ارتفاع أسعار الأسمدة يشعل غضب الفلاحين.. والبرلمان يطالب برفع حصة الفدان لـ”6 شكاير”
أثارت شكاوى الفلاحين المتفاقمة والمتكررة غضب البرلمان؛ لذا طالب وزارة الزراعة بإيجاد حلول جذرية لأزمة ارتفاع أسعار الأسمدة ولجوء الفلاحين إلى السوق السوداء لزراعة الخضروات والفاكهة، لاسيما أن حصة الفلاحين من سماد اليوريا والنترات "شيكارتين" لا تكفى لزراعة فدان.
وبدوره طالب البرلمان، وزارة الزراعة بتوفير 6 "شكاير" من السماد للفلاحين بالجمعيات الزراعية فى مختلف المحافظات، لأن الأسمدة المتاحة فى السوق السوداء بأسعار مرتفعة لا تتناسب مع إمكانيات الفلاح، فضلًا عن وجود أسمدة منها مضرة بجودة إنتاجية الأرض على المدى البعيد.
ورصد "الطريق" أزمة ارتفاع الأسمدة ليكتشف أن الفلاحين يعانوا من الكثير من المشاكل الأخرى التى اضطرت البعض منهم إلى ترك الأراضى تبور واللجوء إلى العمل فى أراضي ليست ضمن أملاكهم للحصول على مقابل مادى بدلًا من الخسارة المتكررة بأراضيهم الزراعية، بينما أكدت وزارة الزراعة توافر الأسمدة بأسعار مناسبة للفلاحين، ليعترض البرلمان ويندد بتصريحات الوزارة مطالبًا إياها بعرض تقرير تفصيلي حيال الأزمة وتوفير ما يحتاجة الفلاح من أسمدة وغيرها.. وللتعرف على تفاصيل الأزمة إليكم الآتى:
الفلاحون: أزمة الأسمدة تمثل 5% من مشاكلنا..تاجر التجزئة المستفيد والفلاح فى الحضيض
قال السيد محمد صاحب الـ56 سنة، من المنوفية، إن سعر السماد كان 30.5 جنيه فى عام 2010، أما اليوم بـ200 جنيهًا فى الجمعيات الزراعية وبـ270 جنيهًا فى السوق السوداء، مشيرًا إلى أن سعر الجاز تسبب فى أزمات الفلاحين ففى عام 2010 كان يحقن القيراط بـ5 جنيهات أما اليوم يحقنه بـ 40 جنيه، متابعًا: "الكلام ده مأثر على الفلاحين.. والمواشى دلوقتى وزير الزراعة بيستوردها من برا والبهيمة أم 30 ألف جنيه بقت تتباع بـ13 ألف جنيه.. والفلاح بقي فى الحضيض واللحمة المستوردة ملئت الدنيا.. والنواب مش عارفين الحقيقة كاملة والفلاحين ربنا اللى عالم بيهم وارتفاع سعر الدولار أثر علينا".
وأوضح الفلاح المنوفى، لـ" الطريق"، أنه كان يدفع اثنين أوثلاثة جنيهات فى ساعة الرى، بينما يدفع الآن 25 أو 30 جنيهًا، مشيرًا إلى أن نسبة المياه الجوفية فى الأرض قلت بشكل ملحوظ، كما أن سعر كيس "كويك" المبيد الحشرى الذى كان يضعه فى بلعوم الذرة الصغير لحماية المحصول من الديدان، كان يباع بـ5 جنيهات فى عام 2010 أما اليوم وصل سعره إلى 20 جنيهًا.
وتابع : "فيه آفات من أثر الحروب والتقدم العلمى أثرت على الأرض وجودتها، وكمان درجة الحرارة أصبحت 32 درجة وده كل بيأثر على الفلاحين دلوقتى، وآخر زيادة للأسمدة كانت السنة اللى فاتت مع ارتفاع سعر الدولار..يارتنا حتى بنجيب أجرة النفر اللى بيشتغل..السماد مش موجود فى الجمعية يدوب بيكفى 5 % من الفدان ومش عندنا مصانع تعمل الحاجة بتاعت الفلاح"، مشيرًا إلى أن التجار يتلاعبوا بأسعار الخضروات والفاكهة والأسعار كل يوم عرض وطلب وهذا الأمر يؤثر بالسلب على الفلاح، لافتًا إلى أن الحكومة تجبر الفلاح على بيع المحصول بثلاثة جنيهات بينما تشترى من التجار بـ13 جنيهًا، مؤكدًا أن موضوع السماد يمثل 5% من المشكلة."
أسعار الأسمدة فى السوق السوداء تزيد بفارق 20 جنيهًا عن الجمعيات الزراعية
بينما قال فتحى سليمان، من الجيزة، إن أسعار الأسمدة فى الجمعية الزراعية تختلف اختلاف طفيف عن أسعار السوق السوداء، مؤكدًا أن الفلاح متدهور فى كل شيء ولايستفيد من الزراعة كالسابق، لافتًا إلى أن أسعار الأسمدة كانت رخيصة أما الآن فالأسعار ليست فى حدود إمكانيات الفلاح.
وأكد لـ"الطريق"، أن الفرق بين سعر السماد داخل وخارج الجمعيات الزراعية حوالى 10 أو 20 جنيهًا فقط، مشيرًا إلى أن الزراعة فى مصر تعانى من مشاكل أخرى مثل رخص أسعار الحيوانات وعدم قدرة الفلاح على سداد اشتراك الجمعية الزراعية وشراء السماد الذى يحتاج بالكامل، متابعًا : كل سنة أسعار الأسمدة بتزيد زادت عن السنة اللى فاتت على الحيازة 30 جنيه وكانت السنة اللى فات بتتباع بـ140 جنيهًا."
زراعة الخضراوت والفاكهة سبب لجوء الفلاحين للسواق السوداء
وقالت سيدة محمد صاحبة الـ40 عامًا، من المنوفية، إن أسعار الأسمدة تزداد كل عام وتؤثر بالسلب على الفلاحين، وخاصة من يقوموا بزراعة الخضروات والفاكهة، لأنهم يلجأوا إلى شراء الأسمدة من السوق السوداء بأسعار مرتفعة كى يقضلا احتياجاته.
وأشارت إلى أن الفلاح يعانى كثيرًا الآن من ارتفاع الأسعار، مؤكدة أنه كان يستفيد فى السابق عن الآن، باستثناء من يمتلك مواشي، لكن المكسب يكون طفيف بعد تراجع سعر الحيوانات وبصفة خاصة "العجول".
نلجأ إلى جراكن الفلورا الرخيصة المضرة بالأرض لمواجهة الغلاء
قال شحات باتع صاحب الـ65سنة، من المنوفية، إن الكيماوى بـ250 جنيهًا فى السوق السوداء والجمعية بـ200 جنيهًا، مشيرًا إلى أن : " اللى بيزرع القمح له شيكارتين كيماوى للفدان..مش هيعملوا فدان والجمعية مش بتدينا النسبة اللى إحنا عايزينها.. والناس بتلجأ للسوق السوداء وبيكبروا دماغهم من اشتراكات الجمعية.. وفى الجمعية ساعات بيقولوا مافيش فى المخازن وبيبقي خراب على الفلاح."
وأضاف لـ"الطريق"، أن هناك فلاحين تركوا الأراضي الزراعية تبور بسبب غلاء الأسعار، فى حين لجأ البعض إلى شراء جراكن الفلورا التى تضر الأرض، متابعًا : "أسعار الكيماوى نار والناس هتعمل إيه.. لازم يشترى جيركن بـ80 جنيه أحسن ما يشترى شيكارتين بـ500 جنيه ويحطوا على مرتين فى الأرض"، مشيرًا إلى أن الفلورا تجعل الأرض حمراء وتقلل إنتاجيتها على الأمد البعيد، لكن الفلاح مضطر لأن شراء الأسمدة من الجمعيات الزراعية بـ170 جنيهًا بالإضافة إلى مصاريف النقل التى زرادت عشر جنيهات مثل السماد.
رد الجمعية الزراعية
قال خليل محمد خليل، رئيس الجمعية الزراعية بقرية الحلواصي البلد بالمنوفية، إن سعر شيكارة السماد اليوريا بـ165 جنيهًا أما النترات بـ 160.5 جنيهًا، مشيرًا إلى أن أسعار الأسمدة زياد جنيهًا واحدًا عن الأيام السابقة، كما يوجد مجلس إدارة يهتم بشكاوى الفلاحين.
وأضاف "خليل"، لـ" الطريق"، أن من يمتلك حيازة زراعية يحصل على 7 شكاير نترات أو 5 شكاير يوريا فى الموسم الصيفي لزراعة الذرة، مشيرًا إلى أن النترات تمثل 33% سماد عضوي، واليوريا يمثل 46%، أما فى الموسم الشتوى يحتاج الفلاح لزراعة القمح 3 شكاير من اليوريا أو 5 من سماد النترات ، مؤكدًا : "كل واحد بيأخد مستحقاته والمقرر بتاعه بس السماد بيتباع برا فى السوق السوداء بـ 250 جنهيًا."
رد وزارة الزراعة
أعلنت وزارة الزراعة من خلال قطاع الخدمات والمتابعة الزراعية، عن توفير الأسمدة لجميع المحاصيل الشتوية بالأسعار المدعمة فى الجمعيات الزراعية بجميع المحافظات، على أن يكون سعر "شيكارة" اليوريا 164.5 جنيه، أما النترات 159.5 جنيه.
رد زراعة البرلمان
قال رائف تمراز، عضو لجنة الزراعة والرى بمجلس النواب، لـ" الطريق"، إن الأسمدة كانت متوفرة فى السابق من خلال طمى النيل، لذا كانت لا توجد أى مشكلات، لكن بعد بناء السد العالى لم يعد يصل الطمى للأراضى الزراعية، مطالبًا الحكومة بتوفير 6 شكاير من السماد للفدان بأسعار مناسبة للفلاحين كىيتثنى لهم الحصول على هامش ربح بدلًا من معاناتهم من ارتفاع أسعار الأسمدة وعدم كفاية الحصة المحددة لهم من الجمعيات الزراعية وهى شيكارتين، لافتًا إلى أن السماد الموجود بالسوق السوداء يضف إنتاجية الأرض الزراعية.
