الطريق
جريدة الطريق

باحث تاريخي لـ”الطريق”: الفتوة الست حقيقة.. وفريدة سيف النصر أدت دور الحاج أحمد ببراعة

الفتوة فريدة سيف النصر
فاطمة عاهد -

فرقة موسيقية، تقف وسط جموع غفيرة من البسطاء، يرتدون أزياء قديمة، تعود لخمسينات القرن الماضي، وجوه يظهر عليها علامات التحفز، واقفين أمام أبواب أحد السجون، يترقبون خروج مسجون، وفجأة يرددون والإبتسامة تعلو فم كل منهم: "الحاج أحمد اسم الله عليه، اسم الله عليه، فتوة بقوة، اسم الله عليه، اسم الله عليه".

مشهد يعود للقرن الماضي، أمام بوابة سجن، يوضح استقبال أهالي منطقة المدبح بالقاهرة لفتوة المكان، ويدعى الحاج أحمد، الذي كان يقضى فترة العقوبة، وكانت المفاجأة أن من خطى خارج السجن سيدة، قوية البنيان، تمتاز ملامحها بالصرامة، إنها الحاج أحمد، إحدى فتوات الخمسينات، وقد اعتادت دخول السجن كل فترة، عاملة بمبدأ "السجن للجدعان".

"الحاج أحمد فتوة معروف، فقد كانت سيدة قوية الشخصية، سجلت المحاكم ضدها 54 قضية تعدي على الآخرين وأغلبهم من الرجال، خرجت من أكثرها بدفع كفالة، تدعى فاطمة الدرانية ومشهورة بـ الحاج أحمد، ظهرت فى المدبح وعمرها 8 سنوات، كانت تعمل لحساب "معلمة" فى جمع روث الحيوانات الموجودة داخل السلخانة، ثم تبيعه للفلاحين كسماد طبيعى".. هكذا بدأ الباحث التاريخي أيمن عثمان حديثه لـ"الطريق".

وأكمل الباحث التاريخي: "كبرت فاطمة واستقلت بنفسها عن "المعلمة"، وظلت تعمل في السماد الطبيعي حتى أصبحت هي الأخرى "معلمة" فى تجارة السماد، لطالما تعاملت في بداية عملها بالأدب والذوق والاحترام حتى تكسب من حولها ليساعدها ذلك في تطوير عملها، لكنها وجدت نفسها في مجال لا يعترف إلا بالقوة لذا تعلمت لغة النبوت، على يد فتوة قديم، وكان وقتها فتوة المدبح رجل يدعى الحاج أحمد، الحاكم بين أهل المدبح حتى بدأت تستخدم ما تعلمته على كل من يضايقها".

وأضاف "عثمان": فرضت السيدة سيطرتها على منطقة المدبح بأكملها، وتوعدت كل من ضايقها أو فكر في استغلالها بالدم، وخسرت خلال القضايا المقدمة ضدها وأتعاب المحاماة ثمن عمارتين.

وأكمل: شهدت خمسينات وستينات القرن الماضي اقتحام المرأة مجالات لم يكن ليخطر على بال أي شخص أنها ستدخلها، فقد ظهرت قاسمة أحمد، والتي كانت أول كونستبل فى البوليس حتى إنها سبقت كلود لومال الفرنسية بـ 27 سنة، وبعدها بثلاث سنوات ظهرت أول كمسارية وراوية عطية أول برلمانية.

وبعدها بعامين ظهرت إنصاف البرعى أصبحت أول "قاضى" من السيدات فى الوطن العربى، وبعد عام آخر ظهرت الأنسة رضا أول أمباشى فى الجيش، وعزة إبراهيم أول عاملة بنزينة، وفاطمة عبد الله أول مهندسة مباني، بالإضافة للفتوة فاطمة الدرانية.

اقرأ أيضا: من هو محافظ الدقهلية المصاب بفيروس كورونا؟

وأكمل: أدت دورها ببراعة الفنانة فريدة سيف النصر، لأكون أول من ناقش وجود فتوة "ست" في المسلسلات والأفلام، ولأوثق لظاهرة كانت موجود، حيث لم تكن الحاج أحمد الوحيدة، بل وجد الكثير مثل "عزيزة الفحلة، وأم جاموسة"، وسبب اختيار تلك الأسماء إضافة الهيبة، وفرضن أنفسهن على المجتمع الذكوري وبقوة، واحترفن ضرب الروسيات ولغة النبوت".

واختتم حديثه قائلا: "عندما أرسلت لي أوراق أول خمس حلقات، وجدت بها شخصية الحاج أحمد موجودة بالفعل، وعندما سألت المؤلف هاني سرحان قال إنه بحث عن الفتوات واستوقفته شخصية الحاج أحمد التي سبق ونشرتها على صفحتي الشخصية بـ"الفيسبوك"، لذا أخذ هاني الشخصية وسافر بها لزمن المسلسل".