الطريق
جريدة الطريق

آيا صوفيا.. ”الحكمة الإلهية” التي تحدى بها جستنيان النبي سليمان

آيا صوفيا
رباب الحكيم -

تصاعد الجدل على الساحة العالمية بشأن تحويل "آيا صوفيا" في اسطنبول إلى مسجد من جديد بعد قرار للمحكمة العليا في تركيا؛ باعتباره صرحا دينيا يعظمه المسلمون والمسيحيون على السواء، حيث اشتدت ردود الفعل، أمس (الجمعة) من قبل الولايات المتحدة التي خرجت بانتقادات على قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتحويل كاتدرائية آيا صوفيا السابقة في اسطنبول إلى مسجد، مطالبة السلطات التركية بأن تكون زيارة هذا المعلم البيزنطي متاحة أمام الجميع لتحقيق المساواة.

ردود الفعل الدولية

في إطار هذا قالت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية مورغان أورتيغاس إن "أملنا خاب من قرار الحكومة التركية تغيير وضع آيا صوفيا"، مضيفة أن "نأخذ علماً بتعهّد الحكومة التركية السماح للجميع بزيارة آيا صوفيا، ونترقب الاطلاع على خططها في ما يتعلق بالإشراف المستمر على آيا صوفيا لضمان بقائها مفتوحة أمام الجميع من دون أي عوائق".

فيما قالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو): "إن لجنة التراث العالمي ستراجع موقف "آيا صوفيا" بعد أن أعلن الرئيس التركي أن المبنى الأثري في إسطنبول سيفتتح مسجدا، مضيفة في بيان "من المؤسف أن القرار التركي لم يكن محل نقاش ولا حتى إخطار مسبق". مما جعل (اليونسكو) تدعوا السلطات التركية لفتح حوار من دون تأخير لتجنب العودة للوراء فيما يتعلق بالقيمة العالمية لذلك الإرث الاستثنائي والذي سيخضع الحفاظ عليه لمراجعة من لجنة التراث العالمي في جلستها المقبلة".

من جهة فرنسا، أعرب وزير خارجيتها جان-إيف لودريان الجمعة أن بلاده "تأسف" لقرار السلطات التركية تحويل كاتدرائية آيا صوفيا السابقة في اسطنبول من متحف إلى مسجد، قائلًا في بيان إن "فرنسا تأسف لقرار مجلس الدولة التركي تعديل وضع متحف آيا صوفيا، ولمرسوم الرئيس أردوغان بوضعه تحت سلطة مديرية الشؤون الدينية. هذان القراران يشككان في أحد أكثر الإجراءات رمزية لتركيا العصرية والعلمانية". بينما اعتبرت الحكومة اليونانية، أن هذا القرار "استفزاز للعالم المتحضر".

احتفال بـ”البقلاوة”.. آيا صوفيا يستقبل مصليين في جمعة 24 يوليو بعد إعادته بحكم قضائي

وقال البابا فرانسيس إن "قلبه مع إسطنبول"، وأضاف "أفكر في سنتا صوفيا والألم يعتصرني"، بينما حذر رئيس الكنيسة الأرثوذكسية البطريرك بارثولميو من أن تحويل المبنى إلى مسجد سيثير استياء ملايين المسيحيين ويؤدي إلى الشقاق بين عالمين.

كما دعا مجلس الكنائس العالمي الذي ضم في عضويته 350 كنيسة إلى إلغاء القرار.

لذا نذكر أبرز ملامح هذا الصرح المدرج على لائحة اليونسكو للتراث العالمي الذي تعتبره من الآثار التاريخية المنتمية إلى الثورة الثقافية العالمية:

تاريخ آيا صوفيا

في القرن السادس تحت حكم الإمبراطور البيزنطي جستنيان، تم بناء آيا صوفيا كـ كاتدرائية للمسيحيين الأرثوذوكس واستمرت طوال 900 عام، حتى أن جاء فتح القائد محمد الفاتح لمدينة لقسطنطينية المنيعة وتحويلها إلى مسجد وبقي كذلك لنحو 5 قرون، ثم صار متحفا عام 1935، بقرار من مصطفى كمال أتاتورك وذلك بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى.

وبعد ذلك أدرجت منظمة يونسكو الموقع على لائحتها للتراث العالمي.

قبل قرار أردوغان لتحويل آيا صوفيا لمسجد بست أعوام ظهر شعار "أحضر سجادتك وتعال" من قبل جمعية تسمى "شباب الأناضول". ومن أجل هذا التحويل نظمت الجمعية في تمام في 31 مايو 2014، فعالية لصلاة الفجر في ساحة المسجد وفي إطار الحملة قد ذكرت الجمعية أنها قامت بجمع 15 مليون توقيع للمطالبة بإعادة المتحف إلى مسجد. إلا أن مستشار رئيس الوزراء قد صرح بأنه لا نيه لتغيير الوضع الحالي لآيا صوفيا.

إلى أن جاءت موافقة المحكمة الإدارية العليا التركية على قرار تحويل آيا صوفيا إلى مسجد وبهذا ألغي قرار تحويله إلى متحف وأصبح مسجد بشكل رسمى.

واستغرق بناء كاتدرائية آيا صوفيا -والتي تعني "الحكمة الإلهية" باللغة اليونانية- خمس سنوات، وقيل أنه حينما دخلها الامبرطور جيستيان لاول مرة ومن شدة عظمتها قال "لقد تفوقت عليك يا سليمان" وكان يقصة النبي سليمان الذي كان يسخر الجن لبناء المعالم الشاهقة والأبينية الضخمة له.