الطريق
جريدة الطريق

حسم سرت.. الوفاق تتحرك وأوروبا تهدد ومصر تحذر

الرئيس السيسي وأردوغان
-

تقترب عقارب الساعة من معركة الحسم في مدينة سرت الليبية، التي تتجه إليها أنظار العالم في ظل تدفق الميليشيات المسلحة المدعومة من تركيا وسط ترقب من قوات الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، وتحذير أوروبي.

أهمية سرت

تمتاز مدينة سرت الساحلية، بموقع استراتيجي بين الشرق والغرب، وتحوي أكبر قاعدة عسكرية مجهزة بالإضافة إلى منطقة الهلال النفطي التي تعتبر منبع الثروات الليبية.

وتقع على بعد 300 كلم من الساحل الأوروبي وفي منتصف الطريق بين العاصمة طرابلس في الغرب وبنغازي المدينة الرئيسية في إقليم برقة في الشرق.

الخط الأحمر

في ظل المطامع العثمانية لنهب خيرات البلد العربي الإفريقي، سارعت مصر تحت القيادة الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى توجيه تحذير للميليشيات المسلحة وداعميها من عدم الاقتراب خطوة واحدة تجاه سرت، لما يشكله من خطورة على أمنها القومي.

لكن الرغبة المدفونة عند العثماني رجب طيب أردوغان في إحياء الخلافة واستعمار ليبيا، دفعت الدول العربية لإعلان تضامنها مع مصر في كل ما تتخذه من خطوات لحماية أمنها القومي، فيما سارعت أوروبا أيضا إلى تحذير تركيا من انتهاج خطوات قد تزيد من عزلتها دوليا وتقربها من عقوبات قد تنهي أحلامها التوسعية حتى في أوروبا.

تحرك الوفاق

معلومات الجيش الليبي وشعبة الإعلام الحربي التابعة لها، أفادت أمس، بوصول 75 سيارة عسكرية تابعة للوفاق من مصراتة إلى جبهة سرت، تقل 300 مقاتل بينهم مرتزقة سوريون وتونسيون.

ليس هذا فحسب، بل وصل أيضا رتلا من نحو 200 مركبة تحرك شرقا من مصراتة على ساحل البحر المتوسط باتجاه مدينة تاورغاء بالقرب من سرت استعدادا لمعركة سيكون فيها الخاسر الأكبر الشعب الليبي بأطيافه.

اللافت في الأمر، أن تركيا وضعت شرطا لانسحابها إلى العمق الغربي دون الدخول في معركة مع قوات الجيش الليبي المدعومة من أهالي ليبيا وقبائلها.

وطالبت تركيا بانسحاب الجيش الليبي "صاحب الأرض" من سرت وقاعدة الجفرة من أجل وقف إطلاق النار، واستئناف المفاوضات بين الأطراف المتنازعة.

الوهم العثماني في مطالبه، دفعت مصر مجددا إلى التهديد بالدفع بقوات إلى ليبيا في حال سعت القوات التركية للسيطرة على سرت.

اقرأ أيضا: الجيش الليبي ينتشر بحريا لمواجهة الغزو التركي في المتوسط

تحذير ليبي

المتحدث باسم الجيش الليبي العقيد أحمد المسماري، قال: إن "تركيا لا زالت تدفع بمزيد من المرتزقة والمعدات العسكرية إلى ليبيا، وحولت مدينة مصراتة إلى قاعدة لإدارة عملياتها للانطلاق نحو الهلال النفطي، واتخذت منشآت حيوية في المدينة لتمركز الميليشيات المسلحة وقواتها".

وأكد المسماري أن الجيش قادر على مواجهة أي تحديات في كل المناطق الليبية، قائلا: "جاهزون للتعامل بحسم وقوة مع أي انتهاكات، وقادرون على التعامل بحسم مع أي خطر يهدد مدينة سرت".

وأشار إلى أن الساعات المقبلة ستشهد معركة كبرى في محيط سرت والجفرة، مؤكدا أن هناك تحركات كبيرة لميليشيات الوفاق وتركيا في محيط المدينتين.

شرعية الجيش الليبي التي لا يرغب فايز السراج رئيس حكوكة الوفاق، مدعومة من البرلمان الليبي صاحب الشرعية الدولية والقبائل التي تمثل أطياف الشعب.

وتأكيدا من دور البرلمان الليبي على حماية أراضيه من الغزو والاستعمار العثماني، منح رئيسه المستشار عقيلة صالح، الضوء الأخضر للجيش المصري بالتدخل عسكريا في حال رأت القاهرة أن هناك خطرا وشيكا يهدد أمن البلدين الجارين.

اقرأ أيضا: السيسي لممثلي القبائل الليبية: جيشنا هو جيشكم

تهديد أوروبي

في المقابل، هددت كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا للمرة الأولى، أمس السبت، بفرض عقوبات على انتهاك حظر نقل السلاح إلى ليبيا.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي في بيان مشترك نشرته الرئاسة الفرنسية بعد اجتماعهم في بروكسل مساء السبت: "ندعوا كل الأطراف الخارجية إلى إنهاء تدخلها المتزايد وإبداء الاحترام الكامل لحظر السلاح الذي فرضه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".

وأضاف البيان: "نحن مستعدون لبحث إمكانية استخدام العقوبات إذا استمر انتهاك الحظر بحرا وبرا وجوا ونتطلع إلى المقترحات التي سيطرحها الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمن في هذا الصدد".

يُذكر أن البيان، هو أول تهديد من القوى الثلاث الكبرى بفرض عقوبات وسط مخاوف من تصعيد جديد ووشيك على الأرض الليبية التي مزقتها الحرب لسنوات.