الطريق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 12:43 مـ 17 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

سارة مدحت.. فنانة تشكيلية ترسم بالقهوة.. والبداية مع صدفة وقوع الريشة في الفنجان (صور)

سارة مدحت
سارة مدحت

تكتسب القهوة قوتها من أمزجة البشر، ففنجان واحد قد يبدل يوم شخص محبط إلى آخر نشيط سريع الإنجاز، لكن هناك مكمن أخر للقوة اكتشفته، إذ وجدت استخداما جديدا للقهوة بريشة الرسم وليس بالفنجان.

 

الصدفة وحدها قادتها لهذا النوع من الرسم، فهي من عشاق القهوة التي تلازمها خلال رسمها لكل لوحاتها، ففي إحدى المرات كانت ترسم بالألوان الزيتية، وحدث بالخطأ أن وضعت الريشة في فنجان القهوة ولم تنتبه إلا بعد أن رسمت اللوحة فلاحظت أن لون القهوة له تأثير مميز على اللوحة.

 

من تلك الصدفة بدأت "سارة مدحت" (23عاما) فنانة تشكيلية مصرية  الرسم بالقهوة، بعد أن تخرجت فى كلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان عام 2008، حيث عملت كمصممة جرافيك لشركة إعلانات، كما عملت كرسامة لكتب الأطفال فى مجموعة دور نهضة مصر للنشر من 2014 إلى  2016.

 وتفرغت بعدها للانطلاق فى مسيرتها الفنية حيث شاركت في العديد من المعارض الدولية والمحلية، وأقامت مؤخرا معرضا بعنوان "وش قهوة" قدمت فيه أحدث لوحاتها باستخدام القهوة.

 

كما شاركت "سارة" فى العديد من المعارض الجماعية المحلية والدولية، بما فى ذلك معرض بلجيكا الدولى حول التغير المناخى، معرض فيينا الدولى بالنمسا؛ حيث شاركت فيه بعملين من القهوة أيضا. معرض أجيال الدولى فى القاهرة، معرض نساء تحت سن ال 35 عاما التابع لصندوق التنمية الثقافية فى دار الأوبرا المصرية، معرض الربيع الوطنى فى ساقية الصاوى الثقافية.

 

وفوق كل ما مضى، فإن للفنانة "سارة مدحت" تجارب موسيقية مع فرقة الفنان هانى شنودة من 2014 إلى 2017 ، كما شاركت الفنان العالمى ناصر المزداوى، صاحب لحن "حبيبى يا نور العين"  فى حفلتين فى2017 كمطربة أساسية؛ حيث تعتبر الموسيقى والفن التشكيلى شيئا واحدا، وقد حصلت على جوائز دولية ومحلية عديدة وحازت على جائزة مسابقة المركز الثقافى الهندى لمولانا أزار.

 

بدأت سارة في تجربة الإضاءة المختلفة للون القهوة على اللوحة، ولاحظت أنه يعطيها تميزاً وعراقة، فالقهوة من الخامات الصعبة في الاستخدام خاصة على اللوحات البيضاوية. وقع اختيار"سارة مدحت" على هذا الشكل واللون من الرسومات ليتناسب كذلك مع الفنانين الذين اختارتهم لرسمهم على لوحاتها، ومنهم السيدة أم كلثوم، وتوفيق الدقن، وثلاثي أضواء المسرح، وهند رستم، ونجلاء فتحي، وشكري سرحان، ورشدي أباظة وحسين رياض وسعاد حسني.

 

تستغرق اللوحة الواحدة التي تقوم "سارة" برسمها لأي فنان نحو ساعتين، وتضع فيها ما لا يقل عن ربع كيلو من القهوة والقهوة سريعة التحضير حيث تقوم بخلطهما لكي تحصل على الدرجات المختلفة من اللون.

 

حكاية أول لوحة بالقهوة

رسمت "سارة" أول لوحة لها بالقهوة لفتاة صغيرة تائهة وحزينة، شعرت حينها أن الصورة تعبر عن طفلة بداخلها، ولم تكن تعلم ما هي النتيجة النهائية، فشعرت وكأنها ترى "البخت"  على الورق.

 

وقررت "سارة" بعد الإنتهاء من أول لوحة، والتي استغرقت منها نصف ساعة فقط، نشرها عبر الفيسبوك، وكانت ردود الأفعال جميعها إيجابية، والتعليقات بين الإندهاش حيث لم يصدقوا أنها مرسومة بالقهوة، وبين معجب بخفة ظل "الرسم عالريحة ولا زيادة".

 

أما عن أول وأهم 2 أعمال لها مع الفنانين فهم على الترتيب: هند رستم، وعبدالحليم حافظ، والسندريلا سعاد حسني.  وعن أصعب الوجوه التي رسمتها "سارة" فكان وجه الفنانة نجلاء فتحي رغم نعومة ملامحها، لكن ربما جاءت صعوبتها من هنا لأن تجسيد النعومة في الرسم في منتهي الصعوبة، وأسهل لوحة كانت للفنان "رياض القصبجي".

 

"وش قهوة" معرض من الزمن الجميل

"وش قهوة".. عنوان فريد وجديد للمعرض الفردى الأحدث للفنانة التشكيلية "سارة مدحت" فى أتيليه القاهرة، والمعرض هو الأول فى مصر، حيث خاضت فيه "سارة" أكثر من رهان فنى كان الأول، واللافت هو اعتمادها على النسكافيه والقهوة الفورية فى رسم بروفايلات المعرض، لا غرابة، إذن، حينما تدخل إلى المعرض وتجد عن يسارك على المائدة حبات قهوة ونسكافيه متناثرة نثرتها الفنانة عامدة وإلى جوارها كنكة وسبرتاية وفناجين، وتدعوك الفنانة لاحتساء القهوة على النار الهادئة للسبرتاية، فحين تشاهد أعمال المعرض تجدها تشع بمذاق القهوة والنسكافيه على الطريقة التقليدية وتتأمل الأعمال التى تفوح منها رائحة البن والنسكافيه، وكأن ذلك يعينك على أن تعيش حالة النوستالجيا التى تفيض بها الأعمال؛ حيث استدعاء رموز الفن الجميل، فتجد الخامة الفريدة وسيطا مناسبا ومتوافقا مع هدف المعرض والارتحال فى الزمن الجميل.

 

أكبر لوحات ذلك المعرض كانت أخر لوحة قبل تجهيز الافتتاح وكانت منظر طبيعي لبيت قديم، وتعتبرها "سارة" أهم لوحة وأقربهم إلى قلبها، لأن البيوت القديمة التي عهدناها في القاهرة هي البيوت التي لا ترسم، فمعظمها تخص الريف، وكانت اللوحة من خيالي ومستوحاة من بيوت المعادي وجاردن سيتي القديمة.