الطريق
جريدة الطريق

أم المساكن.. تعرف على قصة زوجة الرسول زينب بنت جحش وحكاية العسل مع أمهات المؤمنين

زينب بنت جحش رضي الله عنها
سمر المغربى -

هي زوجة من زوجات النبي صلّى الله عليه وسلم، وفي قصة زواجها من رسول الله صلّى الله عليه وسلم حكاية وعبرة عظيمة.

هي زينب بنت جحش، وكنيتها أم الحكم، وقالوا عنها أم المساكين، وأخت الصحابي عبد الله بن جحش، وقد أسلمت زينب رضي الله عنها، وانتقلت بعدها إلى المدينة، وتزوجت من الرسول صلّى الله عليه وسلم بعد أن طلقها زيد بن حارثة رضي الله عنه.

 وكان للسيدة زينب مكانة عظيمة عند النبي صلّى الله عليه وسلم ، وقد قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "لم أرى امرأة أبدا خيرًا في الدين من زينب، وأتقى لله، وأصدق حديثًا، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة.

وهاجرت السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها إلى المدينة المنورة، بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إليها، وقد خطبها الرسول لزيد بن حارثة بينما زينب لا ترغب في زيد ، فنزل قول الله تعالى : {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا } سورة الأحزاب الآية 36.

ورضيت زينب بهذا الزواج الذي أزال الفوارق الطبقية في المجتمع؛ حيث كانت من السادة الأحرار، أما زيد بن حارثة فكان مولى لرسول الله صلّ الله عليه وسلم، ولم يسير الزواج بينهما كما يرام .

فطلقها زيد بن حارثة – رضي الله عنه- ولما علم الرسول بذلك قال لزيد : اتق الله وأمسك عليك زوجتك فنزل قول الله تعالى : {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا } الأحزاب 37

ثم تزوجها الرسول صلّى الله عليه وسلم بعد انقضاء عدتها، ويروى أنها كانت ممن خرجن مع الرسول في غزوتي خيبر والطائف وفي حجة الوداع، وكانت تطعم الرسول صلّى الله عليه وسلم عسلًا، فشعرت زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم بالغيرة ، واتفقن على أن يمنعن الرسول من تناول العسل مرة أخرى عند زينب رضي الله عنها .

اقرأ أيضا: الكريمة بنت الصديق.. قصة ذات النطاقين أسماء بنت أبي بكر

فكان الرسول صلّى الله عليه وسلم كلما ذهب إلى واحدة منهن قالت له: إن هناك رائحة كريهة تنبعث من فمه، فتعجب الرسول من قولهن وأقسم ألا يتناول العسل مرة أخرى لأنه لا يحب أن يشتم منه إلا كل طيب، ونزل قول الله تعالى بهذه المناسبة : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ } سورة التحريم الآية 1

وعاشت عمرها ثم توفيت وعمرها ثلاثة وخمسون عاما بعد عشرين سنة من الهجرة النبوية في عهد عمر بن الخطاب، ودفنت بالبقيع بعدما تصدقت بكل ما تملك، رضي الله عنها وأرضاها .