الطريق
الثلاثاء 22 أبريل 2025 06:46 مـ 24 شوال 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
وزير الزراعة يفتتح ويترأس الدورة الـ31 لمجلس إدارة مرصد الصحراء والساحل في العاصمة التونسية محافظ الشرقية يتفقد أعمال الرصف والتطوير الجارية بطريق ”أبو حاكم ـ ميت ابو علي” رئيس جامعة بنها يفتتح المؤتمر الطلابى الثالث لكلية التربية النوعية محافظ كفر الشيخ يتفقد مدرسة «القمح» الحقلية بشباس الملح وزيرة التنمية المحلية تلتقي رئيس لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة بمجلس النواب محافظ الفيوم يبحث آليات تنفيذ حملات توعوية للصحة النفسية للمواطنين وزير الشؤون النيابية يشارك في الجلسة الافتتاحية للمجلس الأعلى للتشاور الاجتماعي في مجال العمل إعلام روسي: الجيش يعلن عن انفجارات وحريق في مستودع ذخيرة رئيسي بعد ”انتهاكات أمنية” ”زراعة محاصيل قابلة للتصدير”.. ورشة عمل بوزارة الري شاهد| الرابر مروان موسى يعلن عن ألبومه الجديد ”الرجل الذي فقد قلبه” وزير الاتصالات يغادر إلى دبى للمشاركة في فعاليات قمة ”الآلات يمكنها أن ترى” مصدر في كاف: التحقيق مع طاقم حكام مباراة أورلاندو وبيراميدز

أيمن رفعت المحجوب يكتب: كفاية ضرائب

أيمن رفعت المحجوب
أيمن رفعت المحجوب

تمثل الضرائب غير المباشرة عبئا على المواطنين فى اى دولة ، وخاصة محدودي الدخل والفقراء وذلك لأنها ضريبة عمياء لا تفرق بين الغني والفقير لأنها تفرض بسعر موحد على كل أفراد المجتمع . ذلك على عكس الضرائب المباشرة التي تفرق بين كل فرد من أفراد المجتمع وتحاسبه وفقاً لدخله.

ولذلك أردت أن أوضح طريقة قياس عبء الضريبة غير المباشرة على افراد الشعب.وتتلخص في أن نحدد كمية الانفاق الذي تقوم به الأسر المكونة لكل فئة اجتماعية على كل سلعة على حدة ، أي أن نحدد كمية استهلاك كل فئة اجتماعية من كل سلعة. ثم نقدر، اعتمادا على هذه الكمية المستهلكة وعلى ثمن السلعة محل الاستهلاك وعلى سعر الضريبة المفروضة عليها ، عبء الضريبة غير المباشرة التي تتحملها كل فئة اجتماعية نتيجة استهلاك هذه السلعة. ثم نخلص ، عن طريق جمع مختلف الضرائب غير المباشرة ، بنفس المنهج السابق البيان ، التي تدفعها هذه الفئة الاجتماعية على مجموع استهلاكها ، إلى تقدير عبء الضرائب غير المباشرة على هذه الفئة.

ونلاحظ أن هذا الأسلوب في القياس يعتمد على الانفاق الحقيقي الذي تقوم به الأسر المصرية المكونة لمختلف فئات المجتمع على كل سلعة على حدة. ولا شك في صعوبة الاعتماد على هذه الطريقة لأكثر من سبب ، أولها ؛ احتمال إسقاط بعض السلع ونحن بصدد حساب العبء الضريبي غير المباشر ، وذلك لكثرة السلع محل الاستهلاك، وهذا ما يعني احتمال اسقاط بعض هذه الضرائب من الحساب .. ومع ذلك يظل من الممكن أن نعتمد على هذه الطريقة ونحن بصدد تحديد عبء ضريبة غير مباشرة بعينها على فئة اجتماعية ما. وثانيها ؛ صعوبة حساب ما تستهلكه كل فئة اجتماعية بدقة من كل سلعة.وعليه يكون من الضروري ، حتى نحدد عبء الضرائب غير المباشرة بالنسبة لكل مستوى من مستويات الدخول ، أن نتعرف على ما تستهلكه هذه الفئة الاجتماعية من كل سلعة من السلع المفروضة عليها الضريبة غير المباشرة في مصر.

ولذا يجب أن نفرق بين نوعين من السلع وهما أولاً ؛ سلع تختص باستهلاكها أو باستهلاك الجزء الأكبر منها فئة اجتماعية معينة ، بحيث يمكننا أن نحسب استهلاك هذه السلعة عند هذه الفئة وبالتالي نعتبر الضرائب غير المباشرة المفروضة عليها أعباء اضافية على هذه الفئة الاجتماعية وحدها. ومثل ذلك السلع الكمالية والتي يقتصر استهلاكها على الفئات الاجتماعية من الاغنياء، أي المستويات العليا من الدخل. وامثل السلع التي يقتصر استهلاكها على الفئات ذات الدخول المحدودة ، والتي لا تذهب إليها استهلاكات الفئات المتوسطة أو ذات الدخول المرتفعة.ثانيا ؛ سلع يشترك في استهلاكها جميع فئات المجتمع المصري ، أي يشارك في استهلاكها جميع مستويات الدخول ، وهذه هي السلع الضرورية مثل الخبز والسكر والوقود والسلع نصف الكمالية. وعليه يكون من الضروري ، حتى يمكننا أن نحدد نصيب كل فئة اجتماعية من الضرائب غير المباشرة المفروضة عليها ، أن نحدد الكمية التي تستهلكها كل فئة من هذه السلع. ولا شك أن مثل هذا التحديد بالغ الصعوبة , ومع ذلك يمكننا أن نتوصل إلى تحديد مرضٍ عن طريق بحث ميزانية الأسر المصرية عند كل مستوى من مستويات الدخل. وهذا يتطلب معرفة عدد الأسر الداخلة في تكوين كل فئة اجتماعية ، أي كل مستوى من مستويات الدخول.

ويمكن أيضا للتبسيط أن نعتمد على الكمية المستهلكة من سلعة معينة في حي ما لمعرفة عبء الضرائب غير المباشرة على هذه الفئة فى ذلك الحى ، هذا على افتراض أن كل حي يشكل وحدة اجتماعية متجانسة ( مثل مصر القديمة أو بولاق أو السادس من أكتوبر.... الخ ) ، وهو ما يمكن الاعتماد عليه إلى حد كبير في التصنيف.وفي حالات أخرى ، كثيراً ما توزع الخدمات ، مثل خدمات الصحة والتعليم والمواصلات ، على المستهلكين بأثمان مختلفة. ومعنى ذلك أن تنقسم إلى عدة أنواع تبعا للثمن الذي تباع به. وعلى ذلك يمكن أن نحسب ما تستهلكه كل فئة اجتماعية من هذه الخدمات على أساس المستهلك منها.

وعليه يمكن ان نخلص الى انه لا يصح ان نعمم الحلول التى تعتمد عليها الدولة فى توزيع عبء الضرائب غير المباشرة بين فئات المجتمع المختلفة بالتساوى , بل يجب ان نعتمد فى توزيع عبء كل ضريبة على الطريق الاكثر ملاءمة لها , لانه وكما ذكرنا الضرائب غير المباشرة «ضرائب عمياء» تضر بالفقراء ومحدودى الدخول اكثر من الاغنياء , مما يجعل الامر مقلوبا , بحيث يجب ان يتحمل القادرون الجزء الاكبر من الضرائب غير المباشرة وليس العكس كما يحدث الآن , وألا تتجللى ظاهرة «الظلم الاجتماعى» , و التى نرفضها جميعا فى مصر اليوم.

موضوعات متعلقة