عباس شراقي: سد النهضة يواجه تحديات جيولوجية خطيرة لكن انهياره ليس وشيكًا

أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية، أن سد النهضة الإثيوبي يواجه تحديات جيولوجية وهندسية كبيرة، إلا أن الحديث عن انهياره الوشيك غير دقيق.
وأوضح «شراقي»، في تصريح خاص لـ «الطريق»، أن المنطقة التي شُيد فيها السد تعاني من مشكلات جيولوجية معقدة، وهو ما يزيد من المخاطر المحتملة، لكن لا يعني ذلك أن السد سينهار في القريب العاجل.
وأشار إلى أن إثيوبيا أجرت تعديلات جذرية على التصميم الأصلي للسد، حيث كان مقررًا أن يكون بارتفاع 85 مترًا بسعة تخزينية 11 مليار متر مكعب، لكن التعديلات رفعت الارتفاع إلى 145 مترًا مع سعة تخزينية تصل إلى 74 مليار متر مكعب، فيما بلغ التخزين الفعلي حتى الآن نحو 60 مليار متر مكعب.
كما أكد أن هذه التعديلات تزيد من احتمالية ظهور مشكلات مستقبلية، سواء بعد سنوات أو حتى عقود، مما يشكل تهديدًا طويل الأمد، خاصة على السودان.
وأضاف أن الخطورة تكمن في أن إثيوبيا قامت بتنفيذ المشروع دون أي تنسيق أو دراسات مشتركة مع دولتي المصب، مصر والسودان، وهو ما يثير مخاوف كبيرة بشأن الأمان الإنشائي والتأثيرات البيئية.
ولف إلى أن انهيار السد، سواء نتيجة لزلزال أو فيضان شديد، قد يؤدي إلى كارثة مدمرة في السودان، حيث يقع السد على ارتفاع أعلى من الخرطوم بحوالي 350 مترًا، ما يعني أن أي تسرب أو انهيار قد يتسبب في موجة طوفانية ضخمة تجتاح المناطق السودانية.
وأوضح أن مصر لا تنتظر انهيار السد كحل للأزمة، وإنما تسعى لضمان حقوقها المائية عبر اتفاقيات ملزمة وآلية واضحة لإدارة وتشغيل السد بشكل مشترك.
كما أوضح أن استمرار إثيوبيا في تجاهل المخاطر قد يعرض المنطقة بأكملها لمخاطر جسيمة، مشددًا على أهمية التوصل إلى توافق يحفظ حقوق جميع الأطراف ويمنع وقوع كوارث مستقبلية.