شحاته زكريا يكتب: مصر تنتفض دعما لفلسطين في عيد الفطر

في مشهد يعكس عمق الترابط بين الشعبين المصري والفلسطيني شهدت مصر خلال عيد الفطر تظاهرات حاشدة دعما للقضية الفلسطينية.
لم يكن العيد في مصر هذا العام مجرد مناسبة احتفالية ، بل تحول إلى منصة للتضامن الشعبي مع الفلسطينيين في مواجهة العدوان المستمر. خرج المواطنون في مختلف المحافظات ، رافعين الأعلام الفلسطينية مرددين الهتافات التي تؤكد دعمهم الثابت لقضية فلسطين ورفضهم للعدوان والانتهاكات المتواصلة.
من القاهرة إلى الإسكندرية ومن الدلتا إلى الصعيد ، احتشد المواطنون في الساحات العامة والمساجد عقب أداء صلاة العيد، حيث علت أصوات الهتافات المطالبة بوقف العدوان على غزة ، وضرورة التحرك الدولي لحماية الفلسطينيين. شارك في هذه التظاهرات الرجال والنساء والأطفال ، في مشهد يعكس وحدة الصف المصري تجاه القضية الفلسطينية.
لم تكن هذه التحركات الشعبية مفاجئة فمصر لطالما كانت في طليعة الدول العربية الداعمة للقضية الفلسطينية على المستويين الرسمي والشعبي. جاءت هذه التظاهرات امتدادًا لمواقف المصريين الراسخة التي ترفض الظلم والتطبيع وتؤكد دعمهم الكامل للفلسطينيين.
إلى جانب التظاهرات شهدت العديد من المساجد خطبا تدعو إلى نصرة الفلسطينيين وحثت على تقديم الدعم الإنساني والإغاثي لهم. كما أُطلقت حملات تبرعات في عدد من المؤسسات والجمعيات الخيرية ، بهدف إيصال المساعدات إلى غزة والمناطق المنكوبة مما يؤكد على التضامن العملي مع القضية الفلسطينية.
المواقف المصرية الرسمية جاءت متوافقة مع هذا الزخم الشعبي ، حيث استمرت جهود القاهرة في الوساطة لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين الفلسطينيين. وأكد المسؤولون المصريون أن بلادهم لن تتوانى عن تقديم الدعم للفلسطينيين في نضالهم المشروع لنيل حقوقهم. كما واصلت مصر دورها في المنظمات الدولية والإقليمية داعية إلى تحرك عاجل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية ، ومطالبة بضرورة محاسبة الاحتلال على جرائمه بحق المدنيين.
لقد أثبتت هذه الأحداث أن فلسطين ليست مجرد قضية سياسية ، بل هي جزء أصيل من الوعي العربي والإسلامي ، لا يمكن التخلي عنه أو تجاهله. لقد أكد المصريون من خلال تظاهراتهم وتحركاتهم أن القضية الفلسطينية لا تزال حية في وجدانهم وأنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام معاناة أشقائهم الفلسطينيين.
عيد الفطر هذا العام كان مختلفا في مصر ، حيث تحول من مناسبة احتفالية إلى فرصة لتجديد العهد مع فلسطين، وإرسال رسالة قوية إلى العالم بأن المصريين بمختلف فئاتهم يرفضون الظلم ويقفون إلى جانب الحق الفلسطيني بكل ما أوتوا من قوة. ومع استمرار موجة الدعم الشعبي والرسمي ، يبقى السؤال: هل يستجيب المجتمع الدولي لهذه الرسائل القوية، ويتحرك لإنهاء معاناة الفلسطينيين؟ أم أن هذه التضحيات ستظل تصطدم بصمت العالم وعجزه عن اتخاذ خطوات حقيقية لحماية حقوق الفلسطينيين؟