الطريق
جريدة الطريق

تاريخ الدم ..”أبوالفتوح” مهندس التنظيمات الإرهابية

منى فوزي -


 البداية انضامه للجماعات الإرهابية في الستينيات ... النهاية التحريض ضد  مؤسسات الدولة "

 

تاريخ عبد المنعم أبو الفتوح مع الجماعة الإسلامية والإخوان، يتضمن العديد من المحطات التي تكشف شخصيته الكاذبة وخداعه لدى أصدقائه وأساتذته، وكان اخرها قيامه بالتحريض ضد مؤسسات الدولة في مداخلة منه لقناة "الجزيرة".

وقد أمرت محكمة جنايات القاهرة بتجديد حبس أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية، 45 يوما على ذمة التحقيقات فى اتهامه بنشر أخبار كاذبة والتحريض ضد مؤسسات الدولة.

كانت النيابة قد أسندت في تحقيقاتها إلى عبد المنعم أبو الفتوح الاتهام بنشر وإذاعة أخبار كاذبة من شأنها الإضرار بالمصالح القومية للبلاد، وتولى قيادة بجماعة أنشئت على خلاف أحكام القانون، الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها والاعتداء على الحرية الشخصيةِ للمواطنين والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، وشرعية الخروج على الحاكم، وتغيير نظام الحكم بالقوة، والإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر.

وأضافت أن النيابة وجهت للمتهم فى التحقيقات، تهمة الانضمام إلى جماعة أنشئت على خلاف أحكام القانون، الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها.

كما أسندت النيابة إلى المتهم تهم نشر أخبار كاذبة عن الأوضاع السياسية والاقتصادية بالبلاد بقصد تكدير السلم العام فى إطار أهداف جماعة الإخوان الإرهابية، والترويج لأغراض الجماعة التى تستهدف زعزعة الثقة فى الدولة المصرية ومؤسساتها.

الجدير بالذكر أن "أبو الفتوح" متهم فى نفس القضية التى ضمت محمد القصاص نائب رئيس حزب مصر القوية، والتى أصدرت النيابة قرار بشأن حبسه 15 يوماً  منذ أيام، وضمه للقضية رقم 977 لسنة 2017 والمعروفة باسم "مكملين 2" أو "الذراع الإعلامية للإخوان"، والتى يواجه فيها المتهمين تهم الانضمام لجماعة محظورة، وإعداد مواد إعلامية تضر بسمعة مصر الخارجية.

وأمر المستشار خالد ضياء المحامى العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا، بحبس رئيس حزب مصر القوية، لمدة 15 يوما احتياطيا على ذمة التحقيقات التى تجرى معه بمعرفة النيابة، مع عرضه على مستشفى السجن بناء على طلبه.

وكانت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية، قد ألقت القبض على عبد المنعم أبو الفتوح، في ضوء أمر قضائى صادر من نيابة أمن الدولة العليا بضبطه وإحضاره وعدد آخر من المتهمين للتحقيق معهم بمعرفة النيابة.

وأصدرت نيابة أمن الدولة العليا قرارها بضبط وإحضار عبد المنعم أبو الفتوح وعدد آخر من المتهمين، منذ عدة أيام، فى ضوء ما تسلمته من تحريات أجراها قطاع الأمن الوطنى بوزارة الداخلية، تفيد ارتكابهم لعدد من الجرائم التى تستوجب التحقيق معهم بمعرفة النيابة.

طريق الدم

بدأ تاريخ" عبد المنعم أبو الفتوح الأسود منذ  اللحظة التي تم تجنيده فيها بالستينيات، عندما كان يتدرب في كلية طب قصر العيني، ثم تم زراعته من قبل جماعة الإخوان في العمل الطلابي، عندما أجرت الإخوان صفقتها الشهيرة مع السادات، في عام 1972، وخرجوا بعدها من السجون.

قسم الزنانيري

الجدير بالذكر أن كمال الزنانيري قد قام بتجنيد "ابو الفتوح"  بعد أن خرج من السجن، وسكنه كمسئول عن قطاع الطلاب في الجامعات المصرية، وتصادف أن يكون تجنيد أبو الفتوح على يد الزنانيري في إحدى محال تلميع الأحذية بقصر العيني، وكان صاحب المحل إخوانيًّا، وأقسم القسم أمام الزنانيري في محل تلميع الأحذية عام 1972، وكانت هذه الطريقة في التجنيد طريقة مخابراتية.

وبعد أن أقسم أبو الفتوح القسم أمام الزنانيري في محل تلميع الأحذية تم تخصيصه من قبل الإخوان في قطاع الطلاب بالجامعة المصرية، وعمل بما يسمى “,”بالجماعة الإسلامية“,” بالجامعة، هو وحلمي الجزار وعصام العريان، وظلوا في الجامعة حتى سنة 1978، ولا أحد من قريب أو من بعيد يعرف أن أبو الفتوح تم تجنيده من قبل جماعة الإخوان المسلمين، أي أنه ظل يخدع ويغش أصحابه وأصدقاءه الذين وثقوا فيه طيلة 6 سنوات، وفي داخل الحرم الجامعي أنشأ تنظيمًا للجماعة المحظورة، وخدع الدولة بأنه لا علاقة له بالإخوان من قبل كمال الزنانيري، وتم تكذيبه من قبل أحد أقطاب جماعة الإخوان الذين التقى بهم على سرير المرض في قصر العيني.

وعندما بدأت جماعة الإخوان تفكر في العمل فوق سطح الأرض، بدلاً من العمل تحت سطح الأرض في عام 1979، وعندما بدأ الإخوان يحتاجون إلى أعضائها في الجامعة انشق أبو الفتوح عن الجماعة الإسلامية، وكل المجموعات التي كانت تتبعه أرسلها للجماعة ومنهم حلمي الجزار القيادي في الإخوان عن محافظة الجيزة وهو يحاكم أمام القضاء، ومنهم الدكتور عصام العريان الهارب من العدالة، ومنهم “,”أبو العلا ماضي، وعصام سلطان وكلاهما يحاكم أمام القضاء، كل هذه المجموعات استولى عليها أبو الفتوح من الجماعة الإسلامية وضمها لجماعة الإخوان، وهذا ما جعل رموز الجماعة الإسلامية كرم زهدي، وفؤاد الدواليبي، وعاصم عبد الماجد، ينضمون لمحمد عبد السلام فرج، (الجهادي المصري) في مجموعة واحدة، وأخذوا يبحثون عن عبود الزمر، وطارق الزمر، وحاول الثلاثة اغتيال السادات، ردًّا على خديعة عبد المنعم أبو الفتوح والإخوان، واعتقاد الجماعة الإسلامية أن الإخوان كانوا يخططون لمؤامرة كبيرة، ولذلك بادرت الجماعة الإسلامية باغتيال السادات قبل جماعة الإخوان.

طموحات شريرة

لم تقتصر طموحات عبد المنعم أبو الفتوح على أخونة طلبة كلية الطب والجامعات الأخرى وانضمامهم لجماعة فقط، ولكنه سعى لطموحات أخطر وأكبر من ذلك، فقد اقترح على “,”التلمساني“,” فكرة استيلاء الإخوان على النقابات المهنية، من خلال طلبة الجامعات الذين أصبحوا أعضاءً في تنظيم الإخوان، بفضل رعاية وإخلاص عبد المنعم أبو الفتوح للجماعة، ووافق التلمساني على الفكرة، وأخد أبو الفتوح على عاتقه تنفيذها، والعمل على الاستيلاء على النقابات المهنية، مثل: “,”المهندسين، والأطباء، والمحامين“,” وهكذا كان أبو الفتوح أول من حمل على عاتقة أفكار الجماعة الإرهابية لطلبة الجامعات، وكان صاحب فكرة التمكين والاستيلاء على النقابات المهنية في مواجهة التيارات السياسية، وهذا ما جعل الدولة وقتها- ممثلة في الحزب الوطني- تصدر القانون 100 لسنة 1991 في محاولة منه السيطرة على فكرة النقابات، وهي الفكرة الرئيسية التي فكر بها وقام بتنفيذها القيادي الإخوان عبد المنعم أبو الفتوح.

كان أبو الفتوح صاحب فكرة تحالف الإخوان مع حزب الوفد؛ لمواجهة الحزب الوطني، واستطاع أبو الفتوح أن يقنع حزب الوفد بالتحالف أو الصفقة مع الإخوان لدخول مجلس الشعب، بعد أن أقنع الأمريكان حزب الوفد، بضرورة انضمام الإخوان إلى حزبهم في الانتخابات البرلمانية، وحتى يكون الوفد منبرًا للإخوان للترشح لمجلس الشعب وهذا ما حدث.

كان"أبو الفتوح" يرى التيار القطبي الذي يستشري في جسد الجماعة، وهو يغري طلابًا في عمر الزهور ويعطيهم لقسم التربية بالجماعة كي يلوثوا عقولهم بهذه الأفكار، والآن أبو الفتوح يكذب ولا يتجمل، ويقول إنه من الإخوان مع أنه هو الذي دمر عقول الشباب، وهو الذي تآمر على مصر وشبابها، وعندما أتى بعقول الشباب الغض من الجامعات أو النقابات، وألقى بهم في أتون الأفكار القطبية، وهو على يقين أن قسم التربية بالجماعة يربي هؤلاء الشباب على الأفكار القطبية المتطرفة، مقابل كرسي “,”نتن“,” في مكتب الإرشاد عام 1986، وظل هكذا حتى بيعة المقابر عام 1996.