شمال وجنوب السودان..فرقتهم السياسة وجمعهم ”الأبريه والتبل” على مائدة رمضان

وقع الانفصال عام 2011، لتصبح منطقة جنوب السودان مستقلة بذاتها عن البلد الأم، وعاصمتها هي "جوبا"، وعلى الرغم من ضآلة نسبة المسلمين فيها التي لا تتعدى الـ18% إلا أنهم يحرصون على الاحتفال بشهر رمضان المبارك بم لا يخالف إخوانهم في الشمال.
رمضان رغم الصراع
لم يتمكن آتون الحرب الأهلية التي انزلقت فيها جنوب السودان عام 2013 عقب أن اتهم سلفاكير نائبه حين ذاك مشار بالتخطيط لشن انقلاب، من التأثير على طقوس الاحتفال بشهر رمضان المبارك، التي لا تختلف عن عادات الشمال، فرغم الانفصال إلا أن رمضان لدى الجانبين ثابت في عاداته.
اقرأ أيضا: ”طواف المرأة وحرب البيض المسلوق”.. أغرب عادات الشعوب في رمضان
حرية الطواف
يسمح بتشكيل موكب يتضمن رجال المذهب الصوفي ويتبعهم جميع فئات الشعب من الرجال والشباب للطواف في مختلف الشوارع، ليعلنوا عن بدايو شهر رمضان، ذلك الطواف المعروف بـ"الزفة".
ويحرص المسلمون في جنوب السودان على طلاء المنازل وتزيينها ومن أكثر المشروبات التي لابد وأن يتم تناولها خلال هذا الشهر المبارك والذي أشتهروا به "الحلو مر والأبريه والتبل"، فهذه الطقوس هي التي تميز 18% من البيوت في جنوب السودان عن غيرها.
مساجد جوبا
تضم عاصمة جنوب السودان "جوبا" ثمانية مسجد ومع حلول شهر رمضان المبارك يحرص الشباب المسلمون على تنظيفها جيدا استعدادا للصلاة وخاصة التراويح، وفي المسجد يجتمعون لتلاوة القرآن وإجراء سلسلة مناقشات حول أمور الدين والدنيا.
اقرأ أيضا: السودان يعلن عن 22 إصابة جديدة بكورونا
إفطار على الطريق
أغلب المسلمون ممن يعيشون في الجوبا يفضلون تناول الإفطار في الأزقة والطرق والميادين، وذلك من أجل تعميق الصلات بين الجيران من المسلمين ولمساعدة عابري السبيل، علاوة على انتشار مجموعات في التقاطعات لتوزيع التمر والمياه لأصحاب المركبات.
مساعدة الأسر الفقيرة
وهناك العديد من الأسر الفقيرة في جوبا التي تعاني من صعوبة الحصول علي مستلزمات رمضان الغذائية في ظل ارتفاع أسعارها فظهرت المبادرات الشبابية التي تهدف إلى تقديم المساعدات لهذه الأسر، وهذه المبادرات تكثف خلال شهر رمضان.
اقرأ أيضا: السودان يسجل 15 إصابة جديدة بكورونا وشفاء 8 حالات
فيروس كورونا يعيق الأجواء الرمضانية
تمكن شبح كورونا من اجتياح السودان بأكمله مثلما فعل بغيره من الدول، لنجد قرارات احترازية صارمة كمحاولة للحد من انتشار الوباء، فنجد قرارات بغلق المؤسسات والمساجد، وحظر للتجوال يبدأ من السادسة مساء وحتى الثامنة، علاوة على غلق المساجد، مما تسبب في منع صلاة التراويح وتجمعات شباب المسلمين في جوبا خوفا من العدوى ونشر الوباء.