فتح الحدود أمام اللاجئين.. أردوغان يضغط على أوروبا لشرعنة استعمار إدلب

فرضت قضية ترحيل اللاجئين من الأراضي التركية إلى دول أوروبا، نفسها مجددا على جدول أعمال قادة أوروبا، الذين اعتبروا أنهم يشكلون خطورة على أمن وسلامة القارة، وأن الديكتاتور العثماني رجب طيب أردوغان تعمد السماح لهم بالمرور عبر أراضيه لصرف النظر عن معركة إدلب السورية.
تهريب تركيا للبشر
رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، أكد أن تركيا أصبحت مهربا رئيسيا للبشر، مشيرًا إلى أن الرئيس التركي يحاول فقط استغلالهم من أجل صرف النظر عن الملف السوري.
اقرأ أيضا: أبناء دمشق.. ورقة ضغط أردوغان لفرض إرادته اللاشرعية على الأراضي السورية
وواصل "ميتسوتاكيس" تعقيبه على أزمة المهاجرين قائلًا: "لا أزمة في أعداد اللاجئين على الحدود التركية اليونانية"، مؤكدًا أن الرقم الذي يُسوقِه أردوغان حول عددهم هو أقل بكثير من الرقم الحقيقي.
تهديد الأتحاد الأوروبي
واستكمل رئيس الوزراء اليوناني: "أزمة المهاجرين على حدود اليونان مع تركيا عبارة عن تهديد غير مباشر لحدود الاتحاد الأوروبي"، معربا عن أمله بأن تكون هذه الأزمة بمثابة الصدمة التي تساعد على استيقاظ دول أوروبا نحو الواجب المنوط بهم.
وأكد أن بلاده لن تتردد في حماية حدودها، موجها تحذيرات مباشرة للمهاجرين، بأن أثينا سوف تردهم إذا حاولوا دخول البلاد بطرق غير شرعية.
رفض حقوقي
من جانبها، وجهت مفوضة مجلس أوروبا لحقوق الإنسان دنيا مياتوفيتش انتقادات حادة إلى تركيا بسبب ملف المهاجرين، قائلة: "نعبر عن القلق إزاء تصرفات تركيا التي شجعت الناس على الانتقال إلى الحدود وتركتهم في هذا الوضع".
وأضافت مياتوفيتش، أن هناك حاجة لاتخاذ إجراءات عاجلة لمساعدة الأشخاص العالقين بين الحدود اليونانية والتركية، وكذلك ضمان الحصول على اللجوء لأولئك الذين هم في حاجة إليه.
تنوع اللاجئين
فيما حرصت وزارة الدفاع الروسية على متابعة الأمور عن كثب وتمكنت من الوصول لحقيقة الجنسيات التي يحملها هؤلاء اللاجئين، ليتضح وبحسب التقديرات التي قدمتها أن تركيا تحاول دفع 130 ألف لاجئ من سوريا إلى اليونان في مخيمات مؤقتة.
لكن الأهم هو أن هؤلاء اللاجئين ليسوا سوريين، وإنما "أفغان وعراقيون وأفارقة"، ومنهم من ينتمي لإيران وباكستان.
تهديد أردوغان
ويهدد أردوغان بإرسال ملايين اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم إلى أوروبا إذا وصفت الدول الأوروبية التوغل العسكرى للبلاد فى سوريا بأنه احتلال، كما وجه الرئيس التركى تهديد مماثلا إذا فشل الاتحاد الأوروبى فى تقديم مساعدات مالية لأنقرة لدعم اللاجئين.
تراجع ألماني
ويبدو أن التخوفات من التهديدات التي تكمن في طياتها تدفق اللاجئين لدول أوروبا، كانت أقوى من ألمانيا وأجبرتها على التراجع عن موقفها، فبعد أن نددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بعمليات تدفق اللاجئين من الأراضي التركية، ومطالبة أردوغان بإحترام الاتفاقية التي أبرمتها ألمانيا معه بشأنهم، جاءت لتبلغ عددًا من النواب الألمان تأييدها إقامة مناطق آمنة في شمال سوريا، وهو ما كانت تطمح له تركيا طيلة الفترة الماضية.
اقرأ أيضا: ألمانيا تسجل ارتفاعا في عدد المصابين بكورونا ليصل إلى 240 شخصا
ميركل تنتقد بوتين
وبدلا من أن توجه ميركل انتقاداتها ضد الرئيس التركي الذي يلعب بورقة اللاجئين للضغط على دول أوروبا، انتقدت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لرفضه المشاركة في اجتماع رباعي مع أردوغان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بهدف خفض التصعيد في سوريا.
مسار أردوغان العدواني
دكتور إياد المجالي الباحث المتخصص في العلاقات الدولية بجامعة "مؤتة" في الأردن ومدير المركز الديمقراطي العربي، أكد أن المشروع السياسي الذي وظفَه النظام التركي في الأزمة السورية منذ فبراير 2011، هو بلا شك مسارعدواني غلفَه أردوغان بمبررات ومسوغات سياسية واقتصادية وتهديدات مزعومة للأمن القومي التركي.
أهداف أردوغان
وكشف المجالي في تصريحات خاصة لـ"الطريق" عن الأهداف الشيطانية التي يطمح لها نظام الديكتاتور رجب أردوغان، موضحا أنها تشمل أهداف سياسية أبرزها تفكيك الدولة السورية وإسقاط نظام بشار الأسد ومنع إقامة أي تكتل سياسي كردي في شمال شرق سوريا ومحاولة القضاء على أي قوة عسكرية في تلك المناطق المحاذية.
كما يسعى أردوغان وبقوة إلى توظيف الدين الإسلامي، وتحديدا الفكر المتطرف لاستقطاب كل الإرهابيين في العالم وجمع الفصائل والميليشيات المسلحة، مع تمكين المعارضة السورية وعناصر الجيش السوري المنشقين، بإطار قوات تعمل تحت رايات النظام التركي وحلفائه.
اقرأ أيضا: الشرطة الروسية تواصل تسيير دوريات في سراقب السورية
أردوغان يضغط على المجتمع الدولي
وأضاف الباحث المتخصص في العلاقات الدولية، أن رأس النظام التركي رجب أردوغان وخلال اللقاءات الدولية التي أجراها مع العديد من زعماء العالم كان يسعى للضغط على المجتمع الدولي للحصول على دعم كامل في جهوده الاستعمارية للحصول على منطقة عازلة على طول الحدود السورية التركية، على أن تكون بعمق 40 كيلو متر يتمكن من خلالها إلى بسط سيطرته، والهدف هو القضاء على الأكراد وعكس اللاجئين السوريين من تركيا الى هذه المناطق.
وتابع: "أردوغان طلب الحصول على تمويل لبناء أكثر من 35 تجمعا سكنيا، على شكل قرى في أكثر من أربعين قرية من شمال شرق سوريا، وهدد الاتحاد الأوروبي بأن عدم تقديم الدعم سياسيا واقتصاديا في هذا الجانب سيدفع تركيا لفتح الحدود أمام اللاجئين إلى دول الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي سيضع دول الاتحاد الأوروبي أمام مسؤوليات إنسانية إضافية لأكثر من أربع ملايين لاجئ سوري في تركيا.
ورقة أردوغان في سوريا
من جانبه، أفاد الدكتور محمد حجازي، عضو المركز الدولي للدراسات السياسية، بأن سلوك الحكومة التركية فيما يتعلق بمسألة اللاجئين الأخيرة يعود لسببان: الأول أن حكومة أردوغان تحاول ممارسة الضغط على الأوربيين من أجل تقديم الدعم السياسي والعسكري لمعركته في سوريا ضد قوات نظام بشار الأسد، مع توفير منظومة الدفاع الجوي والمعروفة بـ"الباتريوت"، أما السبب الثاني فهو اقتصادي، نظرا لأن هناك مماطلة أوربية فيما يتعلق بدفع المستحقات المالية الأوربية لتركيا.
سبل تصدي أوروبا لتهديدات أردوغان
وقال حجازي في تصريحات خاصة لـ"الطريق": إن "دول أوربا من الممكن أن تتصدى لتهديدات وضغوط الديكتاتور العثماني من خلال اللجوء للأمم المتحدة، لأن معظم المهاجرين ليسوا سوريين، بل أكثرهم "أفغان وإفارقة"، ومن الممكن أن تعمل على تخفيف عبء التدفق بتوزيع عادل للاجئين على مختلف الدول الأوربية.