سفير أممي لـ”الطريق”: لن نتمكن من عرقلة «صفقة القرن» الأمريكية

تمكنت الإدارة الأمريكية، ومن خلال الإعلان عن صفقة القرن من إثارة الرأي العام العالمي، فتباينت الآراء بين مؤيد ومعارض، فهناك من اعتبر أنها تصب في صالح الشرق الأوسط، وسوف تنهي المشكلات والصراعات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وهناك من يعتبرها بداية لنشوب حرب على أرض فلسطين ستودي بحياة المئات.
مخالفة قرارات مجلس الأمن
ويبدو أن القرار الأمريكي لاقى رفضًا من قبل بعض الدول، حيث كشفت روسيا عن موقفها من خطة السلام، مؤكدة أن كافة البنود التي نصت عليها هذه الصفقة لا تتوافق بأي شكل من الأشكال مع قرارات مجلس الأمن الدولي، حسب تصريحات المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف.
فيما أعربت بريطانيا عن اعتراضها الشديد للبنود التي تضمنتها "صفقة القرن"، معتبرة أن محاولة تطبيقها سوف يزيد من حدة التصعيد والمواجهات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وأبناء الشعب الفلسطيني.
"الفيتو" وعرقلة قرارات الأمم المتحدة
فؤاد الشناوي سفير المباحثات الدولية لدى الأمم المتحدة أكد رفضه للخطة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، موضحا في تصريحات خاصة لـ "الطريق" أنها تصب في مصلحة طرف واحد وهو إسرائيل.
ونوه إلى أن الولايات المتحدة تتصرف من مركز قوة، كما أنها تعتبر نفسها وكأنها حاكم للعالم، مشيرًا إلى أنه إذا تم عرض هذه الصفقة في أروقة الأمم المتحدة، ورفضتها بالفعل معظم الدول الأعضاء بل وأدانت بنودها، فإن ذلك لن يفيد الجانب الفلسطيني، حيث أن واشنطن ستعرقل أي قرار ضد إسرائيل من خلال الفيتو.
وحدة فلسطين
السفير الأممي يرى أن حل القضية الفلسطينية يكمن في أمرين أولهما توحيد الصف داخل البيت الفلسطيني، خاصة في ظل انقسام حركة حماس عن حركة فتح، وانشغالها بإدارة شؤون قطاع غزة، في حين يحكم الرئيس الفلسطيني محمود عباس تحت معاناة وضغوط سيادة الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن الوحدة هي أساس الوقوف ضد الاحتلال وهي التي ستساعد على مواجهته وهزيمته.
استنكار أممي
ونوه سفير المباحثات الدولية فؤاد الشناوي، أن القضية الفلسطينية مشتعلة منذ أكثر من 70 عاما، مؤكدا أن طيلة هذه الفترة كان من الممكن اتخاذ إجراءات حاسمة ضد إسرائيل، وكان يستلزم من الدول العربية استدعاء سفراء واشنطن وإسرائيل، والتأكيد لهم بأن بنود صفقة القرن مرفوضة تمامًا.
رفض الجامعة العربية
وأعلنت الجامعة العربية في وقت سابق رفضها الشديد لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب بالقاهرة، بحضور الرئيس محمود عباس، والذي أعلن قطع العلاقات مع الولايات المتحدة وإسرائيل، بما في ذلك العلاقات الأمنية.
وقال أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة: "الفلسطينيون يرفضون الوضع الحالي لأنه لا يُلبي تطلعاتهم ويضعهم فعليًا تحت احتلال، وسيكون من قبيل العبث أن تُفضي خطة للسلام إلى تكريس هذا الاحتلال وشرعنته".