الطريق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 05:47 مـ 17 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

في ذكرى 11 سبتمبر.. الإعلام الأمريكي يسأل: ذكرى مؤلمة.. أم سلاح للانتقام؟

أحداث 11 سبتمبر
أحداث 11 سبتمبر

11 سبتمبر ذكرى مؤلمة، شهدت حادثًا إرهابيًا في الولايا المتحدة الأمريكية، أدى إلى تدمير انهيار برجي، مركز التجارة العالمي بمنهاتن و"البنتاجون" مقر وزارة الدفاع الأمريكية.

الحادث دفع الولايات المتحدة لإجراء تغييرات جذرية في سياستها الخارجية، وفي الذكرى الـ18 لها سلط الإعلام الأمريكي الدور على الحادث وتداعياته.

وركزت صحيفة "نيو يورك تايمز"، على إجراء حوار مع ذوي الضحايا الذين لقوا حتفهم في هذا اليوم، ومن ضمن هؤلاء "سالي ريجنارد"، وهي أم  كريستيان، رجل الإطفاء في نيويورك، البالغ من العمر 28 عامًا، الذي لقي مصرعه يوم الحادث، وبحسب التعبير الذي أعربت من خلاله عن مشاعرها كأم فقدت ابنها، فهي لا تزال ترى هذه الأبراج بأنها "أدوات للموت" لكنها "أصبحت أقل دهشة الآن"، على حد قولها.

ونوهت الصحيفة الأمريكية، إلى الصور التي تتعلق بالهجمات التي شنت ضد البرجين، إذ أفادت أنه عند مشاهدة هذه الصور، تختلف المشاعر التي من الممكن أن تنتاب الأمريكيين، فمن الممكن أن تكون مشاعر حزن، خاصة عندما يقارنون بين صور الأبراج وهي لا تزال سليمة، وصورها وهي مدمرة، هذا بخلاف صور الضحايا، لكن من الممكن أن تتسبب هذه الصور في الشعور بالفخر، كونها تجعل من يشاهدها يشعر بقيمة بلده مما جعلها مستهدفة بهذه الطريقة.

 

من جانبها، سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الضوء على الجانب السينمائي في القضية، وأجرت  حوارًا مع المخرج سام ريمي، الذي أكد أنه رغم أن ما حدث مأساة، إلا أنه يعد كنز لعالم السينما في هوليود، لأنه من الممكن أن يخرج منه العديد من الأفلام السينمائية التي تتمتع بكم كبير من مشاهد الأكشن، وهنا يستلزم الإشارة إلى أن المخرج "سام ريمي"، وفي عام 2002 أي بعد مرور عام واحد مما حدث أطلق فيلم "Spider-Man"، والذي كان بمثابة التحدي له، بسبب مشهد يظهر فيه البطل، وهو يهبط من مروحية، لمطاردة مجموعة لصوص يسرقون بنك، فقد أراد أن يوجه تحية لمن كانوا في البرجين، وأنهم كانوا بمثابة الأبطال، وهو توجه طبيعي، يعرب عن رؤيته الأمريكية المدافعة عن بلده.

 

واختلف المخرج بارت فروندليتش، عن صديقه سام ريمي، فلم يحاول أن يقدم مجرد مشهد يتحدث عن الواقعة بطريقة غير مباشرة، فقد تعمد في معالجته لفيلم  "World Traveler" الذي قام ببطولته جوليان مو وبيلي، وقال فروندليش، عن هذه الواقعة ليعرب عن ألمه: "أعرف أن قلبي يؤلمني عندما أراهم في الصور القديمة، إنهم لا يمثلون شيئًا مأساويًا فحسب ، بل شيئًا رائعًا عن المدينة أيضًا".

وعند الانتقال لجريدة "نيويورك بوست"، سنجد أنها التفتت للأجيال التي لم تعاصر هذه الأحداث، مشيرة إلى أن مثل هؤلاء تحاط بهم علامات الاستفهام، فترى كيف ستكون ردة فعلهم حينما يطلعون على صور وفيديوهات أحداث الحادي عشر، ترى هل  ستتشكل في مخيلته الإصرار على الانتقام، وإذا أرادوا الانتقام، سيوجهون سلاحهم ضد دول سيعتبرونها أعداء لهم ولبلادهم، أم  لحكومة بلادهم كونهم تركوا شعبهم فريسة مستساغة في يد ميليشيات مسلحة؟.