صرخة الكناسين:”كنا فاكرين رفع رسوم النظافة حاجة هترفع مرتباتنا.. بنشتغل اليوم كله بـ 600 جنيه في الشهر.. عامل: مش بتقضي عيش حاف
صدر منذ أيام قانون النظافة الجديد، ذاك القانون الذي أثار جدلا كبيرا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يفرض، رسما شهريا يتراوح من 4 إلى 30 جنيها شهرياً على الوحدات السكنية مقابل خدمات جمع القمامة من الوحدات المبنية والأراضى الفضاء ونقلها للأماكن المخصصة لها والتخلص منها بطريقة آمنة.
وظن البعض أن زيادة رسوم النظافة، سوف تعود بالنفع على عمال النظافة حيث انهم يتعرضون الي معاناة مستمرة وقصص ظلم لا تنتهى، ويعد عامل النظافة في مصر أقل الفئات دخلاً، رغم ان كثيراً من دول العالم يجعل راتب عامل النظافة في مرتبة متقدمة مقارنة بالعديد من الوظائف ،وذلك لصعوبة المهنة ومعاناة العمل الشاق والجهد علاوة علي نظرة المجتمع السيئة لهم مما دفع البعض منهم للتسول في ظل تلك الرواتب الضعيفة التى لا تكفى نصف الاحتياجات اليوميه الصعبه من ماكل وملبس وغيره وان عملهم ما هو الامجرد رفع لقب عاطلين عنهم .
"الطريق" ترصد معاناة العمال وطبيعة عملهم اليومية
في أحد شوارع الحسين جلس إبراهيم مصطفي من مواليد محافظة الجيزة مركز العياط يحمل بيده مكنسة أصبحت صديقته فى كثير من الأحيان بلهجة حزن يتذكر فترة عمله بتلك المهنة "أنا اشتغلت فيها من تسع سنين، والمرتب ميكملش ألف جنيه" يوضح الرجل الأربعيني عندما كان يقبض 400 جنيه، إلي أن وصل الأمر 600 جنيه فترة كبيرة الي أن انتهت الزيادة عند الـ800 جنيه.
إبراهيم يعول زوجة وثلاث أطفال في مراحل التعليم المختلفة، " المرتب مش بيكفي المصاريف وفكرت 100 مرة اسيب الشغل بس هروح فين ولا أأعمل ايه اهو شغل وخلاص ".
أكد النائب محمد الدامى، أمين سر لجنة الإدارة المحليه بمجلس النواب، أنه منذ أيام بعد إطلاعه على قانون النظافة الجديد، يراها جاء لتطوير المنظومة واتخاذ خطوات جادة فى القضاء على ظاهرة انتشار القمامة.
ولفت إلى أن تحريك الأسعار يأتى للتمكن من العمل بنظام الشركات التى تعمل على جمع القمامه ونقلها وهو الأمر الذى سيسهم فى حل أزمة القمامه بدلا من إلقائها بالشوارع.
أعلي سلالم مترو الانفاق، وقف ربيع عبد السلام عامل نظافة "أنا بشتغل فترتين علشان اوفر الفلوس لاولادي ، بس برضو المرتب قليل"، رغم المشقة والمعانأة التي يعانيه العمال إلا أن المرتبات مازالت قليلة، فمرتب العامل لا يكفي احتياجات اسرته "أبنائي بمراحل التعليم المختلفة ومطالبهم لا تنتهي بخلاف ايجار الشقة والذي يصل الي 400 جنيهاً " يوضح العامل دائما نطالب المسئولين بالنظر لنا ولكن دون جدوي مما جعل البعض منا يقف علي سلالم المترو أو بالشارع ليحصل علي حسنة من المارة وذلك الأمر أصبح مؤسف ويؤلمني.
ظن محمد جمعه، عامل آخر بأن القانون الجديد محل النقاش والذي سوف يقوم برفع رسوم النظافة سوف يعود عليهم بالنفع وزيادة مرتبتهم "أنا بشتغل فى المهنة دى من 2010 وحصلى تعب فى الضهر فترة وانقطعت عن العمل ولما حاولت ارجع تانى رافضو، وقدمت تظلم شرطوا عليا ارجع الشغل بس بمرتب 600 جنيه رغم انى كنت اخد 750 قبل التعب " بلهجة غلب عليها الحزن يقول صاحب الخمسين "احنا بنتسول مش بنشتغل بجد الواحد مش عارف يعمل ايه كل حاجة ارتفع سعرها واحنا المرتب زى ما هو اولادنا تأكل منين ولا تروح فين ".
يتذكر مدحت عندما كان يتفاجيء من مشرف النظافة ، بمرور مسؤول اليوم فى احد الطرق "احنا بنشتغل اليوم كله الشغل من 7 الصبح لحد الساعة 3 العصر وكل مره يقولك فى مسؤل هيعدى نضطر نفضل لحد المغرب والمرتب بتاعنا مش بيكلنا عيش ولا بنعرف نعيش منه والناس بتبص لينا نظره اننا مش بنى ادمين ."
طالب النائب محمد الحسيني عضو مجلس النواب "نائب العجلة "اللجنة المختصة بعدم الموافقة على القانون دون خطة، موضحا أن اللجنة اتفقت مع وزارة البيئة منذ أكثر من عامين على إنشاء شركة قابضه خاصه للقمامة ولم يحدث أى تطور فى هذا السياق.
وشدد "الحسينى" على أنه غير معترض على زيادة رسوم النظافة حسب الشرائح ووفقا لكل حى، ولكن مع توفير ضمانة لتقديم الخدمه بشكل اكفأ. ولفت إلى أنه يمكن استغلال ما لدينا من عمال هيئة النظافة ، بدعمهم ماليا وبشريا وتدريبهم إضافة إلى وجود إدارة جيدة تكون مسئوليتها تدوير القمامه والاستغلال الأمثل لهذا الملف، قائلا: "لا امانع رفع الرسوم مع ارتباطه بتقديم الخدمة الحقيقية.. وبعدين تدوير القمامة شغلانه تجيب دهب لو احسننا إدارتها هنجيب دهب للموازنة".
يضيف حامد عبد الناصر عامل نظافة أقوم بجمع القمامة من المنازل وأتقاضي جنيهين عن كل شقة وهذا مبلغ غير مجز تماما لذا أقوم الآن بجمع الكراتين وأحصل علي مبلغ 200 جنيه وبالرغم من ذلك فتلك المبالغ لا تكفي قوت يومي أنا واولادي إلا أنني لا أفكر في العمل بهيئة النظافة نظرا لضعف اجرها فأنني أفضل أن أكون حر نفسي.
ويؤكد أحد أستاذ أمراض الجهاز الهضمى، أن طبيعة مهنة عمال النظافة تعرض حياتهم يوميا لخطر الإصابة بالأمراض المعدية والمزمنة فهو بمثابة " الموت الصامت " لهم، وذلك لعدم ارتدائهم الأدوات الوقائية واللازمة لجمع النفايات، فقط يصاب العامل بالجروح نتيجة احتواء القمامة على قطع زجاجية أو معدنية أو أى أدوات حادة، فهم بذلك عرضة للإصابة بفيروس الكبد الوبائي وتليف الكبد ودوالي المريء وقد يصل الأمر إلى الوفاة وهناك أيضا مخاطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والذي قد يتضاعف إلى الإصابة بمياه في الرئة، إضافة إلى الأمراض الجلدية كالالتهابات والتقرحات.
