الطريق
جريدة الطريق

كيف عرف الفراعنة ”الفتة” والأضحية والحج؟

الحج في مصر القديمة
عبدالرحمن قناوي -

أيام مباركات يعيشها المسلمون بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وهي الأيام التي من أشهر معالمها ومناسكها فريضة الحج، والأضحية، التي يتبعها الوجبة الأشهر في عيد الأضحى وهي الفتة، إلا أن تلك الأمور جميعها يثبت التاريخ الفرعوني أن المصريين القدماء عرفوها قبل الإسلام بآلاف السنوات.

الباحث الأثري أحمد عامر يقول إن المصريين القدماء عرفوا الحج، وكانت لهم بعض المناسك المشابهة لتلك التى يمارسها المسلمون، على الرغم من أن الكتابة المصرية القديمة لم تعرف كلمة محددة تشير لمفهوم الحج، وكانت رحلة الحج تتم لمنطقة العرابة المدفونة "أبيدوس" فى محافظة سوهاج، وذلك لوجود معبد "خنتى أمنيتى" ويقع على الطريق المؤدى لمقابر الملوك وقبر "أوزوريس".

باحث أثري: مناسك الحج في مصر القديمة كانت تشبه المناسك الحالية.. واللون الأبيض كان ملابس الحجاج

وأضاف لـ"الطريق" أن موعد رحلة الحج كان في اليوم الثامن من الشهر الأول من فصل الفيضان، حيث كانت احتفالات "أوزير" تجرى فى الشهر الأول الفيضان، وكانت الملابس المستخدمة في الحج الفرعونى، هي ذات اللون الأبيض ومتواجدة في مناظر بمنطقة "أبيدوس"، ودونوا الكثير من هذه المناظر على جدران المقابر سواء الأفراد أو النبلاء، حيث اعتبرت مناظر رحلة الحج شيئاً حرص المصري القديم على تسجيل مناظرها على جدران مقبرته.

اقرأ أيضًا: كعبة حلوان وبث أذان المغرب قبل موعده.. طرائف وقفة عيد الأضحى في مصر (فيديو)

وأضاف أن المصريين القدماء عرفوا كذلك إهداء الأضاحي وتقديم القرابين بأشكال وأنواع متعددة، وكان الهدف من تقديم هذه القرابين هو رضا الآلهة وانتشار الرخاء في الدولة، وتعد فكرة القرابين من أهم الشعائر فى الديانات والثقافات القديمة، ويرجع نشأة تقديم القرابين إلى بداية ظهور الدين فى حياة الإنسان، حيث كان المصريون القدماء يقومون بذبح الذبائح في أعيادهم كنوع من التكافل الاجتماعي، بالإضافة للأغراض الأخرى.

وأكد أن الغرض من تقديم القرابين للآلهة كان توكيد الرابطة الوثيقة بين الإله والبشر، فكانت تُقَدَّم تحت إشراف كهنة المعابد، وتراوحت القرابين في مصر بين عطايا من أفضل اللحوم والطعام الفاخر، جَلْبا لرضا الآلهة.

وأشار إلى أن الخبز كانت له قيمة عظيمة، وتم تقديمه ضمن القرابين الجنائزية التي تُقَدم على الموائد أمام المقابر، وقُدمت القرابين وفقا لتصورين، الأول ارتبط بعين "حورَس"، أما الثاني ارتبط بـ"ماعت" كوسيلة من وسائل التمسّك بالنظام، وعادة كان الملك هو الذي يقوم بخدمة "رع" إله الشمس، ويقدِّم له القربان في المعبد بيديه نيابة عن الشعب، وتعددت أشكال القرابين البشرية قديما.

واستطرد أن المصريين القدماء قد عرفوا أكلة "الفتة" الشهيرة حيث كانوا يأكلوها بعد وضع الخبز المقطع على مرق اللحوم واللبن، ومن هنا جاء تسميتها بـ "الفتة" حيث أنها كانت تُصنع من فتات الخبز، حيث كانت من أشهر الوجبات والأكلات في مصر القديمة.