرا لنقص الامكانيات، والكثافة السكانية وندرة المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة.

النائب علاء ياغي، عضو بالمجلس التشريعي الفلسطيني، أكد أن غزة بفعل الحصار الإسرائيلي وغلق المعابر لم تشهد إنتشارا لكورونا، لكن رٌّصد في الأيام الأخيرة زيادة انتشار الإصابة بالفيروس ولم يعرف السبب وراء هذا الانتشار في جميع المحافظات الخمس بالقطاع.

وأضاف ياغي لـ «الطريق» أنه للأسف الشديد حكومة الأمر الواقع، التابعة لحماس في غزة تعالج الأمر بطريقة لا علاقة لها بوقف انتشار هذا الفيروس، متسائلا ماذا تفعل الحواجز الرملية والمكعبات الأسمنتية بين المحافظات؟ والشوارع الجانبية كلها مفتوحة الأصل أن يكون مستشفى في كل محافظة للتعامل مع المصابين والمتوفر مستشفى واحد هو المستشفى الأوروبي الذي لا يكفي للعدد المتزايد.

وأوضح عضو المجلس التشريعي أنه اليوم فقط سجل عدد الحالات المصابة 83 حالة وتتزايد الحالات يومياً وللأسف التعامل مع هذه الجائحة في غزة غير مريحة والخطورة تكمن في الازدحام الشديد في القطاع الذي ينذر بكارثة، وفق تعبيره.


نقص الامكانيات
د. أيمن الرقب، باحث فلسطيني، كشف أن تجربة حماس في ادارة الملف الصحي بسيطة، بالتالي تفاجئت بتفشي كورونا في القطاع.

وأضاف الرقب في تصريحات لـ «الطريق» أن هناك 3 مدن في القطاع وضعت تحت حظر التجوال الكامل، ما تطلب إغلاق شوارع بكتل أسمنتية وترابية لضمان عدم عبور المركبات والمواطنين.

وتابع الباحث أنه منذ ظهور فيروس كورونا عملت حماس في محاولة منع ادخال الفيروس لغزة بحرفية، حيث لا يوجد سوى منفذين للقطاع وهما رفح وايريز، كانت عملية الحجر كانت جادة.

ولفت أنه كان هناك تعاونا بين وزارة الصحة الفلسطينية وإسرائيل، منوها أن سلطات الاحتلال سمحت بدخول 2000 من شرائح المسحات، زادت بعد ذلك وجاءت مساعدات اماراتية لفلسطين رفضت السلطة استلامها فحولها الاحتلال لقطاع غزة.

واستكمل الرقب أن القطاع الصحي في عزة متهالك، لا يتحمل وجود أعباء اضافية، لافتا أن عدد المستشفيات والآسرة والعناية المركزة محدود للغاية، التعامل مع كورونا سيكون صعبا، لكن حتى الآن يوجد سيطرة، لكن في حالة تفشي الوباء سوف ينهار القطاع الصحي.

وظهر كورونا للمرة الأولي في مخيم المغازي، وتم التعامل معه، وعزل المخيم بشكل كامل، والسلطات لجأت لاجراءات قوية وحجر لشوارع كاملة،وعزلت محافظات كاملة، يتم أخذ المصابين إلى المشفى ثم يعزل باقي الشارع.

د. مجدي سالم، الباحث الفلسطيني، أضاف من ناحيته أن المواطنين أدركوا الحقيقة المرة والكارثة التي تحياها غزة، لافتا أن جائحة الكورونا كشفت عن عورة حماس وسلطت الأمر الواقع التي شيدت المساجد والسجون والمراكز.


وأضاف للطريق أن المواطن في غزة لا يستطيع شراء كمامة ب2 جنيه أو 1 شيكل، فضلا عن الافتقاد للتوعية أو وجود منظومة لتعقيم الشوارع والمنشآت، بينما تفرغت الحكومة للتلويح بالقوة والعصا لاجبار المواطنين على الامتثال لقرارات حظر التجوال.


وضرب الباحث الفلسطيني مثلا بالطرق البدائية التي تتبعها حكومة حماس لمواجهة خطر تفشي كورونا عن طريق إغلاق الشوارع بالسواتر الترابية والمكعبات الأسمنية لمحاصرة الوباء، بعد الفشل في التعويل على وعي المواطنين.


وأضاف أنه توجد في غزة مستشفى حجر صحي واحدة وهي مستشفى (غزة الأوربي للوبائيات) جنوب القطاع، بينما تحولت المدارس وبعض المناطق لحجر العائدين من الخارج والمصابين.